loading ad...
هذا الصيف تعود افلام الأبطال الخارقين بقوة، فسوبرمان يحمل الكثير بالفعل على عاتقه العريض، ويبدو من غير العادل أن يُضاف إليه مصير هوليوود أيضًا. لكن هذا هو نوع الضغط الذي يصاحب كونه أحد أكبر نجوم عالم القصص المصورة، وها هو يحصل على إعادة تقديم ضخمة في وقت مضطرب. ولحسن الحظ، لن يكون وحده – فاستوديوهات مارفل تعود بدورها بقوة إلى صالات السينما هذا الصيف عبر فيلمين جديدين: "Thunderbolts" و"Fantastic Four: First Steps".
اضافة اعلان
وبعد مرور خمس سنوات على شلل صناعة السينما بسبب جائحة كوفيد-19، وسنتين على الإضرابات، لا تزال الصناعة تحاول النهوض مجددًا. وبينما يشكو البعض من "الإرهاق من أفلام الأبطال الخارقين"، إلا أن التجارب السابقة أثبتت أنهم عنصر حيوي ضمن الخلطة السينمائية الصيفية – خاصةً عندما تكون الأفلام جيدة بالفعل.
تقويم الإصدارات الصيفية
تشمل قائمة الأفلام القادمة بين مايو وأغسطس أعمالًا متنوعة مثل: أفلام "28 Years Later"، "Another Simple Favor"، "The Bad Guys 2"، "Ballerina"، "Bring Her Back"، "Elio"، "F1"، "Final Destination: Bloodlines"، "Freakier Friday"، "Jurassic World: Rebirth"، "Smurfs"، "The Surfer"، و"Thunderbolts" من مارفل.
ورغم أن صيف "باربنهايمر" الشهير سيظل مرتبطًا بفيلمي "Barbie" و"Oppenheimer"، إلا أن بلوغ إيرادات موسم الصيف 4 مليارات دولار لم يكن ليحدث دون أفلام "Guardians of the Galaxy" و"Spider-Man"، وهما ثاني وثالث أعلى الأفلام إيرادًا في الموسم.
وفي هوليوود، يبدأ الصيف فعليًا خلال أول عطلة نهاية أسبوع من شهر مايو، حتى لو كانت المدارس لا تزال مستمرة والطقس غير صيفي. تلك الانطلاقة تُعتبر مفتاحًا لموسم يمتد 123 يومًا ويمثل تقليديًا حوالي 40٪ من إجمالي إيرادات شباك التذاكر السنوية.
العام الماضي، لم يُفتتح الصيف بأي فيلم من مارفل – وكانت النتيجة ضعفًا ملحوظًا في الإيرادات إلى أن أنقذت ديزني الوضع بفيلمي Inside Out 2 وDeadpool & Wolverine.
أما هذا العام، تعود ديزني بقوة من خلال فيلم "Thunderbolts"، الذي يجمع شخصيات مثل يلينا بيلوفا (فلورنس بيو)، ريد غارديان (ديفيد هاربور)، وباكي بارنز (سيباستيان ستان).
قال المخرج جيك شراير: "الفيلم يقدم لمسة جديدة على مفهوم هذه النوعية من الأفلام... سنأخذ الجمهور إلى أماكن غير متوقعة." وأضاف: "الفيلم يحاول أن يعكس اللحظة التي نعيشها، ليس من زاوية سياسية، بل من حيث الحالة العامة التي يشعر بها الجميع."
وقد يكون فيلم نهاية أسبوع عيد الذكرى Memorial Day قد تكون من أبرز محطات الموسم مع طرح النسخة الحية من "Lilo & Stitch" والجزء الختامي من "Mission: Impossible – The Final Reckoning".
كما يشهد شهرا يونيو ويوليو صدور أفلام كبيرة مثل جزء جديد من "Jurassic World"، ونسخة واقعية من "How to Train Your Dragon"، وفيلم عن سباقات الفورمولا 1، مما يعطي صيف 2025 فرصة حقيقية ليكون الأقوى منذ ما بعد الجائحة.
يُذكر أنه قبل الجائحة، تجاوزت إيرادات كل صيف (باستثناء واحد منذ 2007) حاجز 4 مليارات دولار. ومنذ 2020، وحده صيف عام 2023 – بفضل فيلم "باربي" – استطاع تحقيق ذلك الرقم.
إنقاذ سوبرمان (وعالم DC السينمائي)
بعد إخراجه لثلاثة أجزاء من سلسلة "Guardians of the Galaxy"، يعرف جيمس غَن تمامًا أنه لا يستطيع التحكم في ما إذا كان الجمهور سيشتري تذاكر أفلامه أم لا. وظيفته الأساسية – كما يقول – هي أن يصنع فيلمًا جيدًا، ممتعًا، و"يستحق" وقت الجمهور.
لكن ما لا يقوله صراحة هو حجم الضغط الكبير الذي يواجهه الآن، بعدما تولّى مسؤولية إعادة إطلاق شخصية سوبرمان، والبدء بعالم سينمائي موحّد جديد لشركة DC، يبدأ بفيلم "Superman" المقرر طرحه في 11 يوليو.
قال غَن:"هذه أول مرة أُخرج فيها فيلمًا عن بطل خارق حقيقي. إنها رحلة شخصية لسوبرمان تختلف كليًا عمّا قُدِّم سابقًا. القصة تتمحور أولًا حول ما الذي يتعلمه سوبرمان عن نفسه."
وأضاف ضاحكًا: "لكنها أيضًا عن الروبوتات، والكلاب الطائرة، وكل تلك الأشياء الغريبة. الفكرة أن نضع شخصًا حقيقيًا في عالم غير منطقي ومليء بالمواقف الخارجة عن المألوف، ونلعب على هذا التباين. وهذا ما يجعل الفيلم ممتعًا."
ويُقدّم الفيلم الممثل ديفيد كورينسويت بدور سوبرمان/كلارك كينت، بجانب ريتشل بروسناهان في دور لويس لين، ونيكولاس هولت في دور ليكس لوثر.
وقال غَن عن شخصية ليكس: "كان من الممتع أن نصنع نسخة من ليكس لوثر لا تكتفي بمؤامرات شريرة، بل تحاول قتل سوبرمان فعلًا. إنه مخيف جدًا."
وأكد غَن أن الفيلم لا يهدف فقط لتقديم سوبرمان من جديد، بل لزرع بذور باقي قصص وعوالم DC. وقال: "إذا نجح الفيلم كقصة جيدة قائمة بذاتها، فهذا هو الأهم. هذا كل ما يهمني حاليًا."
ورغم أن سوبرمان لطالما كان أقل ربحًا من باتمان في شباك التذاكر – حيث لم تتجاوز أفلام زاك سنايدر المليار دولار، في حين كسرت أجزاء "دارك نايت" للمخرج نولان هذا الحاجز – إلا أن غَن لا يبدو منشغلًا كثيرًا بهذه المقارنات.
وقال في ختام حديثه: "كل ما أريده هو أن أقدّم فيلمًا محترمًا يحقق بعض الأرباح."
وليس سوبرمان وحده من يحظى بإعادة تقديم ضخمة هذا الصيف. إذ تستعد فرقة Fantastic Four – العائلة الأولى في عالم مارفل – للعودة إلى الشاشة الكبيرة بفريق جديد كليًا، ولأول مرة ضمن مظلة عالم مارفل السينمائي بقيادة المنتج كيفن فايغي، في فيلم سيُعرض في 25 يوليو.
ويقول المخرج مات شاكمان: "كوميكس Fantastic Four من القصص اللي أحببتها منذ طفولتي... إنهم الأبطال الأسطوريون للستينيات الذين بُنيت عليهم مرحلة الفضة في مارفل."
أبطال بإطلالة جديدة... ونكهة قديمة
الفيلم الجديد "The Fantastic Four: First Steps" يعود بجمهوره إلى نسخة مستقبلية من نيويورك في الستينيات، حيث يُجسّد الممثل بيدرو باسكال شخصية ريد ريتشاردز/مستر فانتاستيك بوصفه "ستيف جوبز يلتقي أينشتاين"، عالم عبقري يصنع تكنولوجيا تُغير العالم.
أما فانيسا كيربي فتؤدي دور سو ستورم/المرأة الخفية، التي وصفها شاكمان بأنها: "أشبه بأمين عام الأمم المتحدة"، في دلالة على دورها المحوري في قيادة الفريق وإنقاذ العالم.
يشاركهم البطولة أيضًا إيبون موس-باخراخ بدور بن غريم/ذا ثينغ، وجوزيف كوين بدور جوني ستورم/الشعلة البشرية.
وتُعد Fantastic Four من أقدم سلاسل مارفل، إذ أبدعها ستان لي وجاك كيربي، لكنها لم تحقق نجاحًا بارزًا على صعيد السينما، رغم المحاولات السابقة التي شارك فيها كريس إيفانز ومايكل بي. جوردن.
لكن شاكمان، المعروف بإخراجه لأعمال مثل WandaVision وIt’s Always Sunny in Philadelphia، يرى أن المفاتيح الحقيقية للنجاح لا تتغير: "رغم ضخامته في بناء العالم، يبقى الفيلم في جوهره يدور حول الشخصيات، والعلاقات، والقلب، والروح، والمرح."
ويُضيف: "بالنسبة لي، الفيلم الصيفي الكبير هو متعة الطفولة... يتعلق الأمر ببناء عوالم غريبة، والدخول في مساحات من الدهشة. هذا ما شعرت به عندما شاهدت إنديانا جونز كطفل، وآمل أن يشعر الناس بنفس الأمر عند مشاهدتهم Fantastic Four هذا الصيف."
لماذا قد يكون صيف 2025 عامًا استثنائيًا للسينما؟
رغم عودة الأبطال الخارقين بقوة هذا الصيف، تعرف الاستوديوهات جيدًا أن سوق السينما لا يمكن أن يزدهر على ظهورهم وحدهم. صيف 2025 يَعِد بتنوع لافت، يمزج بين الأفلام العائلية، وسلاسل المغامرات، والأعمال المستقلة، والضخمة المنتظرة – ما يُنذر بموسم ربما يكون من بين الأهم في تاريخ الصناعة بعد الجائحة.
ويقول بول ديرغارابديان، كبير محللي الوسائط في Comscore: "كثافة الإنتاج، وتوزيع المواعيد، والحماسة المحيطة بالقائمة المطروحة لا تُشبه أي موسم سابق. لو أردت تخطيط جدول مثالي لصيف سينمائي – فصيف 2025 هو هذا الجدول."
واليوم الاستوديوهات تُراهن هذا العام على مجموعة متنوعة من الأعمال، وليس فقط على أفلام الأبطال الخارقين، حيث تضم القائمة:
- أفلام عائلية: مثل Smurfs، Elio، وThe Bad Guys 2
- أكشن ومغامرات: Ballerina، The Karate Kid: Legends، وMission: Impossible – The Final Reckoning
- رعب وإثارة: 28 Years Later، M3GAN 2.0، I Know What You Did Last Summer
- رومانسيات: Materialists، Jane Austen Wrecked My Life
- دراما: Sorry, Baby، The Life of Chuck
- سينما مستقلة: فيلم جديد من ويس أندرسون بعنوان The Phoenician Scheme
- كوميديا: Freakier Friday، Bride Hard، The Naked Gun
- كوميديا منتظرة على نتفليكس: Happy Gilmore 2
ومن بين أضخم أفلام الموسم المنتظرة، يبرز Jurassic World: Rebirth، وهو الجزء السابع من السلسلة الشهيرة التي تجاوزت إيراداتها الإجمالية 6 مليارات دولار. ورغم أن الجزء السابق لم يلقَ ترحيبًا نقديًا واسعًا، فقد حقق مليار دولار عالميًا.
وهذا الجزء الجديد يشهد مشاركة المخرج غاريث إدواردز – وهو معجب كبير بالسلسلة – إلى جانب كاتب السيناريو الأصلي، في مغامرة جديدة يشارك فيها كل من سكارليت جوهانسون، ماهرشالا علي، وجوناثان بيلي.
وقال إدواردز: "الضغط الأكبر لا يأتي من الجمهور، بل من نفسي كمُعجب ومن ستيفن سبيلبرغ... لأن هذا الفيلم هو السبب الذي جعل نصفنا يدخل هذا المجال من الأساس."
صيف 2025: استعادة سحر البلوكبستر بعد 50 عامًا من "Jaws"
من المناسب إلى حد كبير أن يتزامن عام 2025 مع الذكرى الخمسين لأول فيلم يُعتبر "البلوكبستر الصيفي" الأول في التاريخ: "Jaws".
ويقول المخرج غاريث إدواردز إنه وُلد في عالم البلوكبستر الصيفي، وإن هذا النوع من الأفلام هو ما شكّل حبه المبكر للسينما. فإخراج فيلم صيفي ضخم هو بمثابة الحلم... إنها فرصة لتسديد ضربة كبرى."
ورغم الاضطرابات الاقتصادية العالمية، فإن الظروف قد تصب في صالح الصناعة – على الأقل من جهة الإقبال على صالات العرض.
فحتى مع ارتفاع أسعار التذاكر، تظل مشاهدة الأفلام في السينما أحد أرخص أشكال الترفيه خارج المنزل. وتشير الإحصاءات إلى أن الإقبال على السينما غالبًا ما يزداد في فترات الركود. وقد شهدت الصناعة ذروتها عام 2009 حين تجاوزت إيرادات شباك التذاكر المحلي حاجز الـ10 مليارات دولار لأول مرة.
وفي الأسبوع الذي أُعلنت فيه التعرفة الجمركية الجديدة، فاجأ فيلم "Minecraft" السوق بتحقيقه ضعف التوقعات في عطلة نهاية الأسبوع الافتتاحية. وجميع من شاهد الفيلم أيضًا تعرّف على إعلانات وتريلرات لأفلام صيفية قادمة، ما زاد من الترقب.
وعلق بول ديرغارابديان قائلًا: "كان هذا من بين القصص الإيجابية القليلة ماليًا في ذلك الأسبوع."
ويعرف مخرج "Top Gun: Maverick"، جوزيف كوسينسكي، جيدًا كيف يطلق فيلمًا ضخمًا في سوق مضطربة. لكنه يشعر بالتفاؤل هذا الصيف، خصوصًا مع اقتراب إطلاق فيلمه الجديد "F1" من إنتاج وارنر براذرز في 27 يونيو.
وبين كوسينسكي: "هذا الصيف هو تتويج لكل المشاريع التي عملنا عليها خلال السنوات الماضية... أشعر بتفاؤل كبير، مضيفا :"آمل مع نهاية هذا الصيف، أن يتوقف الناس عن الحديث عن الركود، وأن نشعر بأننا استعدنا روحنا السينمائية... وأننا عدنا للسباق فعلًا."- أ ب
0 تعليق