بعد 19 عاما من أول تجربة مؤلمة له في دوري أبطال أوروبا على الأراضي الفرنسية، عندما خسر النهائي أمام برشلونة، قد يجد آرسنال نفسه أمام تكرار التاريخ مساء اليوم، عندما يلتقي مجددا مع باريس سان جيرمان في إياب نصف النهائي.اضافة اعلان
اللاعب المتألق عثمان ديمبيلي، الساعي لدخول سباق الكرة الذهبية، سجل الهدف الوحيد في مباراة الذهاب على ملعب الإمارات، ما أجبر آرسنال على محاولة فعل ما لم ينجح فيه سوى فريقين فقط من قبل: قلب النتيجة بعد الخسارة ذهابا على أرضه للتأهل إلى النهائي.
على آرسنال أن ينجز المهمة الصعبة خارج أرضه أمام المرشح الأول للقب، وهو متأخر بهدف، إلا أن فوزه في “سانتياجو برنابيو” بالدور السابق يمنحه دفعة معنوية.
من بعض النواحي، حملت مباراة الذهاب بين آرسنال وباريس سان جيرمان أصداء لقاء ربع النهائي ضد ريال مدريد، إلا أن هذه المرة كانت الضجة الإعلامية السابقة للمباراة من طرف آرسنال فقط، من دون أن ينعكس ذلك على أدائه في أرضية الملعب.
فبينما تجاهل باريس سان جيرمان مقاطع التحفيز الغريبة والتيفو غير المعتاد في شمال لندن، وجه فريق لويس إنريكي الضربة القاتلة مبكرا في الدقيقة الرابعة، عبر ديمبيلي، الذي عادل رقم كيليان مبابي كأكثر اللاعبين مساهمة بالأهداف في موسم واحد بدوري الأبطال بقميص باريس.
وبعد هدف ألغي لميكيل ميرينو، عاد الباريسيون إلى الضفة الأخرى من القنال الإنجليزي بتقدم ضئيل لكنه قد يكون ثمينا بنتيجة 1-0، ليصبحوا المرشحين الأوفر حظا في حجز مقعد في نهائي ميونيخ أمام برشلونة أو إنتر ميلان.
تاريخيا، لم يتم إقصاء باريس سان جيرمان سوى مرة واحدة من أدوار خروج المغلوب أوروبيا بعد الفوز ذهابا خارج الديار، وكانت تلك المرة أمام فريق إنجليزي أيضا – مانشستر يونايتد في الموسم 2018-2019. كما أن إنريكي خسر مؤخرا، 2-1 أمام ستراسبورج في الدوري الفرنسي بقيادة ليام روزينور.
بالمقابل، ورغم إشراك معظم نجومه، خسر آرسنال 1-3 أمام بورنموث، الذي استغل مجددا الثغرات الدفاعية المقلقة لدى الفريق اللندني، بعدما نجح في قلب الطاولة بعد أن كان متأخرا.
ديكلان رايس سجل أول أهداف اللقاء بلمسة مهاجم داخل المنطقة، لكن للمرة العاشرة هذا الموسم – وهو رقم سلبي جديد في تاريخ النادي – أهدر آرسنال تقدمه في مباراة بالدوري الإنجليزي، بعد أن سجل دين هويسن برأسية، ثم أضاف إيفانيلسون الهدف الثاني بتسديدة مرتدة.
وعلاوة على ذلك، فإن فريقين فقط في تاريخ دوري الأبطال تمكنا من التأهل إلى النهائي بعد خسارة مباراة الذهاب على أرضهما في نصف النهائي – أياكس أمام باناثينايكوس العام 1996، وتوتنهام ضد أياكس نفسه العام 2019.
ومع ذلك، لا تبدو الصورة قاتمة بالكامل لآرسنال، إذ يدخل الفريق مواجهة الإياب وهو لم يخسر في آخر سبع مباريات خارج أرضه بجميع المسابقات، وحقق الفوز في آخر أربع مباريات أوروبية خارج أرضه، مسجلا هدفين على الأقل في كل منها.
تكرار الفوز 2-1 في “برنابيو” أمام ريال مدريد، يمنح آرسنال فرصة لخوض شوطين إضافيين بحثا عن التأهل، لكن في المقابل، أحرز باريس سان جيرمان 14 هدفا في آخر ثلاث مباريات له على أرضه في دوري الأبطال، ما يبرر قلق مشجعي آرسنال من نكسة أوروبية جديدة.
الجانب السلبي الوحيد من مباراة الذهاب لباريس تمثل في إصابة ديمبيلي بشد عضلي في الفخذ الخلفي، وأكد النادي أن تعافيه يسير بشكل جيد، لكن موقفه من المشاركة في الإياب ما يزال غير مؤكد.
وبالتالي، يتوقع أن يتصدر جونكالو راموس خط الهجوم في مواجهة آرسنال، في حين ما يزال صانع الألعاب الكوري الجنوبي لي كانج- إن محل شك بعد إصابة تعرض لها أمام ستراسبورج، وإن لم يكن من المتوقع أن يبدأ اللقاء أصلا.
وسينضم فيتينيا وفابيان رويز إلى جواو نيفيس – الوحيد من التشكيلة الأساسية في مباراة الإمارات الذي شارك أمام ستراسبورج – لتشكيل ثلاثي خط الوسط، بينما يعود ديزيريه دوويه وخفيتشا كفاراتسخيليا لإضفاء لمستهما السحرية على الأطراف الهجومية.
أما آرسنال، فقد افتقد بشكل واضح خدمات توماس بارتي في الذهاب، حيث غاب بسبب الإيقاف، لكن النجم الغاني بات جاهزا الآن للعودة إلى مركزه المعتاد في محور الوسط.
وسيشكل بارتي وثنائية مع ديكلان رايس والقائد مارتن أوديجارد، الذي تعرض لإصابة طفيفة في نهاية الأسبوع لكنها لا تبدو مؤثرة على مشاركته اليوم، وإن كان سيتم تقييم حالته قبل المباراة. بينما يظل جورجينيو، جابرييل جيسوس، كاي هافيرتز، جابرييل ماجالهاييس، وتاكهيرو تومياسو خارج الحسابات، إضافة إلى ريكاردو كالافيوري الذي ما يزال يتعافى من إصابة مزمنة في الركبة.
- تشكيلة باريس سان جيرمان المتوقعة: دوناروما؛ حكيمي، ماركينيوس، باتشو، مينديز؛ رويز، فيتينيا، نيفيش؛ دوويه، راموس، كفاراتسخيليا.
- تشكيلة آرسنال المتوقعة: رايا؛ تيمبر، ساليبا، كيويور، لويس-سكلي؛ أوديغارد، بارتي، رايس؛ ساكا، ميرينو، مارتينيلي.