وزيرا خارجية البحرين وسوريا يؤكدان انطلاقة جديدة للشراكة الاستراتيجية والتكامل العربي

الوطن البحرينية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

سيد حسين القصاب

تصوير سهيل وزير

في محطة دبلوماسية بارزة، استقبلت مملكة البحرين رئيس الجمهورية العربية السورية الرئيس د. أحمد الشرع، في زيارة رسمية تؤسس لمرحلة جديدة من العلاقات الثنائية بين البلدين، وتجسد عمق الروابط التاريخية والأخوية المتينة.

وعقدت جلسة مباحثات رسمية موسعة بين الجانبين، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء.

وخلال مؤتمر صحفي مشترك، أكد وزير الخارجية البحريني د. عبداللطيف بن راشد الزياني، أن هذه الزيارة تمثل محطة تاريخية مهمة في مسار العلاقات بين مملكة البحرين والجمهورية العربية السورية، مشيرًا إلى أن المباحثات التي جرت عكست عمق العلاقات الأخوية التاريخية التي تجمع البلدين.

وأوضح أنه تم خلال المباحثات مناقشة سبل تعزيز التعاون الثنائي وتطويره في مجالات متعددة تشمل التجارة، الطيران المدني، الطاقة، الصحة، والتعليم، بما يخدم المصالح المشتركة، ويعود بالنفع على الشعبين الشقيقين.

وأضاف قائلاً: "استعرضنا أيضًا مستجدات الأوضاع في سوريا، والجهود التي تبذلها القيادة السورية لتعزيز الأمن والاستقرار، والحفاظ على وحدة الأراضي السورية وتماسك نسيجها الوطني بكافة أطيافه، مع التأكيد على أهمية تلبية تطلعات الشعب السوري في العيش الكريم".

كما نقل وزير الخارجية تأكيد جلالة الملك المعظم لفخامة الرئيس السوري على دعم البحرين لاستقرار سوريا وسيادتها واستقلالها ووحدة وسلامة أراضيها، ومساندة جهودها لإحلال الأمن والسلم واستعادة دورها الفاعل إقليميًا ودوليًا، بما في ذلك دعم البحرين لرفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا، لتحقيق تطلعات الشعب السوري الشقيق.

وأشار الزياني إلى إشادة جلالة الملك بما أحرزته القيادة السورية الجديدة من خطوات على طريق تعزيز التماسك الوطني وتعزيز وحدة الصف السوري، كما أشاد جلالته بنتائج مؤتمر الحوار الوطني السوري، التي شكلت قاعدة مهمة لتعزيز الاستقرار، وتمثل نهجاً هاماً لمواجهة تحديات المرحلة.

وأكد الزياني كذلك على أهمية مخرجات قمة البحرين التي استضافتها المملكة، ودورها في تعزيز التضامن العربي، ودعم جهود إحلال السلام الشامل والتشاور بين الدول العربية في مواجهة التحديات الإقليمية، متمنياً النجاح للقمة القادمة في بغداد في تعزيز التعاون والتكامل العربي.

ولفت إلى أن جلالة الملك المعظم وجّه إلى مواصلة العمل المشترك واستمرار التشاور على كافة المستويات، ومراجعة الاتفاقيات ومذكرات التفاهم المبرمة، وتبادل الجهود والفرص التي من شأنها تعزيز العلاقات الأخوية بين البلدين.

من جانبه، ثمّن وزير الخارجية السوري د. أسعد الشيباني المواقف النبيلة لمملكة البحرين، مبيناً إن البحرين كانت من أوائل الدول التي دعمت سوريا في محنتها، وقدّمت يد العون لشعبها، مشيدًا بالرسالة التي بعثها جلالة الملك المعظم إلى الرئيس السوري، والتي وصفها بأنها حملت أسمى معاني الأخوّة والتضامن.

وأكد الشيباني أن هذه لحظة فارقة نخط فيها صفحة جديدة نحو مستقبل مشرق، ومنذ الأيام الأولى من تحرير سوريا، لم تتوانَ مملكة البحرين عن مد يد العون للشعب السوري في سبيل استعادة حريتة، مضيفًا أن التجارب السابقة أثبتت أن التعاون العربي هو السبيل الوحيد لمواجهة التحديات وتحقيق طموحات الشعوب.

وأوضح أن سوريا تنظر إلى المستقبل بعين الأمل، وتسعى لتعزيز علاقاتها الإقليمية، وفي مقدمتها علاقتها مع مملكة البحرين، وذلك ضمن رؤية شاملة للتكامل الاقتصادي والاستثماري وتلبية تطلعات الشعوب.

وشدد وزير الخارجية السوري على أن العلاقة بين سوريا والبحرين تتجاوز المصالح السياسية، لتتجذر في روابط العروبة والرؤية المشتركة لمستقبل عربي يقوم على السيادة والاستقلال والتنمية المستدامة.

ونوّه بدور البحرين كشريك فاعل في مرحلة إعادة الإعمار في سوريا، داعيًا إلى المزيد من المبادرات البحرينية في مجالات التعليم والاقتصاد وغيرها من القطاعات التي تسهم في إنعاش الاقتصاد السوري، مشيرًا إلى أهمية تفعيل سبل التواصل بين المؤسسات الرسمية، بما يرسّخ قاعدة قوية للتعاون المستقبلي.

وجدد الشيباني الدعوة إلى رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا، معتبرًا أن هذه العقوبات أضرت بحياة المواطنين، وأعاقت جهود الإعمار، وأن رفعها يمثل ضرورة إنسانية وإقليمية، لأن تفكيك وحدة سوريا يفتح أبواب النزاعات والفتن، ويعيد الطائفية التي تهدد أمن واستقرار البلاد والمنطقة.

وأكد التزام سوريا بتعزيز التواصل والتعاون المؤسسي، وتشجيع الشراكات بين القطاعين العام والخاص، وزيادة التبادل الثقافي بما يعزز العلاقات بين الشعبين، قائلاً: “إن استقرار سوريا ينعكس إيجابياً على أمن المنطقة، ويقلل من مستويات الفقر”.

وفي ختام كلمته، أعرب الشيباني عن ثقته بأن التوجهات الحكيمة لجلالة الملك ودعم سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء ستسهم في تعزيز الشراكة الأخوية، وعودة العلاقات إلى كافة مجالات العمل المشترك، متمنياً أن تشهد العلاقات البحرينية السورية المزيد من القوة والازدهار.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق