Local

-OneArabia

وجدت دراسة حديثة أن الستاتينات، المستخدمة عادةً لخفض الكوليسترول، قد تُحسّن معدلات البقاء على قيد الحياة لدى مرضى سرطان الدم الليمفاوي المزمن (CLL) والورم الليمفاوي الصغير (SLL). وتشير هذه الدراسة، التي قادها الدكتور أحمد أبو حلوة من جامعة الشارقة، بالتعاون مع جامعة هارفارد ومؤسسات أخرى، إلى انخفاض ملحوظ في الوفيات المرتبطة بالسرطان عند دمج الستاتينات مع علاجات حديثة مثل إبروتينيب.

كشفت الدراسة أن استخدام الستاتينات إلى جانب العلاجات الحديثة أدى إلى انخفاض خطر الوفاة بالسرطان بنسبة 61%، وانخفاض خطر الوفاة الإجمالي بنسبة 38%، وانخفاض احتمالية تطور المرض بنسبة 26%. والأهم من ذلك، أن استخدام الستاتينات لم يُؤدِّ إلى زيادة خطر الآثار الجانبية الشديدة. وتؤكد هذه النتائج الفوائد المحتملة لدمج الستاتينات في برامج علاج السرطان.

أكد الدكتور كارم الزعبي، عميد كلية الصيدلة بجامعة الشارقة، على أهمية هذا الاكتشاف، مؤكدًا أنه يعكس التزام الجامعة بتطوير البحث العلمي الهادف إلى معالجة القضايا الصحية الحرجة، مثل السرطان. وتوفر الجامعة بيئة بحثية فعّالة مزودة بأحدث المرافق، وتسعى إلى توسيع نطاق التعاون مع المؤسسات العالمية المرموقة.

أوضح الدكتور أحمد أبو حلوة أن هذه الدراسة رائدة في التقييم المنهجي للعلاقة بين استخدام الستاتينات وتحسين معدلات البقاء على قيد الحياة لدى المرضى الذين يتلقون علاجات متقدمة. حلل فريق البحث بيانات 1467 مريضًا شاركوا في أربع تجارب سريرية دولية أُجريت بين عامي 2012 و2019.

على الرغم من هذه النتائج الواعدة، حذّر الدكتور أبو حلوة من أنها لا تُشكّل توصية قاطعة لاستخدام الستاتينات كعلاج للسرطان. هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات السريرية لتأكيد فعاليتها وإثبات علاقة سببية. قد يُعيد هذا البحث الجاري صياغة مناهج العلاج لمرضى سرطان الدم الليمفاوي المزمن وسرطان الدم الليمفاوي البسيط.

أشار البروفيسور حميد الشامسي، الرئيس التنفيذي لمركز برجيل للسرطان والمؤلف المشارك للدراسة، إلى أن هذا البحث يفتح آفاقًا جديدة لعلاج السرطان باستخدام أدوية آمنة ومتاحة. وأكد أنه يُسلّط الضوء على إمكانية تحسين نتائج العلاج دون التسبب بمضاعفات إضافية.

الاعتراف العالمي

نُشرت نتائج الدراسة في مجلة "Blood Advances"، وهي مجلة طبية مرموقة، وحظيت باهتمام إعلامي دولي واسع. وغطت صحف مثل "The Telegraph" و"Daily Mail" و"The Independent" و"Associated Press" و"Medscape" القصة على نطاق واسع. كما تُرجمت النتائج إلى عدة لغات، منها الإسبانية والبولندية والبلغارية واليابانية.

يُجسّد هذا البحث كيف يُمكن للجهود التعاونية بين المؤسسات أن تُؤدي إلى تقدّم كبير في العلوم الطبية. فمن خلال استكشاف الأدوية الحالية، مثل الستاتينات، لاستخدامها في علاجات جديدة، يُمكن للباحثين تحسين نتائج المرضى مع تقليل المخاطر المرتبطة بتطوير أدوية جديدة.

With inputs from WAM

Story first published: Sunday, May 11, 2025, 18:32 [GST]