احتفلت شركة تكاتف عُمان بتكريم 155 طالبًا وطالبة من خريجي البرنامج الإثرائي لرواد عُمان للعام 2024م، الذي امتد على مدى 14 شهرًا بدءًا من الصيف الماضي، مرورًا بمراحل عديدة، بما في ذلك البرنامج الصيفي الداخلي، ومرحلة التعلم الذاتي، والحلقة الشتوية.
كما تم اختيار 45 طالبًا وطالبة منهم للحصول على بعثة دراسية دولية تمتد إلى 6 سنوات؛ بدءًا من سنتين في مدرسة داخلية و4 سنوات في إحدى الجامعات العالمية.
رعى حفل التخريج معالي سلطان بن سالم الحبسي وزير المالية. ويهدف برنامج رواد عُمان، الذي بدأ عام 2012، إلى إعداد الشباب العُماني لأدوار قيادية ومهنية في كل من القطاعين العام والخاص في سلطنة عُمان، وإعدادهم للإسهام الفاعل في تحقيق "رؤية عُمان 2040" من خلال ابتعاثهم إلى أرقى المؤسسات التعليمية العالمية وبرامج التدريب في المؤسسات الكبرى العالمية.
وشهد حفل التخرج تقديم عرض مرئي حول الحلقة الشتوية، حيث تحدّث الطلبة عن تجربتهم في البرنامج الإثرائي، بالإضافة إلى التركيز على آراء أولياء أمور الطلبة بالتجربة ومدى أثرها على أبنائهم.
كما تم عرض خبرات بعض الخريجين من الدفعات السابقة لبرنامج رواد عُمان ورسالتهم لدفعة 2024. وبدورها، ألقت الطالبة زينب بنت خالد المعمرية كلمة الرواد نيابة عن دفعة 2024، مؤكدة فيها على مدى أهمية البرنامج في بناء شخصية كل طالب وطالبة.
وقالت: إن البرنامج يسهم في تعزيز الكفاءات العُمانية ودمجها في مشروعات اقتصادية كبرى داخل وخارج سلطنة عُمان، مشيرة إلى أن البرنامج يحرص على تطوير مهارات الطلبة في مختلف المجالات، بما في ذلك مهارات القيادة، والتفكير المجرد، وإيجاد الحلول، والخطابة والكتابة، والبحث العلمي، وتقنية المعلومات والاتصالات، والعمل الجماعي، والمواطنة العالمية، والتعلم الذاتي، مؤكدة أن البرنامج يتميز بدمجه بين التفوق الأكاديمي والخبرات العملية، إذ يلتزم المبتعثون بفترات تدريب عملية خلال فصل الصيف، مما يمنحهم تجربة مهنية حقيقية في مجالات دراستهم.
وقال سعادة محمود بن عبدالله العويني، أمين عام وزارة المالية: إن البرنامج الإثرائي لرواد عُمان ليس مجرد خطوة أكاديمية، بل هو استثمار في الإنسان الذي يُعد الركيزة الأساسية للتنمية المستدامة لتحقيق أهداف "رؤية عُمان 2040".
وأوضح سعادته، أن الطلبة أثبتوا قدرتهم على تجاوز التحديات عبر مراحل البرنامج المختلفة، وهو ما يؤكد على أنهم قادرون على حمل راية التميز في أرقى الجامعات العالمية، والعودة لإثراء الوطن بخبراتهم وتجاربهم.
وأضاف سعادته: إن مستقبل سلطنة عُمان يُصنع بأيدي أبنائها، وبرامج مثل "رواد عُمان" تمثل ركيزة لتحقيق ذلك، وهم يعودون بعلوم حديثة، ومهارات قيادية، ورؤى مبتكرة تُسهم في ازدهار الاقتصاد الوطني، مؤكدًا دعم الحكومة لكل المبادرات التي تصقل طاقات الشباب وتمكّنهم للمستقبل.
وقال زيد بن تقي، أحد خريجي برنامج رواد عُمان: بدأت الرحلة من خلال البرنامج الصيفي الإثرائي، واجهت تحديات في أول ثلاثة أيام، كانت الأصعب بالنسبة لي كوني أعيش في دبي، ولم أكن أعرف أحدًا من المشاركين. لكن طاقم السكن وفريق تكاتف قدموا لي دعمًا كبيرًا، وبمرور الأيام أصبحت علاقتي بزملائي قوية جدًا.
أشار زيد إلى أن البرنامج الصيفي شكّل نقلة نوعية في حياته، حيث تلقى التعليم من مدرسين من مختلف الجنسيات مثل أمريكا ودول أخرى، بعضهم من جامعات مرموقة ولديهم خبرة واسعة في البحث والتفكير النقدي. ومن أبرز المهارات التي اكتسبها في البرنامج مهارة تنظيم الوقت، خاصة أن البرنامج يتطلب العمل على عدة مشاريع في آنٍ واحد. كما طوّر ثقته في التحدث أمام الجمهور، وتم اختياره لإلقاء كلمة في الحفل الختامي، وكانت لحظة فخر كبيرة بالنسبة له. وعن خططه المستقبلية قال: بعد التخرج، أطمح للعودة إلى بلدي والمساهمة في تنميتها. هذا هو جوهر برنامج رواد عُمان – إعداد شباب قادرين على إحداث فرق حقيقي في وطنهم.
ومن جانبها، قالت الطالبة زينب خالد عبدالله المعمرية: برنامج "رواد عُمان" لم يكن مجرد ورش أكاديمية أو محاضرات تطويرية، بل كان بيئة متكاملة تهدف إلى تطوير الإنسان قبل الطالب، مع التركيز على الجوانب النفسية، والجسدية، والروحية.
لقد كان البرنامج اختبارًا حقيقيًا لي في الاستقلالية واتخاذ القرار، فعشت لأول مرة بعيدًا عن عائلتي، وبدأت أتعلم كيف أنظم وقتي، وكيف أحقق التوازن بين الدراسة والأنشطة المختلفة. صحيح أنني واجهت تحديات عدة مثل التكيف مع بيئة جديدة، وتنظيم الوقت في ظل الجدول اليومي المنظم بالدقيقة، لكنني اكتشفت من خلال البرنامج كيف أتعامل مع تلك التحديات وأحولها إلى فرص للتعلم والنمو.
وأضافت: لقد منحني البرنامج فرصة لاكتشاف مواهبي، وتحفيز شغفي بالبحث العلمي. تعلّمت كيف تكون الثقة بالنفس هي المفتاح لتجاوز العقبات، وكيف أن البيئة الإثرائية يمكن أن تسهم في اكتشاف الذات وصقل الشخصية. كما أنني استلهمت من تجربتي الشخصية تجارب الآخرين الذين سبقوني في البرنامج، مثل أخي وبنت خالتي، اللذين كان لهما تأثير كبير في اتخاذ قرار المشاركة. فبرنامج "تكاتف" عزز لدي حب الاستكشاف وحل المشكلات، وسأستمر في تطوير مهاراتي العلمية لتقديم الحلول التي تفيد عُمان وخليجنا العربي.
0 تعليق