Local

-OneArabia

استمرت قمة تكنولوجيا الموارد البشرية 2025، التي تنظمها شركة كيو إن إيه إنترناشونال، في يومها الثاني في دبي. وقد جمعت هذه الفعالية كبار مديري الموارد البشرية وتكنولوجيا المعلومات، ونواب الرؤساء التنفيذيين، وخبراء التحول الرقمي حول العالم. تركز القمة على مستقبل أماكن العمل، حيث يتبادل قادة القطاع رؤاهم، ويتناولون تحديات الأعمال، ويعرضون حلولاً رقمية في إدارة الموارد البشرية في ظل النمو السريع لتقنيات الذكاء الاصطناعي.

أكد الدكتور أوليج كونوفالوف، أحد أبرز القيادات العالمية، أن صياغة المستقبل لا تقتصر على تطوير الأنظمة فحسب، بل تتطلب تمكين الأفراد من قيادة التغيير. وصرح لوكالة أنباء الإمارات (وام) قائلاً: "الذكاء الاصطناعي ليس نافذة على المستقبل، بل هو مرآة لما نعرفه. إنه أداة تعزز الكفاءة، لكنها لا تمنحنا الحكمة ولا تخلق الرؤية التي نحتاجها". كما أشار إلى أن القيادة الناجحة تربط الناس بشغفهم وتحفزهم على تصوّر مستقبل أفضل باستخدام أدوات مثل الذكاء الاصطناعي.

أوضح كونوفالوف أيضًا أنه في حين أن التكنولوجيا قادرة على استبدال المهارات الروتينية، إلا أن القدرات البشرية، كالقيادة والتفكير الاستراتيجي، تبقى بالغة الأهمية ولا غنى عنها. وأشار إلى أن "ضجيج المعلومات قد أضعف وضوح رؤية العديد من القادة، وأوجد جوًا من الخوف والتوتر، في حين أن جوهر القيادة يكمن في خلق الوضوح".

شارك محمد بخاري من مكة المكرمة ممثلاً للقطاعات الحكومية التي تخدم الحجاج، وناقش كيف تُحسّن التكنولوجيا جودة الخدمات المقدمة للحجاج والمعتمرين. وأبرز بخاري استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في الرصد الآلي للمخالفات الصحية والبنائية عبر كاميرات ذكية، مما يُمكّن من الاستجابة السريعة والحد من الحوادث خلال مواسم الذروة، كالحج.

وذكر بخاري أيضًا أن مكة المكرمة تطمح لأن تكون من أذكى مدن العالم، حيث تحتل المرتبة الثانية في المملكة العربية السعودية والتاسعة والثلاثين عالميًا في مؤشر المدن الذكية. وتلعب التكنولوجيا دورًا حيويًا في توفير تجارب استثنائية للحجاج.

تحول الموارد البشرية

وصف فيصل بشير، من شركة ميرسر تالنت إنتربرايز، القمة بأنها أساسية لتبادل الخبرات في ظل التغيرات الكبيرة في الموارد البشرية نتيجةً للأهمية المتزايدة للذكاء الاصطناعي. وفي تصريحه لوكالة أنباء الإمارات، أوضح أن الذكاء الاصطناعي يدعم اتخاذ القرارات وتحليل البيانات، ولكنه لا يغني عن التفاعل البشري، وخاصةً مع الموظفين. وقد أبرزت جائحة كوفيد-19 أهمية التواصل المباشر داخل المؤسسات.

أكد بشير أن الموارد البشرية تجاوزت الأدوار التقليدية لتركز على تطوير قادة المستقبل وضمان رفاهية الموظفين. وأكد أن "اللمسة الإنسانية ستبقى جوهر العمل في أي مؤسسة، ويجب أن يظل الذكاء الاصطناعي أداةً لتمكين الأفراد، لا بديلاً عنهم".

فيما يتعلق بإنجازات دولة الإمارات العربية المتحدة، أشاد الدكتور كونوفالوف برؤيتها الواضحة وقيادتها الملهمة القادرة على تمكين الآخرين من أن يصبحوا قادةً في بناء مستقبل مشترك. وتواصل القمة استكشاف كيفية تعزيز الذكاء الاصطناعي لكفاءة بيئة العمل دون أن يحل محل العناصر البشرية الأساسية كالقيادة والتفكير الاستراتيجي.

With inputs from WAM

Story first published: Wednesday, May 14, 2025, 21:58 [GST]