ترامب: بوتين أصبح أكثر حرصا على السلام في أوكرانيا مع تراجع النفط
عواصم " وكالات": قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن موسكو وكييف ترغبان في تسوية الحرب في أوكرانيا وإن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أصبح أكثر حرصا على السلام بعد انخفاض أسعار النفط في الآونة الأخيرة.
وقال ترامب للصحفيين في المكتب البيضاوي ليل امس "أعتقد أن روسيا ومع انخفاض أسعار النفط في الوقت الحالي، فإننا في وضع جيد للتوصل لتسوية، إنهم يريدون تسوية. وأوكرانيا تريد تسوية".
وانخفض سعر النفط، وهو المحرك للاقتصاد الروسي، بنحو 15 دولارا للبرميل منذ بداية العام. وقالت مصادر لرويترز إن تحالف أوبك سيسرع وتيرة زيادة إنتاج النفط.
وقال ترامب "لقد قطعنا شوطا طويلا، وربما يحدث شيء ما".
وتطرق ترامب إلى إعلان بوتين وقفا لإطلاق النار لمدة ثلاثة أيام بمناسبة الذكرى الـ80 لانتصار الاتحاد السوفيتي وحلفائه على ألمانيا في الحرب العالمية الثانية.
وقال "كما تعلمون، أعلن الرئيس بوتين وقف إطلاق نار لمدة ثلاثة أيام، وهو أمر لا يبدو كبيرا، لكنه بالفعل كبير للغاية إذا أدركتم من أين بدأنا... لم يكن ينبغي لهذه الحرب أن تندلع من الأساس".
وردا على سؤال ن حول إمكانية عقد لقاء بين ترامب وبوتين في السعودية، قال الكرملين إن عقد مثل هذا اللقاء أمر ضروري لكن لا توجد على جدول أعمال بوتين خطط لزيارة الشرق الأوسط في منتصف مايو أيار. ومن المقرر أن يزور ترامب السعودية خلال الشهر الجاري.
وفي السياق ذاته، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف اليوم الثلاثاء إن أسعار النفط تحتل مكانة مهمة في موازنة روسيا واقتصادها بشكل عام، لكن المصالح الوطنية فوق كل اعتبار.
جاء ذلك تعليقا على قول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ربما أصبح أكثر حرصا على حل الصراع في أوكرانيا بعد انخفاض أسعار النفط في الآونة الأخيرة.
وقال بيسكوف "لا يمكن أن تكون أسعار النفط عاملا مؤثرا على موقف روسيا تجاه مصالحها الوطنية... مصالح روسيا الوطنية فوق كل اعتبار، فوق أسعار النفط".
وذكر أن روسيا تعمل مع تحالف أوبك+ للحفاظ على الأسعار عند المستوى الأمثل.
وأضاف "تعد أسعار النفط العالمية عاملا مهما جدا بالتأكيد في وضع موازنة بلدنا وللاقتصاد الروسي ككل".
واستطرد يقول "يظل هذا عاملا مهما، وروسيا، كما تعلمون، تعمل بالتأكيد منذ فترة طويلة في إطار أوبك+ للحفاظ على الأسعار عند المستوى الأمثل، ويؤثر ارتفاع وانخفاض الأسعار للغاية سلبا على الاقتصاد العالمي ككل، وبالتالي نواصل العمل على ذلك".
وردا على سؤال عن الجهود المبذولة للتوصل إلى تسوية تنهي الحرب في أوكرانيا، قال بيسكوف إن العمل مستمر مع الولايات المتحدة.
وفي تطور لافت، ذكرت وزارة الدفاع الروسية في بيان أن روسيا وأوكرانيا تبادلتا اليوم الثلاثاء 205 من أسرى الحرب لكل منهما.
وقالت الوزارة أن الأسرى الروس المحررين موجودون الآن في روسيا البيضاء لتلقي العلاج والدعم النفسي.
مئات المسيّرات الاوكرانية تستهدف مطارات موسكو
من جهة اخرى، أطلقت أوكرانيا ليل الاثنين الثلاثاء الكثير المئات من الطائرات المسيرة على الأراضي الروسية من بينها موسكو بشكل خاص وتوقفت حركة الملاحة في نحو عشرة مطارات، حسبما أفادت السلطات الروسية قبل ثلاثة أيام من إحياء ذكرى الانتصار على ألمانيا.
ويأتي هذا الهجوم قبيل أيام من إقامة العاصمة الروسية الجمعة عرضا عسكريا ضخما سيحضره الرئيس فلاديمير بوتين ونحو عشرين زعيما أجنبيا.
وحثت كييف اليوم القوات الأجنبية على عدم المشاركة في العرض العسكري في موسكو في التاسع من مايو "لكي لا تتقاسم المسؤولية" عن "فظائع" الجيش الروسي في أوكرانيا.
وقالت الخارجية الأوكرانية في بيان إن "الجيش الروسي يواصل ارتكاب الفظائع في أوكرانيا على نطاق لم تشهده أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية". وأضافت أن "السير معهم يعني تقاسم المسؤولية عن دماء الأطفال والمدنيين والجنود الأوكرانيين وليس إحياء ذكرى الانتصار على المانيا ".
ولا تزال أوكرانيا بعد أكثر من ثلاث سنوات من الهجوم الروسي الذي أسفر عن مقتل آلاف المدنيين والجنود، تسعى بضغط من واشنطن لوقف "غير مشروط" للأعمال العدائية قبل التفاوض مع روسيا. وهو خيار يرفضه الرئيس الروسي حاليا.
في الاثناء ، أعلن الكرملين اليوم أن 29 زعيما أجنبيا، من بينهم الرئيس الصيني شي جينبينغ والرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دي سيلفا، سيحضرون العرض العسكري المقرر في 9 مايو، ضمن قائمة تضم منطقتين على الأقل غير معترف بهما دوليا.
وأضاف يوري أوشاكوف، مستشار الرئاسة، أن قوات من 13 دولة، من بينها الصين ومصر وبورما، ستشارك في العرض العسكري في الساحة الحمراء، الذي يُقام بعد ثلاث سنوات من الهجوم الروسي على أوكرانيا.
وقال رئيس بلدية موسكو سيرغي سوبيانين إنّ الدفاعات المضادّة للطائرات اعترضت 19 طائرة مسيّرة في سماء العاصمة، مما يثير مخاوف من تكثيف هذه الهجمات في الأيام المقبلة.
وأوضح رئيس البلدية أنّ الحطام سقط على شارع رئيسي جنوب موسكو، مضيفا أنه لم ترد أنباء عن سقوط ضحايا.
وبثّت وسائل إعلام روسية صورا لنافذة سوبرماركت متصدّعة وواجهة مبنى سكني متفحّمة.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان إن 105 طائرات بدون طيار أوكرانية استهدفت روسيا خلال الليل.
وإثر هذا الهجوم فرضت أربعة مطارات في العاصمة، هي شيريميتيفو، ودوموديدوفو، وفنوكوفو، وجوكوفسكي، قيودا مؤقتة على عملياتها خلال الليل، مع إغلاق بعضها مدارجه بالكامل لكن بصورة مؤقتة، بحسب ما أفادت وكالة الطيران المدني الروسية "روسافياتسيا".
وأضافت الوكالة أنّ الهجوم الجوي الأوكراني تسبّب أيضا بتعليق العمل مؤقتا في مطارات روسية أخرى، بما في ذلك مطارات في العديد من المدن الكبرى الواقعة على نهر الفولغا، مثل نيجني نوفغورود، وسامارا، وساراتوف، وفولغوغراد.
وفولغوغراد أو ستالينغراد كما كان اسمها سابقا هي مسرح المعركة الأكثر دموية في التاريخ والمدينة التي شهدت هزيمة الجيش الالماني في عامي 1942 و1943 وتُعتبر معركتها نقطة تحوّل في الحرب العالمية الثانية.
وأعلنت سلطات منطقة فورونيج (جنوب) أنّ الدفاعات الجوية اعترضت 18 طائرة مسيّرة أوكرانية بينما أعلنت سلطات منطقة بينزا الجنوبية أيضا أنّ الدفاعات الروسية اعترضت 10 طائرات مسيّرة أوكرانية.
ولم يتمّ الإبلاغ في الحال عن سقوط قتلى أو جرحى من جراء هذا الهجوم.
وفي كورسك، أدّى هجوم أوكراني لإصابة مراهقين (14 و17 عاما) وتسبّب في انقطاع التيار الكهربائي، بحسب ما أعلن حاكم المنطقة الروسية الحدودية.
وأشارت روسيا ليل الأحد الاثنين إلى أنها اعترضت هجوما بطائرة بدون طيار استهدف موسكو، التي نادرا ما يتم استهدافها وحيث الحياة طبيعية تقريبا على الرغم من الهجوم واسع النطاق الذي يشنه الجيش الروسي منذ فبراير 2022 في أوكرانيا.
بالمقابل، أسفرت غارة جوية روسية بمسيّرة عن مقتل شخص في منطقة أوديسا، وفقا لحاكم المنطقة اوليغ كيبر.
وقالت السلطات المحلية أيضا إن شخصا آخر قُتل وأصيب اثنان آخران، أحدهما في حال الخطر، في غارة روسية على كراماتورسك القريبة من الجبهة الشرقية.
من جانبها، أعلنت القوات الجوية الأوكرانية، في بيان عبر تطبيق تليجرام، اليوم الثلاثاء، أن الدفاعات الجوية الأوكرانية أسقطت 54 من أصل 136 طائرة مسيرة معادية أطلقتها روسيا على الأراضي الأوكرانية الليلة الماضية.
وقال البيان إن القوات الروسية شنت هجمات على أوكرانيا، خلال الليل، باستخدام 136 طائرة مسيرة من طرازات خداعية تم إطلاقها من مناطق بريانسك، وكورسك، وأوريل، وميلروفو، وبريمورسكو-أختارسك الروسية، وبريمورسك بمنطقة زابوريجيا، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الوطنية الأوكرانية "يوكرينفورم".
وأضاف البيان أنه تم صد الهجوم من قبل وحدات الدفاع الجوي ووحدات الحرب الإلكترونية وفرق النيران المتنقلة التابعة لسلاحي الجو والدفاع الجوي الأوكرانيين.
الى ذلك، أعلن مكتب المدعي العام الإقليمي في منطقة أوديسا جنوبي أوكرانيا، اليوم الثلاثاء، مقتل رجل وإصابة آخر جراء هجوم جوي روسي استهدف البنية التحتية المدنية في منطقة أوديسا، وذلك قبيل بدء وقف إطلاق النار لمدة 72 ساعة الذي أمر به الكرملين.
وقال عمدة مدينة أوديسا، إيجور تيريخوف، إن شخصين أصيبا أيضا جراء هجوم هائل بطائرات مسيرة على مدينة خاركيف.
وقالت هيئة الأركان العامة الوكرانية، عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، صباح اليوم الثلاثاء، إنه تم تسجيل نحو 200 معركة في أوكرانيا.
وأضافت الهيئة أن معارك ضارية اندلعت بشكل خاص في المنطقة المحيطة بمدينة بوكروفسك في منطقة دونيتسك، حيث تصدت القوات الأوكرانية لـ 78 هجوما شنها الجيش الروسي.
الكرملين: روسيا لا تزال تخطط لهدنة 3 أيام
وفي السياق، قال الكرملين اليوم الثلاثاء إن القوات الروسية لا تزال تخطط لوقف إطلاق النار في أوكرانيا في الفترة من الثامن حتى العاشر من مايو أيار الجاري تنفيذا لأوامر الرئيس فلاديمير بوتين لكنها سترد إذا حاولت القوات الأوكرانية مهاجمة المواقع الروسية.
كان بوتين قد أعلن في 28 أبريل نيسان وقف إطلاق النار لمدة ثلاثة أيام بمناسبة الذكرى الثمانين لانتصار الاتحاد السوفييتي وحلفائه على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية.
وأضاف الكرملين أن وقف إطلاق النار سيكون في الثامن والتاسع من مايو أيار، حيث سيستضيف بوتين زعماء دوليين في الساحة الحمراء في موسكو منهم نظيره الصيني شي جين بينغ، والعاشر من مايو أيار.
وحتى الآن، بدا أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يستبعد مثل هذا الهدنة القصيرة، قائلا إنه مستعد فقط للموافقة على وقف إطلاق النار لمدة 30 يوما على الأقل، وهي الفكرة التي قال بوتين إنها تحتاج إلى الكثير من العمل قبل أن تصبح حقيقة واقعة.
وردا على سؤال بشأن ما ستفعله روسيا إذا لم يوافق زيلينسكي على وقف إطلاق النار لثلاثة أيام، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف "بالطبع، مبادرة الرئيس بوتين بشأن وقف إطلاق النار المؤقت خلال الاجازات الرسمية سارية، وأصدر القائد الأعلى للقوات المسلحة التعليمات ذات الصلة (للجيش)".
وأضاف "سيكون هناك وقف لإطلاق النار، ولكن في حال عدم وجود معاملة بالمثل من جانب النظام الأوكراني واستمرت محاولات ضرب مواقعنا أو منشآتنا، فسيتم الرد على النحو الملائم على الفور".
وقال بيسكوف إن كييف لم تعط حتى الآن أي إشارة إلى استعدادها للموافقة على وقف إطلاق النار المقترح.
0 تعليق