loading ad...
لطالما كانت الصداقة أساساً متيناً في حياة الإنسان، لكنها ليست بمعزل عن التغيرات التي تفرضها مراحل التقدم في العمر؛ وفقاً لدراسات حديثة، فإن سن الـ25 يُمثّل منعطفاً مصيرياً في الحياة الاجتماعية، حيث يبدأ كثيرون في تقليص دائرة معارفهم.
أظهرت دراسة نُشرت في Royal Society Open Science بالمملكة المتحدة، أن الفرد في هذا العمر يتواصل شهرياً مع نحو 20 صديقاً، وهو ما يعكس ذروة النشاط الاجتماعي، إلا أن هذه الذروة لا تدوم طويلًا، حيث يبدأ منحنى العلاقات بالهبوط تدريجياً بعد هذا السن.
عوامل متعددة وراء تراجع الصداقات
تُعدّ التغيرات التي تطرأ على نمط الحياة من أبرز أسباب تراجع الصداقات في عمر الـ25، حيث يفرض علينا الدخول في سوق العمل إيقاعاً مكتظاً ومليئاً بالمسؤوليات، ما يقلل من فرص اللقاء والتواصل، كما أن الالتزامات العائلية من زواجٍ وإنجاب للأطفال قد تُزاحم الوقت المخصص للأصدقاء. إلى جانب ذلك، تؤدي التنقلات والسفر بغرض العمل أو تكوين الأسرة إلى تباعد جغرافي قد يُضعف روابط الصداقة.
ولعل من أبرز التغيرات النفسية أيضاً، تطوّر مستوى الانتقائية في اختيار الصداقات. فمع النضج، يُفضّل كثيرون الاحتفاظ بعلاقات قليلة لكنها متينة، بدلاً من إبقاء شبكة واسعة من المعارف السطحية.
ظاهرة طبيعية.. ليست مصدر قلق
ما يثير الاهتمام هو أن هذه الظاهرة لا تقتصر على الإنسان فحسب، بل تمتد لتشمل الحيوانات مثل الشمبانزي، في ما يعرف بـ"الانتقائية الاجتماعية-العاطفية". فمع التقدم في السن، يميل الكائن الحي إلى التركيز على علاقات أكثر سكينة واستقراراً، فرغم أن خسارة الأصدقاء قد تبدو أمراً محبطاً في الظاهر، إلا أنها غالباً ما تفسح المجال لعلاقات أكثر وفاءً وتناغماً.هل ينبغي أن نقلق من فقدان الأصدقاء عند بلوغنا الـ25؟
لا يُعد تراجع عدد الأصدقاء في هذه المرحلة العمرية مدعاة للقلق؛ إذ غالباً ما يقترن هذا التناقص بجودة أعمق في العلاقات المتبقية؛ حيث تصبح الصداقات أكثر متانةً ووفاءً، فليس مهماً أن يكون لديك الكثير من الأصدقاء، بل أن تتمكن من الاعتماد على الأوفياء منهم. (Doctissimo) اضافة اعلان
اقرأ أيضاً:
0 تعليق