الكرك.. هل تنجح الدراسات الهندسية في مواجهة أضرار السيول الجارفة؟

الغد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

loading ad...

الكرك - تنفذ وزارة الأشغال العامة والإسكان، بالتنسيق مع بلديات في محافظة الكرك ووزارة الإدارة المحلية، دراسة هندسية شاملة لمنطقة العراق وغيرها من المناطق بمحافظة الكرك، بهدف التخلص من الأضرار الكبيرة التي تسببها المياه الجارفة التي تحدث نتيجة الهطولات المطرية الغزيرة في وقت قصير.اضافة اعلان
وكانت مناطق في بلدة عراق الكرك تعرضت لسيول جارفة بسبب طبيعتها الجبلية ووجود مجاري سيول في محيطها، ما أدى إلى تعرض مواقع عديدة فيها للضرر، خصوصا الطرق والشوارع ومجاري الأودية والمزارع والمقابر والمنازل والطرق الزراعية والبساتين، في حين تعرضت طريق الكرك الأغوار الجنوبية لإغلاقات عديدة بسبب تساقط الحجارة والطين على الطريق العام نتيجة الأمطار الغزيرة المتساقطة.
وقام وزير الأشغال العامة والإسكان المهندس ماهر أبو السمن، مؤخرا، بتفقد المناطق التي تضررت ببلدة العراق بالكرك، ووجه مدير أشغال محافظة الكرك وكوادر الوزارة إلى تقديم جميع الخدمات والمساعدات اللازمة للتعامل مع الأضرار التي خلفتها موجة الأمطار الغزيرة التي شهدتها بلدة العراق في لواء المزار الجنوبي بمحافظة الكرك.
ووفق مدير أشغال الكرك المهندس رعد السحيمات، فإن هناك دراسة هندسية شاملة للمنطقة التي تضررت في بلدة العراق من الأمطار مؤخرا، ولمناطق البؤر الساخنة بهدف التخلص من آثار تساقط الأمطار مستقبلا، إضافة إلى إجراء عمليات صيانة عاجلة للمواقع التي تضررت وصيانة مجاري الأودية ووضع عبارات ومعالجة كل حالة، لافتا إلى أن كميات كبيرة من الأمطار تساقطت في وقت قصير، وهي حالة لا تتكرر بشكل دائم، ولا يمكن تصميم العبارات على هذا الأساس.
غياب البنية التحتية الضرورية
وكانت أقل من عشرين دقيقة كفيلة بأن تتسبب الأمطار الغزيرة التي تساقطت خلالها على مختلف مناطق محافظة الكرك الأسبوع الماضي، بحدوث سيول جارفة في بعض المناطق وتعرض شوارع وطرق ومبان ومزارع للتلف والتدمير بسبب غياب البنية التحتية الضرورية لاستيعاب كميات الأمطار المتساقطة مهما كان حجمها.
ورغم الشكاوى المتكررة كل عام في موسم تساقط الأمطار وحدوث حالات مماثلة لتلك التي حدثت الأسبوع الماضي، والوعود الرسمية بمعالجة أسباب المشكلة، إلا أن ما حدث ما يزال يتكرر كل عام وفي كل المناطق بالمحافظة حسب مواقع التساقط المطري.
وحتى مع تواجد شبكة عبارات لتصريف مياه الأمطار لبعض مناطق الكرك، إلا أنها في غالبيتها متواضعة، وعادة ما تكون مغلقة بالأتربة والحجارة وبقايا النفايات، ما يجعلها غير قادرة على تصريف مياه الأمطار، خاصة خلال الهطل الغزير.
والمعاناة التي شهدتها بلدة عراق الكرك مؤخرا، سبق أن عاشتها العام الماضي منطقة العينا الزراعية جنوبي المحافظة بلواء المزار الجنوبي، بسبب غياب عبارة صندوقية كبيرة تستوعب كميات المياه الكبيرة المتدفقة من أعلى الجبال المحيطة بمنطقة العينا والمتجهة إلى وادي الحسا، وشهدت المنطقة زيارات رسمية ووعودا بحل المشكلة، لكنها ما تزال على حالها، حيث يحبس سكانها والمزارعون ومربو الماشية فيها أنفاسهم من أي تساقطات غزيرة للأمطار.
وتضم محافظة الكرك زهاء 8 بؤر ساخنة، يشهد أغلبها كل عام حدوث أضرار بسبب غياب شبكات تصريف الأمطار، وتعد مناطق العينا ووادي الكرك وطريق الكرك الأغوار ووادي الموجب ووادي بن حماد وطريق عسال الأغوار وعراق الكرك وعي، إضافة إلى طرق القطرانة، أبرز المناطق تأثرا بتداعيات الحالة الجوية في فصل الشتاء.
وخلال موسم الشتاء الماضي، شكلت بعض البؤر الساخنة خطرا على السكان، خصوصا في مناطق العينا؛ حيث شهدت المنطقة في أواخر فصل الشتاء حوادث دهم مياه الأمطار للمزارع والطريق العام، وجرفت كميات كبيرة من الصخور والأتربة باتجاه مركبات نجا سائقوها بصعوبة، كما داهمت كميات كبيرة من المياه الشارع الرئيس بمنطقة عسال بالأغوار الجنوبية أثناء تواجد مركبات وشاحنات وحافلات عمومية، وأغلقت الطريق واحتاجت كوادر الأجهزة المعنية ساعات لإعادة فتحها، فيما أرجعت أسباب الحادث حينها إلى غياب عبارات بأحجام كبيرة لتصريف المياه. كما أغلقت المياه، بعد أن جرفت معها الصخور، طريق وادي الموجب، وشكلت تلك الانجرافات خطرا على حياة مستخدمي الطريق.
إنشاء سدود دائمة ومؤقتة
ويطالب سكان الكرك بعدم الاكتفاء بتشكيل غرف طوارئ وعمليات من قبل الجهات المعنية على أهميتها، والبدء بإنشاء الجسور والعبارات الكبيرة، ومجاري تصريف الأمطار التي تستوعب كميات كبيرة، وتبطين جوانب الجبال والأودية لمنع انهيار وانجراف الحجارة والطين على الطرق والشوارع، بالإضافة إلى إنشاء سدود دائمة ومؤقتة لمنع دهم مياه الأمطار للبلدات والقرى.
وقال المهندس بهجت الرواشدة، إن الأمطار التي هطلت على المحافظة كشفت عن تدني مستوى خدمات البنية التحتية، خصوصا قنوات تصريف الأمطار، ما أدى إلى تجمع المياه في الشوارع ومحاصرتها لعدد من المنازل السكنية.
وأشار إلى المطالبة بخطط عاجلة لإعادة تأهيل البنية التحتية في العديد من المناطق، وتأمين الطرق وفقا لأعلى معايير السلامة، خاصة في ظل تغيرات مناخية باتت تتسبب بأمطار مفاجئة وغزيرة خارج المواسم المعتادة.
وأكد المواطن والمزارع علي المواجدة، أن بلدة العراق تعرضت لكارثة خلال دقائق قليلة بسبب غياب البنية التحتية الضرورية واللازمة لاستيعاب كميات الأمطار التي تساقطت والتي تحملها السيول القريبة من البلدة، مطالبا الجهات الرسمية بالعمل على إنشاء السدود الترابية في مختلف المناطق، وهي بكلفة بسيطة وتمنع ما حدث للبلدة من ضرر كبير للطرق الزراعية والشوارع والأودية والمنازل والمقابر.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق