في خطوة غير مسبوقة قام الرئيس الامريكي دونالد ترامب بفرض تعريفات جمركية على عدد كبير من الدول ومنهم الحلفاء وأعداء واشنطن، غير أن هذه التعريفات استهدفت بكين بشكل لافت.
وبعد إطلاق القرار الرئاسي الأمريكي عصفت الأسواق العالمية لانهيارات كبيرة، وقال الكثير من المحللين الاقتصاديين إن العالم وأمريكا ستدخل في مرحلة ركود بسبب الحرب التجارية التي أعلنتها واشنطن على العالم وبالتحديد على الصين التي كان لها رد فعل مباشر على هذه التعريفات، وقررت فرض تعريفات جمركية بالمثل على أمريكا.
ومن جهة ثانية، كان الملف الإيراني على أهبة الاستعداد ليكون محور حديث وسائل الإعلام بعد الزيادة الكبيرة بعدد الأصول العسكرية الأمريكية في البحر الأحمر وبحر العرب وقاذفات بي 2 وطائرات التزود بالوقود أضف إلى زيادة كمية الدفاعات الجوية بالشرق الأوسط كإجراء مسبق للضغط على إيران للجلوس على طاولة المفاوضات لعقد اتفاق نووي مع أمريكا جديد.
ورافق ذلك تسريبات من وسائل الإعلام بأن واشنطن وتل أبيب كانوا على استعداد لشن ضربات عسكرية على المنشآت النووية وفق تسريبات لصحيفة نيويورك تايمز والذي رفضها ترامب للمرة الثانية خلاف الأولى التي كانت في ولايته في ٢٠١٨، وبعدها ظهر تسريب آخر لرويترز بأن إسرائيل مستمرة في إعداد خطتها لشن الضربات في الوقت الذي عقدت أمريكا وإيران جولتين، فالأولى كانت في مسقط والثانية في روما وهناك اتفاق على جولة ثالثة من المؤمل عقدها في سلطنة عمان، وإلى هذه اللحظة لم تسفر عن نتائج ملموسة.
مع هذين الملفين هناك حقيقة راسخة لإدارة ترامب بأن أمريكا لديها وما عليها من مشاكل داخلية مؤرقة منها التضخم والانقسام الداخلي والدين العام الذي يلامس 34 تريليون دولار مما قد يهدد انهياراً اقتصادياً مؤلماً.
إذاً ماذا يفكر القائد ترامب؟.. بكل بساطة هو يسعى لتأسيس عدو خارجي اقتصادي وأمني يشغل الجبهة الداخلية من مخاوف الانهيار الاقتصادي والخطر الأمني الذي قد تسببه الصين وإيران لواشنطن، فيقوم بإجراءات صارمة يستهدف أن لا تغرق أمريكا وحدها اقتصادياً ويشعل الحرب على إيران بحجج عديدة منها حماية الأمن القومي الأمريكي ليوحد الجبهة الداخلية خلفه.
وبالتالي يصل لنقطة جوهرية بأنه يصنع أو يبرز نفسه كمنقذ وحامي أمريكا والحلفاء، ويعزز هيمنة واشنطن من خلال قيادة الحرب لإزالة الخطر الإيراني، ويصل مع الصين لتفاهمات مجزية ينعش بها الاقتصاد الأمريكي والعالمي، بمعنى أن ترامب يصنع لنفسه قصة بطولية ليصل بها للرئاسة للمرة الثالثة أو للحزب بذريعة أن الجمهوريين هم منقذو أمريكا!
0 تعليق