“بطقطق”

السبيل 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
عبد الله المجالي

شاب على “باب الله” يكافح حتى يعيل أسرته، أما عمله فيلخص بكلمة يفهمها الأردنيون “بطقطق”!

هذا الشاب، الذي رزقه الله طفلتين جميلتين، يعافر ويعافر حتى يسد رمق زوجته وطفلتيه، وحتى يستطيع تأمين أجرة الشقة، وتأمين فاتورتي الكهرباء والماء، وتأمين وقود لسيارته المتهالكة التي تساعده في “الطقطقة”.

رأيته اليوم، وكان كمن يهرب من حتفه، فقد تفاجأ بشرطي سير على دراجته في مكان غير متوقع، فما كان منه إلا أن عمل عملية التفاف سريعة، حتى استطاع أن يزيغ عنه.

صاحبنا يعرف كل شوارع الزرقاء، وهو لا يستخدم سيارته في الأماكن الرئيسية وفي أوقات الذروة هروبا من دوريات السير.

بعد أن تمكن صاحبنا من تدبير مبلغ ترخيص السيارة، انطلق فرحا إلى دائرة السير ليفاجأ أن عليه مخالفات بقيمة 145 دينارا، فنزل عليه الأمر كالصاعقة، فما كان منه إلا أن ولى هاربا وعاد منكسرا دون ترخيص.

يقول إنه لن يرخص سيارته، فلا قدرة له على تأمين ذلك المبلغ، وسيظل يلعب لعبة القط والفأر مع دوريات السير.

لقد ضاعف قانون السير الجديد الذي رفع قيمة المخالفات إلى أرقام فلكية بالنسبة لحال هذا الشاب وأمثاله.

شاهدت خطاب النائبة من الطفيلة السيدة ميسون القوابعة المتداول على وسائل التواصل الاجتماعي، حول الوضع المزري للشباب في محافظة الطفيلة، وتوقفت عند قولها إن شباب الطفيلة نسوا شكل العشرة دنانير.

لقد لخصت السيدة الفاضلة واقع قطاع كبير من شبابنا. وهذه الفئة إما أن تكون عونا للدولة أو قنبلة موقوتة قد تنفجر في وجوهنا كلنا.

وفي ظني أن ما يؤخر انفجار تلك القنبلة ليست الإجراءات الحكومية، بقدر ما هي طبيعة الأسرة الأردنية المتماسكة، وهذه للأسف مستهدفة بحجج شتى.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق