لماذا يجب على الشباب تعلم الذكاء الاصطناعي وربطه بالوظيفة والاستثمار؟

الغد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

loading ad...

عمان– بينما أصبح الذكاء الاصطناعي بمختلف تقنياته وبرامجه "خيارا حاسما" لتعزيز التطور الوظيفي والمهني يؤكد خبراء أن على الشباب الأردني تعلم المهارات الخاصة بالذكاء الاصطناعي  ومتابعة تطوراته باستمرار.اضافة اعلان
بيد أن على الشباب الأردني تجنب خطأ كبير يقع فيه كثيرون يتعلق بتعلم الذكاء الاصطناعي بشكل عام دون ربطه بالوظيفة أو الدور المحدد للموظف داخل المؤسسة، بحسب الخبراء، وربطه بالمشروع الريادي الذي يمكن أن يقوم عليه الشاب سعيا منه إنشاء مشروع اقتصادي مؤثر. 
وفي بلد يقدر فيه عدد مستخدمي الإنترنت بحوالي 10.7 مليون مستخدم، يشير خبراء إلى أن الذكاء الاصطناعي سيغير شكل الوظائف في قطاعات مختلفة، كما أنه سيتحول إلى مهارة أساسية مطلوبة في التوظيف وتسيير الأعمال أو إنشاء الأعمال التجارية الريادية الجديدة. 
ومن الأمثلة على استخدام الذكاء الاصطناعي، عندما يتدخل في تحسين الرعاية الصحية ويساعد في دقة التشخيص وتسريع اكتشاف العلاجات، وفي القطاع المالي عندما يتم استخدامه لتعزيز إدارة المخاطر وتخصيص الخدمات وفي التسويق عندما يمكن من فهم أعمق للعملاء وتقديم تجارب فائقة التخصيص، وفي قطاع الصناعة واللوجستيات وكيف يساهم في بناء سلاسل إمداد أكثر مرونة وكفاءة، وفي قطاع التعليم عندما يفتح الباب لتجارب تعلم متكيفة تلبي احتياجات كل فرد، وفي المجالات الإبداعية وخدمة العملاء كونه يقدم أدوات مساعدة قوية ودعما فوريا. 
عدد المستخدمين 
وفقا لأرقام عالمية صادرة عن مؤسسة " ستاتيستا" ، يقدر عدد مستخدمي الذكاء الاصطناعي اليوم بنحو 315 مليون مستخدم، ما يعني أن نحو 4 % من سكان العالم يستخدمون بنشاط أدوات الذكاء الاصطناعي في حياتهم اليومية، فضلا عن مئات الملايين الذين يستخدمونه بشكل غير مباشر، متوقعة أن تتزايد أعداد مستخدميه خلال السنوات المقبلة ليصل إلى 450 مليونا في نهاية العام المقبل، فيما لا توجد أرقام محلية ترصد استخدام الذكاء الاصطناعي في الأردن، ولكن خبراء في القطاع يقولون "كثير من مستخدمي الإنترنت في المملكة والمقدر عددهم بحوالي 10.7 مليون يستخدمون الذكاء الاصطناعي بشكل مباشر أو غير مباشر". 
تعريف الذكاء الاصطناعي 
وقال خبير استراتيجيات الذكاء الاصطناعي  والميتافيرس رامي الدماطي إن "الذكاء الاصطناعي هو قدرة الأنظمة الرقمية على أداء مهام تتطلب عادة الذكاء البشري، مثل التعلّم من البيانات، اتخاذ القرار، التعرف على الصور والكلام، والتفاعل مع الإنسان". 
وأكد الدماطي  قائلا " كل من يعمل في وظيفة تحتاج إلى تحليل، اتخاذ قرار، أو تفاعل مع البيانات يمكنه الاستفادة من الذكاء الاصطناعي، بشرط أن يتعلّمه بالشكل الصحيح حسب تخصصه أو دوره المهني، وكل مهنة الآن في حاجة إلى الذكاء الاصطناعي، ولكن وفق منظورها، وتطبيقاتها الخاصة، والمهارات المرتبطة بها".
الذكاء الاصطناعي جزء من كل شيء 
وأضاف، " لقد أصبح الذكاء الاصطناعي الآن جزءا من كل شيء: من الهواتف الذكية واستعمالاتها في حياتنا اليومية، إلى عالم الأعمال والمؤسسات الصناعية والمالية والطبية والتعليمية"، مؤكدا أهمية أن يتوجه الشباب لتعلم هذه المهارة الرقمية وربطها بالوظيفة أو العمل الذي يقوم به المستخدم.
ويرى الدماطي أن من أسباب وضرورات توجه الشباب لتعلم الذكاء الاصطناعي هو أن هذه التقنية ستغيّر شكل الوظائف التي نعرفها اليوم، ولأنها ستصبح جزءا لا يتجزأ من آلية عمل البرامج والتطبيقات، بل والعمليات المؤسسية ككل، إذ ستتحول هذه التقنية متسارعة التطور إلى مهارة أساسية مطلوبة في التوظيف، وأحد عوامل تقييم الأداء الدوري للموظفين.
وقال إن "الدراسات والتوقعات تشير إلى أن الأمية الرقمية في المستقبل ستعني عدم القدرة على استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، وليس فقط البرمجة".
ومع دعوته الجادة لتعلم الذكاء الاصطناعي، أوضح الدماطي أنه ليس المطلوب أن يصبح الشاب مبرمجا أو باحثا في خوارزميات الذكاء الاصطناعي، بل إن المطلوب أن يفهم المفاهيم الأساسية، وأن يتقن استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في مهامه اليومية، وأن يتعلم فن كتابة الأوامر الذكية، لافتا إلى أن الذكاء الاصطناعي أصبح من المهارات المطلوبة داخل عدد من الشركات العالمية.
الذكاء الاصطناعي الأقرب للوظيفة 
ونصح الدماطي الشباب بالبدء بتعلم الذكاء الاصطناعي حسب مجاله، مثل المهندس أو الطبيب أو المعلم بالبحث عن  تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجالاتهم، كما نصح الشباب إلى استخدم أدوات الذكاء الاصطناعي في حياتهم اليومية (مثل: توليد النصوص، تحليل البيانات، كتابة السير الذاتية)، ومتابعة دورات تدريبية قصيرة وتطبيقية، وشهادات مجانية أو منخفضة التكلفة، وتطوير مهارة التفكير النقدي عند استخدام الأدوات الذكية، فضلا عن أهمية دمج الذكاء الاصطناعي في مشاريع التخرج أو الأعمال الحرة لبناء ملف الشاب المهني. 
وكان تحليل أعده صندوق النقد الدولي العام الماضي أكد أن الذكاء الاصطناعي قد يؤثر على 40 % من الوظائف على مستوى العالم، كما توقع تقرير صادر عن مجموعة غولدمان ساكس المالية أن يحل الذكاء الاصطناعي محل ما يقدر بـ 300 مليون وظيفة بدوام كامل خلال السنوات المقبلة، لكنه توقع أن تظهر وظائف جديدة تزامنا مع تحسن كبير في الإنتاجية. 
تعلم الذكاء الاصطناعي رحلة مستمرة 
ومن جانبه قال الخبير في مجال التقنية د.حمزة العكاليك إن "الذكاء الاصطناعي ليس وجهة نصل إليها، بل هو رحلة مستمرة من التكيف والتطوير والدمج الإستراتيجي وتجاهل هذه الحقيقة لم يعد خيارا للمؤسسات والأفراد الذين يطمحون للنمو والريادة في احتضان الذكاء الاصطناعي".
وأضاف " لا يجب التعامل مع الذكاء الاصطناعي على أنه أداة تكنولوجية فقط، بل يجب أن يجري التعامل معه كعقلية ومنهجية عمل، لأنه المفتاح لإطلاق إمكانات هائلة وتحقيق قفزات نوعية في الأداء والابتكار فالشروع في هذه الرحلة يتطلب رؤية واضحة، استثمارا مدروسا في بناء الكفاءات، واستعدادا دائما للتعلم والتطور فالمستقبل يُبنى اليوم بقدرتنا على تسخير هذه القوة بذكاء وحكمة". 
وأكد العكاليك أن الحديث عن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد ترفٍ فكري أو حكرا على المختصين، بل أصبح ضرورة ملحة وفهما أساسيا لكل شاب طموح وكل موظف يسعى للتميز والتطور.
تعلم وفهم الذكاء الاصطناعي 
وعن سبب حتمية الانخراط في منظومة الذكاء الاصطناعي، قال العكاليك "الأمر يتعدى مجرد اللحاق بالركب التكنولوجي" مشيرا إلى إنه من منظور تطويري وتنافسي، فإن فهم وتطبيق الذكاء الاصطناعي يمثل العديد من الفوائد: منها حفاظ على الميزة التنافسية، تحقيق التميز التشغيلي من خلال القدرة على أتمتة العمليات الروتينية، وتحليل البيانات الضخمة لاستخلاص رؤى قابلة للتنفيذ، وتحسين دقة التنبؤ، واستشراف وتشكيل فرص المستقبل لأن الذكاء الاصطناعي ليس مجرد أداة، بل هو محرك لتوليد نماذج أعمال جديدة، وخدمات مبتكرة، وأدوار وظيفية لم تكن موجودة من قبل، وترسيخ ثقافة القرار المبني على البيانات. 
شمولية الذكاء الاصطناعي
وعلى صعيد متصل أكد العكاليك أن جاذبية الذكاء الاصطناعي لا تكمن فقط في قوته، بل في شمولية تأثيره التي لا تقتصر على قطاع بعينه، بل هو محفز لإعادة تصور العمليات والنماذج التشغيلية عبر الطيف الاقتصادي بأكمله.
وضرب مثلا قطاع الرعاية الصحية عندما يعمل الذكاء الاصطناعي على  تحسين دقة التشخيص وتسريع اكتشاف العلاجات، وفي القطاع المالي عندما يتم استخدامه لتعزيز إدارة المخاطر وتخصيص الخدمات وفي التسويق عندما يمكن من فهم أعمق للعملاء وتقديم تجارب فائقة التخصيص، وفي قطاع الصناعة واللوجستيات وكيف يساهم في بناء سلاسل إمداد أكثر مرونة وكفاءة، وفي قطاع التعليم عندما يفتح الباب لتجارب تعلم متكيفة تلبي احتياجات كل فرد، وفي المجالات الإبداعية وخدمة العملاء كونه يقدم أدوات مساعدة قوية ودعما فوريا. 
وأكد أن أي مجال يعتمد على البيانات، الكفاءة، أو تجربة المستخدم هو مرشح طبيعي للاستفادة الجذرية من تكامل الذكاء الاصطناعي.
ومن جهة أخرى أكد الخبير في مجال التقنية والاتصالات وصفي الصفدي أنه بينما يلعب التقنيون دورا أساسيا في تطوير وتصميم أنظمة الذكاء الاصطناعي، فإن فهم مبادئه وتطبيقاته ليس حكرا عليهم. 
وبين أن هناك مستويات مختلفة من المعرفة والمهارات المطلوبة، فالمطورون والمهندسون يحتاجون إلى فهم عميق للبرمجة والخوارزميات والنماذج الرياضية لبناء أنظمة الذكاء الاصطناعي، والمحللون وخبراء الأعمال يحتاجون إلى فهم كيف يمكن تطبيق الذكاء الاصطناعي لحل مشكلات الأعمال وتحقيق أهداف المؤسسة، فيما يحتاج المستخدمون النهائيون إلى فهم كيفية استخدام الأدوات والتطبيقات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي بفعالية.
وقال الصفدي،  "سواء كنت طالبا في تخصص تقني أو في أي مجال آخر، فإن اكتساب فهم أساسي لمفاهيم الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته سيكون مفيدا للشباب والناس".
مستويات التعلم 
وأوضح الصفدي، أن تعلم الذكاء الاصطناعي يشمل مستويات مختلفة أولها فهم المفاهيم الأساسية عن طريق اكتساب معرفة نظرية حول مبادئ الذكاء الاصطناعي، وأنواعه، وكيفية عمله بشكل عام، واستخدام الأدوات والبرامج والتطبيقات والمنصات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي في المجال الذي يعمل فيه المستخدم.
وأشار إلى مستوى آخر يقوم على طوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي من خلال اكتساب المهارات اللازمة لبرمجة وتصميم وتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي باستخدام لغات البرمجة والأطر والأدوات المتخصصة.
وبشكل عام أكد الصفدي أن المستوى الذي يرغب المستخدم في الوصول إليه يعتمد على اهتماماته وأهدافه المهنية، حيث إن البدء بفهم المفاهيم الأساسية هو نقطة انطلاق جيدة للجميع.
نصائح لتعلم الذكاء الاصطناعي 
ودعا الصفدي لتعلم الذكاء الاصطناعي من خلال العديد من الخطوات المعززة ومنها اكتساب أساس قوي في الرياضيات والإحصاء وعلوم الحاسوب لأن هذه المجالات تشكل اللبنة الأساسية لفهم الذكاء الاصطناعي، كما دعا الشباب إلى استكشاف المصادر التعليمية المتاحة عبر الإنترنت: هناك العديد من الدورات التدريبية المجانية والمدفوعة والموارد التعليمية التي تغطي جوانب مختلفة من الذكاء الاصطناعي
ودعاهم إلى التركيز على تطوير مهارات حل المشكلات والتفكير النقدي: الذكاء الاصطناعي يدور حول إيجاد حلول مبتكرة للتحديات، وبناء مشاريع عملية من خلال تطبيق ما يتعلمونه من خلال العمل على مشاريع صغيرة سيساعدكم على فهم أعمق واكتساب خبرة عملية. وأكد أهمية التواصل مع مجتمع الذكاء الاصطناعي عبر الانضمام إلى المنتديات والمجموعات عبر الإنترنت وحضروا الفعاليات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي للتواصل مع الخبراء والمهتمين، فضلا عن أهمية الاستعداد للتعلم المستمر في مجال الذكاء الاصطناعي الذي يتطور بسرعة، لذا من الضروري البقاء على اطلاع بأحدث التطورات والتقنيات.
وأكد أهمية استكشاف كيف يمكن تطبيق الذكاء الاصطناعي في مجال تخصص الشباب حتى لو لم يكن تخصصهم تقنيا، داعيا الشباب إلى التفكير في كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين العمليات أو خلق فرص جديدة في مجالكم
ولخص الصفدي قائلا:  "اكتساب مهارات مرتبطة بالذكاء الاصطناعي سيعزز فرص الشباب في الحصول على وظائف في مختلف القطاعات التي تتبنى هذه التقنيات". 
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق