ذوبان الجليد ولون المحيطات

مصدرك 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

«ذا إيكونوميك تايمز»

يتسبّب ذوبان الجليد البحري في المناطق القطبية، والذي يُعزى في المقام الأول إلى الاحتباس الحراري، في تغيير كبير بديناميكيات النظم البيئية البحرية. فإلى جانب الآثار الموثقة جيداً على أنماط المناخ ومستويات سطح البحر، وفقاً لجامعة أمستردام في هولندا يُغير ذوبان الجليد البحري أيضاً لون المحيطات نفسه إلى الأزرق القاتم. هذا التحول في لون المحيطات ليس مجرد تغيير بصري؛ بل له آثار عميقة في التوازن الدقيق للحياة البحرية، لا سيما الكائنات الحية التي تقوم بعملية التمثيل الضوئي مثل الطحالب الجليدية والعوالق النباتية.
مع تراجع الجليد البحري، يخترق المزيد من الضوء سطح المحيطات، مما يؤدي إلى زيادة توفره في عمود الماء. يُحفز هذا الفائض من الضوء سلسلة من الاستجابات البيولوجية، مما يؤثر في نهاية المطاف في توزيع ووفرة الكائنات البحرية الرئيسية. ومن أبرز عواقب هذه الظاهرة تغير لون المحيطات، وهو تغير يدل على تحولات بيئية أوسع نطاقاً تحت السطح.
يتحدد لون المحيطات بعوامل مختلفة، منها وجود العوالق النباتية والكائنات الدقيقة الأخرى التي تعيش في البيئة البحرية. تلعب هذه الكائنات دوراً محورياً في الشبكة الغذائية البحرية؛ حيث تعمل كمنتجين أساسيين يدعمون مستويات غذائية أعلى. ومع تناقص الجليد البحري، مما يسمح بوصول المزيد من الضوء إلى أعماق المحيطات، تتغير أنماط نمو وتوزيع هذه الكائنات، مما يؤدي إلى تغيرات ملحوظة في لون المحيطات.
الطحالب الجليدية، التي تزدهر في البيئات الغنية بالمغذيات تحت الجليد البحري، حساسة بشكل خاص لتغيرات توافر الضوء. فمع ذوبان الجليد البحري وتعريض هذه الطحالب لمستويات ضوء متزايدة، تتعطل أنماط نموها وإنتاجيتها. ولا يقتصر هذا الاضطراب على النظام البيئي المحلي فحسب، بل له أيضاً آثار أوسع نطاقاً في دورة الكربون العالمية.
يُعدّ فهم تأثير ذوبان الجليد البحري في لون المحيطات أمراً بالغ الأهمية للتنبؤ بآثار تغير المناخ في التنوع البيولوجي البحري والتخفيف من حدتها.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق