يمكن القول بأن التنافس بين دولنا الخليجية في مجال السياحة يُعدّ نوعاً من التكامل يعزّز من تطوير القطاع السياحي ويدفع باستخدام أساليب تسويقية جديدة لجذب السياح، وتحفّز على الاستثمار الأجنبي لتطوير مرافق سياحية جديدة، فالتوازن بين التنافس والتكامل والتعاون الاستراتيجي يعمل على تحقيق أهداف مشتركة في مجال السياحة ومجالات أخرى مما يؤكد على النجاح والتنمية والتقدم.فالعالم يشهد اليوم تنافساً واضحاً في مجال السياحة، فالسياحة تلعب دوراً مهماً وحيوياً في التنمية الاقتصادية وترسّخ من ثقافة البلد والثقافات المختلفة التي تسهم في تعزيز السلام والتسامح والحفاظ على المعالم السياحية والتراث الثقافي للشعوب، فالتنافس في قطاع السياحة له دور في تحسين الخدمات السياحية ويعمل على رفع مستوى الجودة حتى يتمّ تقديم تجارب مرضية وفريدة للزائر والسائح.التنافس الخليجي في مجال السياحة يسهم في التعرّف على وجهات سياحية جديدة في ظلّ الحاجة إلى تميّز العروض السياحية. فاليوم تشهد إمارة أبوظبي مشروع « ديزني لاند أبوظبي» نقطة تحوّل نوعية وترفيهية في منطقة الشرق الأوسط، فهذا المشروع لاشك بأنه سوف يحقّق جوانب إيجابية لدولة الإمارات ولدول الخليج، مثلما يشهد متحف اللوفر أبوظبي إقبالاً جماهيرياً كبيراً من مختلف الشعوب كواحد من أبرز المعالم الثقافية في دولة الإمارات، تماماً كما تستقطب مملكة البحرين الزوّار من مختلف الدول لسياحة رياضة السرعة – الفورمولا واحد والتي تُحقّق نجاحاً باهراً لا نظير له كل عام، ومنطقة العلا في المملكة العربية السعودية كوجهة للسياحة الطبيعية الخلابة والآثار التاريخية، وإمارة دبي كوجهة سياحية فاخرة تتميّز بالراحة والرفاهية تجمع بين الحداثة والتراث، كل ذلك يجعل من دولنا وجهة سياحية متعددة الأبعاد تجمع بين التاريخ والثقافة والطبيعة والترفيه تلبّي احتياجاً مختلفاً للزوّار والأذواق.تنافس خليجي وإقليمي واضح في مجال السياحة أسوة بالمجالات الأخرى التي تهدف إلى تنوع الانتعاش الاقتصادي وزيادة الإيرادات الوطنية. وبمقارنة بسيطة للسياحة في دولنا العربية نجد تنافساً واضحاً في توجيه السياحة المستدامة وتطوير البنية التحتية السياحية، مثل المطارات، والطرق، ووسائل المواصلات والاتصالات، بالإضافة إلى الحرص على زيادة عدد الفنادق والمطاعم والمقاهي ومراكز التسوق والترفيه وإدارة الطاقة الاستيعابية للزائر لتحقيق التوازن لأعداد السياحة الوافدة، فكل دولة تُقدّم تجارب سياحية نوعية، فهذه المنافسة لاشك بأنها تُبرز الهوية الوطنية لكل دولة وتجذب السائح وتخلق روح الابتكار والإبداع للخدمات المقدّمة للسائح والمقيم.