هويتنا الوطنية.. بين تحدي الأجيال والحداثة

الوطن البحرينية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

الهوية الوطنية، هي ذلك الإرث الذي يتغلب وينتصر على كل أنواع الحداثة والتطور في زمن سيطرت عليه الهوية العالمية المستحدثة على عاداتنا وتقاليدنا التي ورثناها كابراً عن كابر، فبات العديد من الجيل الحالي في مختلف البلدان بلا هوية وبلا حتى عنوان خارجي يدل على الانتماء لكيان أو جغرافية معيّنة، وعملت عدة عوامل على تغيير ذلك الطابع الأصيل في جيل الشباب وانجرفت معه العديد من الأجيال حتى تلك التي كان من واجبها الحفاظ على الموروثات والقيم المحلية، وكانت التطبيقات والمواقع الإلكترونية هي السبب الأول في انتزاع تلك الهوية واستبدالها بعادات دخيلة وغريبة على مجتمعاتنا المحافظة ذات الإرث العريق والتقاليد الأصيلة.في السابق كان عامل السفر هو العامل الأوحد الذي من شأنه أن يغير من طبيعة الشاب أو يؤثر على عاداته وسلوكياته، وبالتالي ترى المبتعثين أو عدداً منهم يتغير بطبيعة الدولة التي ابتعث إليها، فتراه يغير جلده ولكنته وعاداته وطباعه، وتبقى تلك الحالات نسبية في ذلك الزمن، اليوم غزتنا تلك العادات الخارجية عبر تطبيقات الهواتف والمواقع وبتنا بلا هوية، وهو الأمر الذي استشرفته وزارة الداخلية وخصصت له عدداً من الكوادر البشرية التي خططت ورسمت طريق العودة عبر فعاليات وبرامج اعتمدها معالي وزير الداخلية رئيس اللجنة الوزارية لمتابعة تنفيذ الخطة الوطنية لتعزيز الانتماء وترسيخ قيم المواطنة «بحريننا» وأنشئ لها المكتب التنفيذي الذي يعمل على عودة تلك الهوية التي بدأنا نفقدها، وقبل أيام وبعد سلسلة من الجهود والبرامج والأنشطة والفعاليات التوعوية التي استهدفت الشباب من الجنسين، شهدنا فعاليات المعرض الذي أقامه المكتب التنفيذي وهدف إلى التعريف بالقيم الوطنية عبر العديد من الأنشطة التفاعلية والتعاون مع الجامعات وطلبة المدارس من خلال عروض فنية وجلسات تفاعلية وألعاب ترفيهية تهدف إلى الالتزام بالقيم والثوابت الوطنية.بعيداً عن كل تلك الجهود، تبقى الأسرة ويبقى المنزل وبالتأكيد أولياء الأمور هم خط الدفاع الأول للحفاظ على تلك الهوية، علينا تعزيز غرس تلك البذرة التي زرعتها فينا الأجيال العظيمة السابقة، ونحافظ عليها ونسلمها بكل أمانة إلى الأجيال الحالية والقادمة كنبتة صحية سلمية ينعم بثمارها أبناؤنا وأحفادنا وأجيالنا القادمة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق