التشكيلي عريقات يعيد تدوير الخامات بواقعية تعبيرية

الغد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

loading ad...

عمان - يقدم الفنان التشكيلي الأردني كمال عريقات أعماله الفنية بدقة ومهارة، من خلال استخدامه إعادة تدوير المواد من نشارة الخشب والفحم والمعاجين وغيرها، من المواد الصلبة المعدنية، وتركيبها بأسلوب مبتكر متقن لتحاكي الحياة اليومية بواقع تعبيري، يدفع المتلقي إلى طرح تساؤلات تحفز خياله، وذلك من خلال استخدامه عناصر الفن الأساسية، مثل الشكل والألوان ليخلق تناغما بصريا.اضافة اعلان
يبدع عريقات في نقل تفاصيل الحياة الواقعية عبر لوحات تنبض بالجمال، فلكل لوحة رسالة تحمل هدفا ومغزى ما.
ويحاول عريقات نيل عناصر وأفكار أعماله من المحيط الإنساني الذي يشكل محورا أساسيا في بلورة العمل الفني واختيار الألوان، ليأخذ المتلقي لأعماله في فسحة بصرية عبر التلوينات الشجية كأنها سيمفونية موسيقية في العناصر والتفاصيل، وهي عناوين أساسية للقول بجوهر ما يجول في داخله من أسرار يحاكي فيها عناوين الطبيعة والواقع الإنساني بدهشة وفرح، وفق ما قال لـ"الغد".
ويؤمن عريقات بأن الفن يجب أن يكون مساحة للتفاعل المستمر بين الفنان والجمهور، وهو ما يتحقق بوضوح في تقديم أعمال بأسلوب يتيح للمشاهد حرية تفسيرها، وفق نظرته الخاصة، مع التركيز على استخلاص جوهر الأشياء، والسعي من خلال فنه إلى تقديم رؤية جديدة تتسق مع فكره التشكيلي الإبداعي.
ويقول عريقات في حديثه لـ"الغد"، إن الفن التشكيلي بالنسبة له قضية وجود واستمرار وكينونة، فهو دائم البحث عن التعدد والتحديث في أعماله الفنية، التي توافق بين الأصالة والمعاصرة، معتبرا الفن التشكيلي أسلوب حياة، وفلسفته الفنية ترتكز على المعاني الكامنة وراء الأشكال والألوان بتكوين عناصر تحمل بين ألوانها عمقا روحيا ووجدانيا مختزلا من واقع قضايا إنسانية، مليئة بالعواطف والمشاعر تجذب المتلقي بصريا وتدفعه للربط بين وحدة العناصر وتحليلها، وتفسيرها، فهي أشبه بعملية تفاعلية بين اللوحة والمتلقي.
وكان عريقات بدأ في مراحل حياته مع الفنون التشكيلية بالأسلوب الفطري الذي يعتبر من الأنشطة الحسية التي تفرز منتجا ملموسا يتعدى آليات التعبير المألوفة، ليصبح أسلوبا مبتكرا للاتصال والتعبير، ووفق ما أكد أن الفن هو في معظم بداياته بدائي فطري قد يولد داخل الإنسان قبل أن تولد بداخله النوازع الأكثر تطورا والمتعلقة بالتطور الحضاري المعروف، فمثلا تعتبر نزعة الرسم والتكوين والمحاكاة المرئية هي نزعة تنشأ في المجتمعات البدائية قبل نزعة الشفرة الاختزالية للتدوين أي الكتابة، حيث نجد كما هو معروف الرسم كأداة للاتصال والتعبير في المجتمعات القديمة كأداة تعبيرية منفردة وفق ما أكده علماء الأنثربولوجي.
يؤكد عريقات الحاصل على دبلوم في فنون الطباعة من بريطانيا، ودبلوم في ترميم الكتب والمخطوطات، ودبلوم في الطباعة الحريرية، "أن الفن موهبة تحمل بعدا حسيا وجماليا، لا يترجمها على الواقع العملي إلا الإنسان الذي يمتلك مهارة ورؤية وخيالا واسعا وقدرة على التعبير عن تلك المحسوسات، عبر نصوص وخطابات بصرية مثيرة للمشاعر الإنسانية".
ويشير إلى أن الوعي الثقافي والذائقة البصرية مسؤولية فردية للشخص نفسه، لذا يجب أن يكون ملما ومطلعا ليرتقي، فثقافة الأمم تعكس رقيها وتقدمها، لأن الفن لغة عالمية موحدة؛ لذلك يجب تطوير هذه اللغة والاهتمام بها على أكمل وجه، فبحسبه الفنان الناجح هو الذي يطوع المادة لابتكار وولادة عمل فني يعكس حالة شعورية نتيجة تأثر عاطفي بفترة معينة، وكذلك العمل الفني الناجح.
ويذكر أن الفنان كمال عريقات عضو الهيئة الإدارية لرابطة الفنانين التشكيليين الأردنيين لدورتين سابقتين وعضو مؤسس في عدد من الجمعيات الثقافية والفنية، وأقام عددا من المعارض الشخصية في الأردن وخارجه، وشارك العديد في من المعارض الجماعية المحلية والدولية، وهو متفرغ للعمل الفني ومقيم بين الأردن وقبرص.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق