loading ad...
فتح الأردن بابًا ثقيلًا ومستعصيًا أمام الكثيرين لتمر الإغاثات إلى أهل قطاع غزة خلال أكثر من 500 يوم على حرب إبادة القطاع وتحويله إلى مكان غير صالح للحياة وبعد كل هذا، خرجت خرافة من خيال مأزوم لتشويه نبل الأردنيين الذين جادوا بكل ما يملكون لوقف إبادة غزة.اضافة اعلان
لكن شهود الحقيقة من العالم أيضًا وثقوا مسبقًا قصصهم مع الأردن ومواقفه، ونشروا على منصات التواصل الاجتماعي تغريدات ومقاطع مصورة تشير إلى أنَّ الأردنيين ما انتفضوا لقطاع غزة إلا لأنه طبع بأرواحهم لا يتغير.
وكالة الأنباء الأردنية (بترا) وعلى مدار الأيَّام الماضية رصدت شهادات من رافقوا الأردن بإغاثة قطاع غزَّة مبينين أنَّ الأردن يحافظ على أمنه ويقف مع كل القضايا الإنسانية بنُبل وصدق، وهي مبادئ تسير عليها القيادة الهاشمية منذ تأسيس الأردن قبل اكثر من مئة عام.
الصَّحفي العراقي حيدر العبدلي نشر مقطعًا مصورًا على منصَّة التواصل الاجتماعي "انستغرام" وتحدث لبترا وقال إنَّه ومنذ عقود يعمل في هذه المهنة ويطَّلع عن كثب على كثير من المعلومات التي يبثها عبر وسيلة الإعلام التي يعمل بها، ورافق القوات المسلحة الأردنية في رحلة المساعدات وإغاثة غزَّة وأن الخرافات التي لفَّقها موقع خارجي لا تليق ولا يستحقها هذا الأردن الذي وقف مع كل شخص فرَّ يومًا من البطش والخراب والدَّمار وكان الأردن هو الملاذ الآمن في كل وقت.
وبين بعد ان رصدت (بترا) تناقل المقطع المصور على منصَّة إكس، إنَّه يرسل هذه الرسالة من بغداد إلى عمَّان وإلى الأردنيين تحديدًا، بأنَّ ما تمَّ نشره مُزعج جدًا بحق الأردن من موقع مشبوه وأنَّ الخرافة التي كتبها هي فقط كانت في رأس المحرر أو الصحفي أو ناشر الموقع وتخدم أجندة محدَّدة وتسعى لتشويه صورة الأردن الجميلة بعد ان وقف وقفة ليست غريبة عليه طيلة كل هذه الأيَّام الثقيلة التي مرَّت على غزَّة.
ولفت إلى انَّ الكُلَّ يعلم موقف الأردن وما قدَّمه وما زال يقدِّمه للقضية الفلسطينية بشكل عام وقطاع غزَّة بشكل خاص وانَّه أحد الأشخاص شاهد على ذلك الجهد الإنساني الكبير لأنه كان من بين الأشخاص الذين رافقوا سلاح الجو الملكي الأردني في عملية الإنزالات الجوية التي كانت تتم على قطاع غزَّة، وشهد على نقل المستشفيات الميدانية والتي كان من بينها مستشفيات خاصة بالأطفال الخُدَّج.
وأكد أنَّ الموقع الذي كتب ما كتب، لا يستحق الرَّد عليه بأيِّ صورة من الصور لأنَّ الجميع يعلم ماذا قدَّم الأردن وما زال يقدِّم، لكن على ما يبدو أن كل الوسائل انتهت لمحاولات النَّيل من الأردن، لكنَّ الأردن سيبقى مرتفعًا ومترفعًا وسيبقى فوق.
وقال إنَّه يريد أن يخاطب الأردنيين والعالم باللهجة العراقية البسيطة: هل من المعقول أن تأتي دولة من تلك الدول التي نقلت الأردن مساعداتها جوًا وبرًا إلى غزَّة وتقول كم تريدون أخذ أجور نقل عليها؟، "شنو هالكلام الفاضي"، موجهًا التحية للأردن وانَّه لا يريد أن يزيد في الحديث وان لا يخرج عن أدبيات النَّشر، وأرفق مقاطع مصورة من رحلته مع طائرات سلاح الجو الأردني وهي تقدِّم المساعدات جوًا لأهل قطاع غزَّة.
وقال المنتج الأردني ابراهيم شاهين :"لقد كان لي شرف كبير بالانضمام إلى القوات المسلحة الأردنية في 14 آذار 2024، في مهمة إنزال جوي في شمال غزة، لقد كان الاحتراف والتفاني والالتزام في تقديم المساعدات الإنسانية رائعًا بكل المقاييس، وكان ذلك مدعاة فخر كبير لي بكوني أردنيًا وعزز فينا رسالة واحدة، وهي أهمية دعم شعب غزة وكوننا أول دولة تكسر الحصار".
وأضاف: في وقت سابق من هذا العام، أتيحت لي أيضًا الفرصة لتصوير عمليات الإنزال الجوي وإجلاء طفلة تبلغ من العمر عامين تدعى حبيبة، في تجربتي التي تزيد عن 15 عامًا في صناعة الأفلام والصحافة، لم أرَ شيئًا مثيلًا لهذا، لقد أذهلني الاهتمام الدقيق بالتفاصيل والطريقة التي عبأت بها الأردن كل مواردها لضمان إنقاذ حياة حبيبة.
واستكمل حديثه قائلا: صورة حبيبة، الطفلة الصغيرة التي وقعت في خضم الصراع، كانت رمزًا بارزًا وملهما للأمل في وسط اليأس والتحديات، وتخفق الكلمات في التعبير الكامل عن مدى الإنسانية التي شهدتها، لكنها يمكنها بالتأكيد التعبير عن الفخر الذي أشعر به بكوني أردنيًا إنه لشرف لي أن أقف جنبًا إلى جنب مع جيشنا الشجاع، مشاركًا في مهمة تؤكد مسؤوليتنا الجماعية لرفع معنويات المحتاجين.
وأشار إلى أنه بينما أتأمل هذه التجارب، يجب أن نتذكر أن قوتنا تكمن في وحدتنا، داعيا الله أن يحفظ الأردن وملكنا وشعبه، ولنبقَ متمسكين ومتحدين في جهودنا لخدمة المحتاجين، مع التأكد من أن أفعالنا تعكس الروح الرحيمة التي تميزنا كأمة واحدة.
صحافية هولندية اطلعت على جهود الأردن في إغاثة غزة تواصلت معها (بترا) وفضلت عدم ذكر اسمها قالت: إن عمليات إسقاط الأغذية فوق قطاع غزة هي مهمة دولية واسعة النطاق، وهذا ليس عبثًا: فالمجاعة في قطاع غزة المحتل تتزايد بشكل متفاقم، ووفقًا لتقديرات الأمم المتحدة، فإن 576 ألف فلسطيني يبعدون خطوة واحدة فقط عن الجوع الحاد.
وأشار مراسل ومذيع الأخبار في قناة ال LBCI طوني مراد إلى أن المشاركة في الإنزالات الجوية لغزة تركت أثرًا كبيرًا في نفسه، حيث رأى غزة من فوق أجوائها، وكانت مدمرة للأسف، وكانت لديه حينها مشاعر مختلطة بين الفرحة معبّرا بذلك عن استطاعته مواكبة مساعدة أهالي غزة إنسانيًا، وبين الحزن بسبب المشهد المؤلم والحزين للغاية، وهو ما ترك أثرا بليغا في نفسه.
وقال:"ما يميز تجربتي هو أنني كنت أول لبناني أواكب عمليات إنزال المساعدات مع الجيش الأردني في قطاع غزة".
وعن أكثر المواقف التي أثارت انتباهه خلال الإنزالات، قال: رأيت بأم عيني كيف كانت تتم عملية التحضير للإنزالات، وكيف كان الجيش الأردني يقوم بتنسيق كل شيء، من وضع الطعام في العلب إلى توضيبها وتجهيزها، ثم إخراجها إلى الطائرة لإنزال المساعدات، لقد كان واضحًا لي مدى المخاطرة التي يتحملها الجيش الأردني في هذه العملية، لأننا لا نثق بالعدو الإسرائيلي.
وتابع: كنت أجري أحاديث جانبية مع أفراد الجيش الأردني المشاركين في عملية الإنزال، كانوا فعلاً سعداء بمساعدة أهالي غزة، وبقدر ما استطاعوا، كانوا يسعون لتقديم الدعم والمساعدة خلال عملية الإنزال.
وقال الصحفي جهاد فاروق لبترا إنه من أكثر الصحفيين الذين تشرفوا بالمشاركة بداية من المستشفيات الميدانية ثم الإنزالات الجوية، حيث شارك في أكثر من 6 أو 7 إنزالات جوية موجهة نحو غزة، وكان آخرها تلك التي شارك فيها جلالة الملك عبد الله الثاني وذلك كله بالتعاون مع القوات المسلحة الأردنية الباسلة، من خلال طائرات البلاك، وهي الطائرات العمودية (الهليكوبتر) التي كانت تقدم المساعدات لغزة وأطرافها.
واستذكر منها الإنزالات الجوية لغزة أثناء العيد لإشاعة الفرح في نفوس الغزيين ومساعدتهم ما أمكن، قائلا:"لقد قمت بإعداد تقارير حول هذا الموضوع بشكل شامل، مشيدا فيها بالجهود والإنجازات الأردنية العظيمة لمد يد العون مع إخوانهم الغزيين".
وقال: "الذي كان يميز هذه الإنزالات بصراحة هو السرعة التي تمت بها، حيث لم تكن هناك أي مساعدات تدخل سوى عن طريق الجيش الأردني، خاصة كانت المساعدات الأردنية تنطلق في الجو، خاصة في بداياتها عندما كانت تصل لشمال غزة، وكان لذلك الأثر الكبير على أهل غزة، وكنا نشاهد الإنزالات تنزل وكيف كان الشباب يعملون بجد، حيث كانت هناك تحضيرات كثيرة قبيل هذه الإنزالات، والتي كانت جميعها مهمة لرؤية كيفية تنظيمها بكفاءة وفعالية".
وأضاف: كانت بصراحة أمورًا مهمة جدًا أن نراها بأعيننا، لنشهد طريقة الإنزالات، كما كان هناك جهد كبير من الشباب والجيش من أجل تقديم هذه المساعدات كان من المهم للغاية أيضًا الاهتمام بالأمور التقنية، مثل المظلات التي كانوا يحاولون تجهيزها لضمان أن تنفتح بمجرد أن تنزل الطرود.
وتابع: كنت أشعر بسعادة كبيرة عندما أخرج مع الجيش في موضوع هذه المساعدات، وكنت أشعر حينها بالتعب الذي كانت تتكبدّه القوات المسلحة وبالمعاناة التي كانوا يواجهونها، والتحضيرات كانت تتم قبل ذلك بكثير، حيث كنا نصل مع المواد في الساعة 8 صباحًا، بينما كانوا قد جهزوا كل شيء من الليلة السابقة لاستعداد المظلات".
وأردف حديثه بالقول: أتذكر مرة كنت مع الجنود البواسل في الليل وتوجهنا إلى المستشفى الميداني، أدركت حينها حجم المعاناة التي كانوا يواجهونها، وكيف أن هناك جهد كبير يُبذل من أجل رسم بسمة الأمل في وجوه الغزيين.
وختم حديثه بالقول: "بالنسبة لي شخصيًا، كنت كثيرًا ما أراقب المشاهد في غزة وما آلت عليه من خلال مشاهدات حيّة من فوقها، والدمار الذي لحق بها، والظروف الصعبة التي عاشها أهلها".
وقال المحلل السياسي الدكتور منذر الحوارات إن الموقف الأردني والدعم للقضية الفلسطينية، ليس وليد لحظة سياسية أو تعاطف عابر، بل هو امتداد لنهج تاريخي تأسس منذ مطلع القرن، لافتا إلى أن فلسطين منذ احتلالها، هي جزء من الوجدان الوطني الأردني، وهو امتداد طبيعي للهوية والرسالة الهاشمية في الدفاع عن المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، وعلى رأسها الوصاية الهاشمية.
وأوضح الحوارات أنه في السنوات الأخيرة، وخصوصًا خلال الحرب على غزة، برزت حملات التشكيك هذه عبر وسائل الإعلام ومنصات إلكترونية، ومن قبل أطراف ذات مصالح متضاربة مع الدور الأردني، وهدف هذه الحملات هو مصداقية المملكة في الشارع الفلسطيني والعربي، من خلال تصوير تحركاتها بأنها شكلية أو محسوبة بدقة، تخدم أجندة خارجية.
وأشار إلى أن هذه الحملات غالبًا ما تواكب كل تحرك أردني إنساني أو سياسي فعال، وقد ابتدأت منذ احتلال فلسطين، واستخدم الأردن كشماعة علقت عليه فشل الآخرين، بينما كان الجيش العربي هو الجيش الوحيد الذي حافظ على أماكن تواجده، وكان هو الناجح الوحيد في تلك الفترة.
وقال أستاذ الاعلام والسياسة الدكتور عبدالحكيم القرالة: ليس مستغربًا من هذه الحملات الممنهجة ضد المواقف الأردنية الثابتة والراسخة تجاه القضية المركزية بالنسبة للأردن وهي القضية الفلسطينية.
وبين أن الأردن هو أول من أوصل المساعدات برا، واستخدم الإنزالات الجوية، ومد الجسر الجوي، مما يؤكد ويجسّد دور الأردني الكبير بلغة الأرقام، والذي لا يحتاج إلى شهادة من أحد أو إلى تشكيك، فدوره واضح وساطع كالشمس ومعروف لدى الأشقاء الفلسطينيين على كافة الصعد، وخاصة من ناحية المساعدات الإنسانية في غزة والضفة الغربية، فالمستشفيات الميدانية والمساعدات الأردنية تصل بشتى الطرق والوسائل المتعددة، وهذا الموقف الثابت لا يخضع للمزايدات أو التشكيك.
وأوضح أن لغة الأرقام والأفعال تعكس وتُجسد حقيقة الموقف الأردني الثابت والراسخ والفاعل والناجز كأفعال على أرض الواقع بعيدًا عن التنظير، وهذا يغضب الكثير من الجهات التي امتعضت وتستغرب قيام الأردن الذي يعاني من تحديات جسام بواجباته تجاه الأشقاء الفلسطينيين بكل اقتدار وكفاءة. بترا
0 تعليق