7 مايو.. ومستقبل المحتوى الحيوي والديناميكي

الوطن البحرينية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

حرية الصحافة وحرية التعبير.. ودور الصحافة في البناء والتغيير، امتداد لمفاهيم وأسس اجتماعية وتنموية يحتفي بها العالم في اليوم العالمي للصحافة ليأتي يوم الصحافة البحرينية كامتداد لترسيخ هذه المبادئ، وليؤكد على دور الصحافة الوطني.

إن الاحتفاء بالصحافة وبما تشهده من تطور هو احتفاء بتجارب نامية ومتغيرة عكست رؤية حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، لإيجاد صحافة قادرة على مواكبة المتغيرات المتسارعة في المشهد الإعلامي دون الإخلال بثوابتها المهنية والوطنية.

الشعور بهذا الاحتفاء ومعايشته يفرض علينا طرح فكرة إعادة النظر والتمعن والتحليل في المحتوى الإعلامي بشكل دائم، والنظر في ما إذا كان يتميز بالتفاعل، والتأثير، والقدرة على جذب الجمهور وإشراكه، فالحاجة إلى إيجاد المحتوى الديناميكي المتطور الذي يتجاوز نقل المعلومات ليصبح تجربة متكاملة تؤثر في المتلقي، وتدفعه إلى التفكير والنقد والمشاركة والأهم تغيير سلوكه.

وقد يكون من المجدي عمل جلسات نقاشية متخصصة لبحث سبل التميز في التفاعلية وتحقيقها في أعلى مستوياتها، فهل هناك استطلاعات للرأي، وهل وجد الاهتمام بالتعليقات وجعلها موضع بناء وتحليل، وهل فعلت المشاركة المباشرة عبر الوسائط الرقمية، فالارتباط بالواقع وتحليله ومن ثم الابتكار في العرض بتقنيات الإعلام الحديثة هو ما يحدث الفارق .

الفيصل في تحويل المادة المعروضة من مادة عابرة بالشكل الاعتيادي إلى مادة مدعومة بالبيانات والتحليلات واختلاف الرؤى، هو ما يعيدنا لجوهر الصحافة ولقيمة الكلمة، فإن تحقق كل ذلك يمكن رسم ملامح تجربة مختلفة من الابتكار باستخدام تقنيات العرض المختلفة من الفيديوهات القصيرة، والوسائط المتعددة، بما فيها تلك المادة المثيرة للمشاعر والمحفزة على التفكير، التي تعكس النقاش الصادق والحوار البناء، بتنوع التخصصات والمواضيع، فالمحتوى الحيوي هو ذاك المحتوى القادر على التفرد والاستقصاء وتحقيق التفاعل مع الناس، إذ لا يمكن للصحافة أن تؤدي دورها الحقيقي دون نقل صوت المواطن وهمه اليومي .

تشير الدراسات إلى أن إحساس المواطن بأن الصحافة تُعبر عنه وتنقل صوته، تنشأ لديه حالة من الرضا والثقة بالمؤسسات الإعلامية، وهذا القرب يسهم من الناحية الاجتماعية في إيجاد مجتمع أكثر وعياً وقدرة على إيجاد حلول لقضاياه بالمشاركة لا بالتلقي السلبي، فالمادة الخاصة ومن الميدان هي جوهر الصحافة، وهو ما يضمن الإبقاء على هيبتها وسمعتها وتأثيرها في عصر المنافسة الرقمية الشرسة.

إذا إن إعادة تشكيل المشهد الإعلامي، والمساهمة في خلق بيئة أكثر ديناميكية وحيوية وتخصص مع توظيف الذكاء الاصطناعي، وتقديم محتوى متفاعل، هو ما سيضمن إيجاد منظومة متكاملة تعتمد على التكنولوجيا والابتكار والتفاعل الذكي مع الجمهور ومن أجله، فالصحفي المستقبلي لن يكون مجرد صانع للقصة والباحث عنها، ولن يكون ناقلاً للأخبار، بل سيكون مبرمجاً، ومحلل بيانات، وصانع محتوى متعدد الوسائط، ولكنه في الأول والأخير صحفي.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق