د. عبدالعظيم حنفي
في الولايات المتحدة، يحتمل أن يكون جمع البيانات قد بدأ منذ عام 1950، ولأن القياسات موضع اهتمام فإنها تصدر سنوياً.
وبالنسبة للدول الأخرى، فإن السلاسل الزمنية – مجموعة الإحصائيات المتاحة – قد تكون أقصر.
ولكن عندما يتم تجميع بيانات السلاسل الزمنية لمختلف الدول معاً، فإن عدد الملاحظات سيتضاعف إلى حد كبير، وكذلك ستتضاعف قوة الاختبارات الإحصائية، من حيث المبدأ على الأقل.
إن النقاط الدقيقة عن الاختبارات الإحصائية لم تكن تمثل قضية في الجيل الأول بعد اختبارات روبرت سولو الإحصائية عن النمو، التي استخدمت سلسلة البيانات الخاصة بالناتج، وبالناتج بالنسبة للعامل الواحد (أو ساعات العمل)، ونصيب الفرد من الناتج، وهي البيانات التي جمعها أنجوس ماديسون في 1982، وكان واحداً من الرواد المتخصصين في جمع البيانات في أنحاء البلاد، كما اشترك في جمع البيانات ماتيوز وفينشتاين وأودلينج.
كانت الاختبارات تسأل سؤالاً بسيطاً، كما يبدو: هل تتقارب مستويات المعيشة، حسب قياسها بالقدرة الإنتاجية (الناتج لكل ساعة عمل) أو حسب نصيب الفرد من الإنتاج في مختلف الدول، مع مرور الوقت؟
بعبارة أخرى، هل التقدم في الدول الرائدة يمتد إلى مجموعة الدول التابعة من خلال تصدير السلع، ورأس المال، والأفكار من الحرس المتقدم إلى الأتباع؟
وهل هذا الامتداد وعملية المحاكاة تحدث بطريقة من شأنها أن تجعل الدول التابعة تلحق بالدول الرائدة عن طريق النمو السريع لبعض الوقت؟
وأكدت دراسات مبكرة عديدة لمجموعات مختلفة من الدول أن هذا قد حدث فعلاً، ووجد ماتيوز وزملاؤه أن هذه كانت حالة سبع دول في الفترة من عام 1870 حتى عام 1973، وهذه الدول تحولت إلى دول صناعية بحلول أوائل السبعينيات من القرن العشرين (ماتيوز وآخرون، 1982).
وتوصل أحد مؤلفي هذا الكتاب إلى نتيجة مماثلة، باستخدام بيانات ماديسون، بالنسبة لمجموعة أكبر من الدول تتألف من 16 دولة على مدى فترة أطول قليلاً، من 1870 إلى 1979 (بومول 1986)، ولكنه وجد أن التقارب لم يحدث بين مجموعة الدول الأكثر عدداً، والتي قدم بياناتها سامرز وهيستون 1991.
أي أنه بالنسبة لتقارب الدول يستطيع المرء أن يفسر معدل نمو قدرتها الإنتاجية على مدى زمني أطول قليلاً من قرن، وذلك بمعرفة شيء واحد تقريباً: هو مستوى القدرة الإنتاجية التي بدأت بها في عام 1870، فإذا بدأت إحدى الدول متخلفة تخلفاً كبيراً عن القدرة الإنتاجية للدولة الرائدة (وهذه الدولة كانت أستراليا في عام 1870)، فإنها تكون قد نمت بسرعة أكبر بكثير مما لو كان مستوى إنتاجيتها بالفعل عند الحد الأقصى أو قريباً منه. هذا الافتراض البسيط، بأنه كلما كانت الدولة بعيدة في تخلفها عن القدرة الإنتاجية للدولة الرائدة في عام 1870 كانت أسرع في نموها، يفسر لنا النمو السريع الذي أحرزته اليابان، والسويد، وفرنسا، وألمانيا خلال هذه الفترة الطويلة، والنمو الأبطأ نسبياً للمملكة المتحدة، والدولة الرائدة نفسها، أستراليا.
ومع ذلك، حذر أحد مؤلفي هذه الدراسة من أنه لا يمكن استنتاج الكثير من هذه النتيجة الواضحة للتقارب، ولاحظ أن مستويات القدرة الإنتاجية في عام 1870 كانت تقاس مع وجود خطأ كبير، وأن ماديسون بناها باستخدام طريقة الاستقراء للوراء التي كانت تنحاز بالنتيجة نحو التقارب ، وكان على بومول أن يضيف أن المائة سنة وأكثر التي غطتها سلسلة البيانات تضمنت حربين عالميتين، وأنه بعد الحرب العالمية الثانية خاصة قامت إحدى الدول الموجودة في مجموعة البيانات (الولايات المتحدة) بتقديم مساعدة مالية وفنية كبيرة لكل من أوروبا واليابان مكنتهما من اللحاق بمستويات القدرة الإنتاجية الأمريكية بعد الحرب.
[email protected]
مستويات المعيشة.. وحساب الإنتاجية

مستويات المعيشة.. وحساب الإنتاجية
0 تعليق