دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- دبّت الحياة في متحف متروبوليتان للفنون في مدينة نيويورك الأمريكية احتفاءً بالتاريخ والثقافة والأناقة السوداء، مع انطلاق حفل "ميت غالا" السنوي مساء الاثنين.

ولم تمنع الأمطار الحضور من التألق في ليلة الموضة الكبرى، حيث صعد مصممو الأزياء وخبراء الأناقة السلالم الأيقونية للمتحف، والتي فرشت بالسجاد الأزرق خصيصًا لهذه الليلة، إلى جانب أبرز نجوم الرياضة والفنون والترفيه.

وكانت قواعد اللباس المنتظرة لهذا العام تحت عنوان "مفصل خصيصًا لك"، مستوحاة من المعرض المصاحب لمعهد الأزياء بعنوان"Superfine: Tailoring Black Style"، الذي يستعرض تاريخ الأناقة السوداء الفاخرة (Black Dandyism). وجاء في بيان المتحف أن موضوعه السنوي يهدف إلى "توفير التوجيه ودعوة للتفسير الإبداعي".

وقد تحقق ذلك بالفعل، حيث قدّم العديد من المشاركين لمسات عصرية على بدلات "zoot "، وهي بدلات ذات أكتاف عريضة وخصر عالي اشتهر بها الرجال الأمريكيون من أصل إفريقي في أربعينيات القرن الماضي.

وقال مصمم الأزياء دابر دان في حديث مع CNN قبيل وصوله إلى الحفل إن "الأناقة الحقيقية" بدأت مع بدلات "zoot "، وموسيقى الجاز، وحركة "نهضة هارلم" الثقافية.
وأضاف: "لقد كانت المرحلة التي بدأ فيها الفنانون والمبدعون السود في ارتداء ما يعبّر عن شعورهم".

وقد كان هذا العام هو الأول الذي يتم فيه تحديد قواعد اللباس في "ميت غالا" ليتمحور حول أزياء الرجال، ما شكّل تحديًا لمصممي الأزياء لإعادة تفسير تقاليد التفصيل للنساء.

وقد غمر السجادة الحمراء أسلوب البدلات المبالغ فيها، مثل سترة مارك جاكوبس بالكتفين العريضين المستوحاة من الثمانينيات التي ارتدتها دوجا كات، والسترات ذات الياقات العريضة التي ارتدتها كل من الممثلة تيسا تومبسون ومغنية الراب دوتشي.

وقد أبهرت جانيل موناي الحضور بإطلالة "بدلة داخل بدلة"، إذ ارتدت سترة خارجية مطبوعة بصورة بدلة وربطة عنق، ثم خلعتها لتكشف عن بدلة حقيقية، وأكملت الإطلالة بقبعة مستديرة وعدسة أحادية تتخذ شكل ساعة ذات عقارب دوارة.

كانت بدلة زيندايا الثلاثية من توقيع "لوي فيتون" من بين الإطلالات المميزة الأخرى، فضلًا عن بدلة لوبيتا نيونغو الزرقاء بالكامل من "شانيل"، مع عباءة وقبعة من الشيفون المتطابق.

أما بالنسبة للرجال، فقد تبنوا أيضًا بدلات لافتة وملونة، حيث ارتدى الممثل البريطاني ريج-جان بيج نجم مسلسل "Bridgerton" بدلة حمراء بالكامل، بينما تألق هنري غولدنغ ببدلة ذهبية اللون، وارتدى المغني البويرتوريكي "باد باني" بدلة بنية فضفاضة تتكون من قطعتين مع قبعة "بافا" البورتوريكية التقليدية.
واستخدم الحضور الموضوع لتكريم رموز سوداء بارزة. وفي أول إطلالته على السجادة الحمراء، ظهر الممثل المرشح للأوسكار كولمان دومينغو، وهو أحد رؤساء الحفل، برداء أزرق من "فالنتينو" يذكّر بالمحرر السابق لمجلة "فوغ"، أندريه ليون تالي.

أما سائق الفورمولا 1 (ورئيس الحفل المشارك) لويس هاميلتون، فقال إن الحذاء المصنوع من الجلد اللامع كان أيضًا تكريمًا للراحل تالي، وكذلك قميص آن هاثاوي الأبيض وتنورتها العمودية من علامة "كارولينا هيريرا".

استوحى البعض من الأقرباء، حيث صرّحت نجمة مسلسل "The Bear"، آيو إيديبي، لمجلة "فوغ" أن إطلالتها من علامة "فيراغامو" كانت بمثابة تحية للرجال المتأنقين في حياتها، بمن فيهم والدها.

أما عارضة الأزياء العالمية جيجي حديد، فقد استوحت فستانها من علامة "ميو ميو" من زيلدا وين فالديس، وهي مصممة أزياء أمريكية من أصول إفريقية رائدة، قامت بتصميم أزياء لنجوم مثل جوزفين بيكر.

وكان هناك الرموز السود أنفسهم، مثل ديانا روس، التي ظهرت في الحفل للمرة الأولى منذ عام 2003، وقد وصلت مرتدية فستانًا بذيل يبلغ وزنه 60 رطلاً (27 كيلوغراما) وبطول 18 قدما (5 أمتار)، مطرزًا بأسماء جميع الأبناء والأحفاد.
0 تعليق