مايو 12, 2025 8:26 م
كاتب المقال : حازم عياد

عشية ووصوله الى المنطقة تمكن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عبر طاقم المفاوضات الذي يترأسه مبعوثة الخاص ستيف ويتكوف من اطلاق سراح الأسير الأميركي مزدوج الجنسية عيدان الكسندر.
بذلك فرض ترامب على نتنياهو وقائع وحقائق جديدة تمثلت بالتفاوض المباشر مع حركة المقاومة الفلسطينية حماس، والدفع نحو تهدئة تتزامن مع زيارته للمنطقة، وصولا الى اتفاق شامل يوقف الحرب التي وصفها دونالد ترامب بالوحشية.
الصفقة إعادة لمسار التفاوض الذي حاول نتنياهو تعطيله و تجاهله عبر اطلاق عملية عسكرية موسعة تحت عنوان (عربات جدعون) التي فقدت زخمها العسكري والسياسي تلقائيا بعد الاتفاق، ما دفع نتنياهو للمسارعة بارسال وفده التفاوضي الى الدوحة في محاولة لاستباق زيارة ترامب للمنطقة الامر الذي يهدد بمزيد من المفاجأت غير السارة لنتنياهو.
فترامب فرض اجندته على نتنياهو بعد ان ربط بين زيارته للكيان الإسرائيلي وبين تحقيق اختراق في مفاوضات وقف اطلاق النار في قطاع غزة، مضاعفا الضغوط التي لم تعد مقتصرة على الداخل الإسرائيلي ممثل بالمعارضة التقليدية و حراك عائلات الاسرى وجنود الاحتياط من مختلف الأسلحة المعارضين للعودة للحرب والقتال من اجل نتنياهو وبقائه السياسي.
اتفاق عيدان قلب الطاولة رأسا على عقب لغير صالح نتنياهو مهددا بانفجار ائتلافه الحاكم الذي بات متشككا بقدرات نتنياهو على القيادة وإدارة المرحلة فرصيد نتنياهو السياسي لدى إدارة ترامب تأكل الى حد النفاذ، وقدرته على المراوغة تراجعت الى مستويات سالبة دون الصفر، اذ بات يتحرك برد الفعل لا بالفعل ، ما اتضح بعيد لقاءات وزير الشؤون الاستراتيجية رون دريمير المقرب من نتنياهو الى واشنطن والذي نقل رسائل ترجمت عمليا بالاتفاق المباشر بين حركة حماس والإدارة الامريكية ، قابلها انقطاع الاتصال بين ترامب ونتنياهو الذي تفاجأ بالاتفاق واذعن له في الوقت ذاته باتصال هاتفي هنأ فيه ترامب على هذا الإنجاز .
ختاما .. دونالد ترامب لا زال يخفي في جعبته المزيد، ما أكده حديثه عن إمكانية احداث اختراق كبير لدى زيارته للمنطقة، ما يعني ان نتنياهو عرضة لنسخة ثانية من اتفاق عيدان الكسندر أوسع واشمل يعلن عنها في الدوحة، ويذعن لها نتنياهو مجددا ، الامر الذي يحاول نتنياهو التخف منه وتجنب اثاره المدمرة بإرسال وفد مفاوض الى الدوحة.
0 تعليق