loading ad...
عمان- تفاجأت مها (36 عاما) عندما سألت طفلها آدم، صاحب العشرة أعوام، عن أحلامه التي يسعى لتحقيقها، لتجده يسرد لها طموحاته بإنجازات مذهلة. أخبرها آدم بأنه لا يرغب في إكمال دراسته، بل يخطط لافتتاح قناة على إحدى المنصات، والتي ستكون بوابته نحو العالمية والنجاح والثراء الذي سيمكنه من السفر حول العالم.اضافة اعلان
تقول مها إنها صدمت بداية من طبيعة أحلامه المختلفة عما كانت تتوقعه، كما لفتها ثقته الكبيرة في الوصول إلى هذه الأهداف وكأنها أمر واقع، وهو ما زاد قلقها.
وتوضح مها أنها تدرك تماما صعوبة الواقع الذي يعيشان فيه، وقلة الإمكانيات، والمشكلات الاقتصادية التي قد تعيق طفلها، لذا قررت دعمه بوضع أهداف وأحلام تتناسب مع واقعه، إلى جانب مساعدته في اكتساب المهارات والقدرات اللازمة لمواجهة تحديات الحياة.
وكذلك الموظف علي (41 عاما)، الذي سأل طفلته سيلين، ذات الاثنتي عشرة عاما، عن حلمها، وجدها تسرد سلسلة من الأهداف والطموحات الكبيرة التي قد تبدو بعيدة المنال أو مستحيلة في ظل حياتهم الحالية.
يعترف علي بأن هذه الأحلام الواسعة تعود إلى تأثير العالم الرقمي، إذ نشأ الأطفال وهم يتنقلون بين المنصات الرقمية، ويرون نجاح أقرانهم في سن صغيرة، مما جعلهم يسعون وراء هذه الطموحات والخيال الواسع.
ويشير علي إلى أنه بعد هذا الحديث بدأ بالتقرب من ابنته، ليساعدها على فهم الواقع الذي يعيشونه، لتتمكن من تعديل وتطوير أحلامها بما يتناسب مع إمكانياتهم، وليمنحها الشعور الحقيقي بتحقيق الحلم.
يمتلك أجيال اليوم من الخيال ما قد يذهل البعض، أحلام كبيرة وانجازات عظيمة هذا عنوان مستقبلهم الذي يطمحون إليه ويسيرون نحو متناسين بذلك الواقع الذي يتواجده به.
والواقع انهم أجيال فتحوا اعينهم على عصر السرعة والعالم الرقمي ولم يعرفوا للمستحيل مكان في حياتهم بعد، ولذلك نرى الكثير منهم لديهم ثقافة الحلم البعيد والخيال الواسع، ولكن الواقع يختلف كثير عن عالم الخيال، ويبقى السؤال ما بين الخيال والاحلام الكبيرة هل يصطدم جيل اليوم بالواقع؟
من الجانب النفسي، يؤكد خبراء أن جيل اليوم هو جيل التكنولوجيا والقرية الصغيرة التي سهلت وصوله السريع إلى المعرفة، وأسهمت في تنمية ظاهرة الحلم لديه، مما جعله يتمتع بخيال واسع وخصب. فقد فتحت التكنولوجيا أمامه آفاقاً جديدة ووسّعت مداركه، ليصبح هدفه وحلمه وهواياته متأثرة بما يتلقاه ويراه عبر المنصات الرقمية التي يتابعها. ونتيجة لذلك، بات يمتلك توجهات وميولا متنوعة ومختلفة عن الأجيال السابقة.
في مراحل النمو المختلفة للطفل، قد تترسخ لديه سلوكيات أو أفكار معينة عاشها وتأثر بها من خلال العالم الإلكتروني. فهو يشاهد نماذج متنوعة، ويبدأ في تصور أن هذا هو الحلم الذي يريد تحقيقه في حياته. لكن مع مرور الوقت ونضوجه، قد يصطدم بواقع حياتي مختلف تماما عن تلك الأحلام التي رسمها في خياله.
وتؤكد "اللايف كوتش" والباحثة الأكاديمية فيروز مصطفى، أن هناك فرق واضح بين جيل اليوم والأجيال التي سبقته، وذلك ببساطة لأنهم ولدوا وهم يتحدثون لغة التكنولوجيا. فمنذ الصغر، تجد الطفل يحمل جهازا لوحيا، ما جعلهم روادا في هذه الثقافة الرقمية. ونتيجة لذلك، أصبح الطفل يعتقد أن كل شيء يمكن الحصول عليه بمجرد ضغطة زر، وهي فكرة رسختها التكنولوجيا وساهمت في تعزيز شعور الاستعجال لديهم.
أما السبب الثاني، فتوضحه مصطفى، بأن وسائل التواصل الاجتماعي كسرت العديد من المفاهيم التقليدية. فعلى سبيل المثال، أصبح مفهوما النجاح والشهرة بالنسبة لأبناء هذا الجيل يرتبطان بالسرعة والانتشار الفوري. في حين أن الأجيال السابقة، إذا سئل أحدهم عن معنى أن يصبح ثريا، سيجيب بأنه يبدأ بمشروع صغير يُتبعه بسلسلة من النجاحات المتدرجة مثل افتتاح متاجر متعددة حتى يصل لما يريد.
ووفق قولها، فإن جيل اليوم شاهد طرقا أخرى للثراء والنجاح، كما يعلم قيمة الدخل الذي يمكن أن يحصل عليه من هذه الطرق، مثل الجوائز المالية الناتجة عن الظهور على التطبيقات الرقمية، أو المكافآت التي تقدم لهم كمؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي أو كمشاهير.
وتنوه مصطفى أن العالم الرقمي أظهر لهم أن هناك طرقا سهلة وسريعة لتحقيق النجاح، لذلك أصبح من الصعب عليهم تقبل فكرة الطريق التقليدي، الذي يبدأ بجمع القليل من المال ثم استثماره لتحقيق الأرباح. هذا الأسلوب التقليدي قد يجعلهم يشعرون بالفشل بطريقة ما، رغم أنه كان وما يزال طريق النجاح بالنسبة لأجيال آبائهم.
وثالثا، فإن طرق التجارة التقليدية كانت تتطلب موافقات وإجراءات عديدة وطويلة، بينما اليوم يستطيع أي شخص إنشاء متجره الخاص رقميا عبر وسائل التواصل الاجتماعي خلال دقائق معدودة. وتقول مصطفى: "لكي نكون منصفين، هؤلاء ولدوا في عصر أسرع من عصرنا، حيث أصبح اختصار الزمن أمر واقعي يشعر به كثيرون. فقد أظهرت الأبحاث أن الإحساس بالزمن الذي كان يمتد إلى 24 ساعة أصبح يعادل تقريبا 16 إلى 18 ساعة فعليا، وهو ما يفسر هذا الشعور المتسارع بالحياة ورغبتهم بمجاراة النمو الكبير".
ومن ناحية النتائج، تشير مصطفى إلى أن مفهومي النجاح والفشل أصبحا علنيين، حيث أصبح الجميع يسعى لإثبات نفسه، ولم يعد الأمر شأنا فرديا يتم تقييمه لاحقا. هذا الواقع يفرض على الشباب ضغطا، ويرفع من نسب التوتر والقلق لديهم.
وتوضح مصطفى أن هذا الأمر يتطلب عملية توازن، فلكل جيل تغيراته. وفي النهاية، علينا أن نسير مع هذه التغيرات، والأهم هو منح كل جيل حقه وحجمه العاطفي بدلا من تحميله توقعات زائدة، خاصة وأن البيئة الخارجية اساسا مليئة بالضغوط. كما تؤكد أن التركيز على تعزيز التفرد والتميز الشخصي أفضل من محاولة زرع كم هائل من المعلومات، حتى يتمكن الفرد في أن يكون شخص ينتمي لما يحب ويرغب.
ويشير خبراء في علم النفس إلى أنه في مرحلة معينة من العمر، يجب على الإنسان أن يكتشف ذاته، ويجلس مع نفسه ليتأمل نقاط القوة والضعف لديه، ويتعرف على احتياجاته، ويضع أهدافاً واضحة. كما ينبغي أن يتعلم الوسائل والأساليب التي تساعده على إعادة بناء ذاته من جديد، وفق مهارات وأهداف قابلة للتحقيق، وقادرة على التكيف مع الواقع ومتطلبات هذا العصر.
ويؤكدون أن أي فرد يواجه مشكلات مرتبطة بأحلامه أو بصعوبة مواجهة متطلبات الحياة، يجب عليه ألا يتردد في طلب الدعم من استشاري نفسي أو تربوي. فالمتخصص يمكنه مساعدته في تجاوز هذه المشكلات، وتدريبه على اكتساب القدرات والمهارات التي تمكنه من مواصلة طريقه بثقة وكفاءة.
وأخيراً، في ظل غياب القدرات والمهارات التي تمكن الطفل من التكيّف وخلق حالة جديدة للتعامل مع هذه المعطيات والمتطلبات، يصاب بالإحباط. ونتيجة لذلك، تزداد المشكلات النفسية والسلوكية، وأيضاً التربوية، والتي تعود جميعها لهذا الشعور بالإحباط وعدم قدرته على تجاوزه بسبب ضعف مهاراته وقدراته التي لم تنمُ أو تكتسب خلال مرحلة الطفولة.
تقول مها إنها صدمت بداية من طبيعة أحلامه المختلفة عما كانت تتوقعه، كما لفتها ثقته الكبيرة في الوصول إلى هذه الأهداف وكأنها أمر واقع، وهو ما زاد قلقها.
وتوضح مها أنها تدرك تماما صعوبة الواقع الذي يعيشان فيه، وقلة الإمكانيات، والمشكلات الاقتصادية التي قد تعيق طفلها، لذا قررت دعمه بوضع أهداف وأحلام تتناسب مع واقعه، إلى جانب مساعدته في اكتساب المهارات والقدرات اللازمة لمواجهة تحديات الحياة.
وكذلك الموظف علي (41 عاما)، الذي سأل طفلته سيلين، ذات الاثنتي عشرة عاما، عن حلمها، وجدها تسرد سلسلة من الأهداف والطموحات الكبيرة التي قد تبدو بعيدة المنال أو مستحيلة في ظل حياتهم الحالية.
يعترف علي بأن هذه الأحلام الواسعة تعود إلى تأثير العالم الرقمي، إذ نشأ الأطفال وهم يتنقلون بين المنصات الرقمية، ويرون نجاح أقرانهم في سن صغيرة، مما جعلهم يسعون وراء هذه الطموحات والخيال الواسع.
ويشير علي إلى أنه بعد هذا الحديث بدأ بالتقرب من ابنته، ليساعدها على فهم الواقع الذي يعيشونه، لتتمكن من تعديل وتطوير أحلامها بما يتناسب مع إمكانياتهم، وليمنحها الشعور الحقيقي بتحقيق الحلم.
يمتلك أجيال اليوم من الخيال ما قد يذهل البعض، أحلام كبيرة وانجازات عظيمة هذا عنوان مستقبلهم الذي يطمحون إليه ويسيرون نحو متناسين بذلك الواقع الذي يتواجده به.
والواقع انهم أجيال فتحوا اعينهم على عصر السرعة والعالم الرقمي ولم يعرفوا للمستحيل مكان في حياتهم بعد، ولذلك نرى الكثير منهم لديهم ثقافة الحلم البعيد والخيال الواسع، ولكن الواقع يختلف كثير عن عالم الخيال، ويبقى السؤال ما بين الخيال والاحلام الكبيرة هل يصطدم جيل اليوم بالواقع؟
من الجانب النفسي، يؤكد خبراء أن جيل اليوم هو جيل التكنولوجيا والقرية الصغيرة التي سهلت وصوله السريع إلى المعرفة، وأسهمت في تنمية ظاهرة الحلم لديه، مما جعله يتمتع بخيال واسع وخصب. فقد فتحت التكنولوجيا أمامه آفاقاً جديدة ووسّعت مداركه، ليصبح هدفه وحلمه وهواياته متأثرة بما يتلقاه ويراه عبر المنصات الرقمية التي يتابعها. ونتيجة لذلك، بات يمتلك توجهات وميولا متنوعة ومختلفة عن الأجيال السابقة.
في مراحل النمو المختلفة للطفل، قد تترسخ لديه سلوكيات أو أفكار معينة عاشها وتأثر بها من خلال العالم الإلكتروني. فهو يشاهد نماذج متنوعة، ويبدأ في تصور أن هذا هو الحلم الذي يريد تحقيقه في حياته. لكن مع مرور الوقت ونضوجه، قد يصطدم بواقع حياتي مختلف تماما عن تلك الأحلام التي رسمها في خياله.
وتؤكد "اللايف كوتش" والباحثة الأكاديمية فيروز مصطفى، أن هناك فرق واضح بين جيل اليوم والأجيال التي سبقته، وذلك ببساطة لأنهم ولدوا وهم يتحدثون لغة التكنولوجيا. فمنذ الصغر، تجد الطفل يحمل جهازا لوحيا، ما جعلهم روادا في هذه الثقافة الرقمية. ونتيجة لذلك، أصبح الطفل يعتقد أن كل شيء يمكن الحصول عليه بمجرد ضغطة زر، وهي فكرة رسختها التكنولوجيا وساهمت في تعزيز شعور الاستعجال لديهم.
أما السبب الثاني، فتوضحه مصطفى، بأن وسائل التواصل الاجتماعي كسرت العديد من المفاهيم التقليدية. فعلى سبيل المثال، أصبح مفهوما النجاح والشهرة بالنسبة لأبناء هذا الجيل يرتبطان بالسرعة والانتشار الفوري. في حين أن الأجيال السابقة، إذا سئل أحدهم عن معنى أن يصبح ثريا، سيجيب بأنه يبدأ بمشروع صغير يُتبعه بسلسلة من النجاحات المتدرجة مثل افتتاح متاجر متعددة حتى يصل لما يريد.
ووفق قولها، فإن جيل اليوم شاهد طرقا أخرى للثراء والنجاح، كما يعلم قيمة الدخل الذي يمكن أن يحصل عليه من هذه الطرق، مثل الجوائز المالية الناتجة عن الظهور على التطبيقات الرقمية، أو المكافآت التي تقدم لهم كمؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي أو كمشاهير.
وتنوه مصطفى أن العالم الرقمي أظهر لهم أن هناك طرقا سهلة وسريعة لتحقيق النجاح، لذلك أصبح من الصعب عليهم تقبل فكرة الطريق التقليدي، الذي يبدأ بجمع القليل من المال ثم استثماره لتحقيق الأرباح. هذا الأسلوب التقليدي قد يجعلهم يشعرون بالفشل بطريقة ما، رغم أنه كان وما يزال طريق النجاح بالنسبة لأجيال آبائهم.
وثالثا، فإن طرق التجارة التقليدية كانت تتطلب موافقات وإجراءات عديدة وطويلة، بينما اليوم يستطيع أي شخص إنشاء متجره الخاص رقميا عبر وسائل التواصل الاجتماعي خلال دقائق معدودة. وتقول مصطفى: "لكي نكون منصفين، هؤلاء ولدوا في عصر أسرع من عصرنا، حيث أصبح اختصار الزمن أمر واقعي يشعر به كثيرون. فقد أظهرت الأبحاث أن الإحساس بالزمن الذي كان يمتد إلى 24 ساعة أصبح يعادل تقريبا 16 إلى 18 ساعة فعليا، وهو ما يفسر هذا الشعور المتسارع بالحياة ورغبتهم بمجاراة النمو الكبير".
ومن ناحية النتائج، تشير مصطفى إلى أن مفهومي النجاح والفشل أصبحا علنيين، حيث أصبح الجميع يسعى لإثبات نفسه، ولم يعد الأمر شأنا فرديا يتم تقييمه لاحقا. هذا الواقع يفرض على الشباب ضغطا، ويرفع من نسب التوتر والقلق لديهم.
وتوضح مصطفى أن هذا الأمر يتطلب عملية توازن، فلكل جيل تغيراته. وفي النهاية، علينا أن نسير مع هذه التغيرات، والأهم هو منح كل جيل حقه وحجمه العاطفي بدلا من تحميله توقعات زائدة، خاصة وأن البيئة الخارجية اساسا مليئة بالضغوط. كما تؤكد أن التركيز على تعزيز التفرد والتميز الشخصي أفضل من محاولة زرع كم هائل من المعلومات، حتى يتمكن الفرد في أن يكون شخص ينتمي لما يحب ويرغب.
ويشير خبراء في علم النفس إلى أنه في مرحلة معينة من العمر، يجب على الإنسان أن يكتشف ذاته، ويجلس مع نفسه ليتأمل نقاط القوة والضعف لديه، ويتعرف على احتياجاته، ويضع أهدافاً واضحة. كما ينبغي أن يتعلم الوسائل والأساليب التي تساعده على إعادة بناء ذاته من جديد، وفق مهارات وأهداف قابلة للتحقيق، وقادرة على التكيف مع الواقع ومتطلبات هذا العصر.
ويؤكدون أن أي فرد يواجه مشكلات مرتبطة بأحلامه أو بصعوبة مواجهة متطلبات الحياة، يجب عليه ألا يتردد في طلب الدعم من استشاري نفسي أو تربوي. فالمتخصص يمكنه مساعدته في تجاوز هذه المشكلات، وتدريبه على اكتساب القدرات والمهارات التي تمكنه من مواصلة طريقه بثقة وكفاءة.
وأخيراً، في ظل غياب القدرات والمهارات التي تمكن الطفل من التكيّف وخلق حالة جديدة للتعامل مع هذه المعطيات والمتطلبات، يصاب بالإحباط. ونتيجة لذلك، تزداد المشكلات النفسية والسلوكية، وأيضاً التربوية، والتي تعود جميعها لهذا الشعور بالإحباط وعدم قدرته على تجاوزه بسبب ضعف مهاراته وقدراته التي لم تنمُ أو تكتسب خلال مرحلة الطفولة.
0 تعليق