اعتدنا أن تأتي مبادرات التكريم من القيادات العليا إلى مرؤوسيهم، سواء على مستوى الدولة أو مؤسساتها المختلفة أو في القطاع الخاص، تقديراً لجهودهم وإنجازاتهم.

لكن ما قامت به مؤسسة (قدوات عطاء ووفاء للوطن) كان استثناءً رائعاً حين بادرت بتكريم أمير منطقة نجران الأمير جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد آل سعود – حفظه الله – تقديراً لمسيرته الطويلة والحافلة بالعطاء للوطن.

لقد قدّم الأمير جلوي عبر عقود من العمل في مناطق متعددة من المملكة، من تبوك إلى المنطقة الشرقية، ثم أميراً لمنطقة نجران لأكثر من 10 سنوات، جهوداً جبارة ساهمت في تحقيق نقلة تنموية كبيرة في منطقة نجران على مختلف الأصعدة.

وقد لمس الأهالي تلك النهضة النوعية التي جعلت نجران تُواكب المدن الكبرى في المملكة.

ولم يقتصر دور أمير نجران على الجانب الإداري، بل كان حاضراً بقلبه وميدانه في الحد الجنوبي، يزور الجنود ويقف معهم في المواقع الأمامية، يتابع احتياجاتهم، ويُذلّل العقبات أمامهم، رغم ما يشكّله ذلك من مخاطر على سلامته الشخصية.

كما لا يمكن إغفال دوره البطولي في تحرير مدينة الخفجي إبان الغزو العراقي، حيث كان في مقدمة القوات المشاركة حتى تحقق النصر – بفضل الله – وتم طرد الغزاة.

ولأن الأصل لا يُستغرب فإن الأمير جلوي هو ابن الأمير عبدالعزيز بن مساعد آل سعود – رحمه الله – الذراع اليمنى للمؤسس الملك عبدالعزيز – طيب الله ثراه – في فتح الرياض وتوحيد المملكة، ومشارك في أبرز معاركها.

لقد تشرّفت بعد تقاعدي من رئاسة أمن الدولة بالعمل تحت قيادة الأمير جلوي في إمارة منطقة نجران وكيلاً للشؤون الأمنية لمدة ثلاث سنوات، وخلال تلك الفترة، لمست عن قُرب حرصه على دعم كل ما يخدم المنطقة وأهلها، وتشجيعه للشباب والمثقفين في نجران لتقديم أفكارهم وطروحاتهم، وكان – يحفظه الله – منصتاً ومتابعاً ومهتماً، لا يُغلق باباً أمام الطموحين.

إن ما قامت به مؤسسة قدوات عطاء ووفاء للوطن من تكريم للأمير جلوي، هو تقدير مستحق لرجل قدّم الكثير، وقد كان رد الأمير جلوي في كلمته خلال الحفل مثالاً على تواضعه الجمّ، إذ قال: «من يستحق التكريم هم أعضاء المؤسسة لا أنا».

ختاماً..

أُبارك لأمير نجران هذا التكريم الرمزي، والأهم من ذلك، ما يحمله له أهالي نجران من محبة وولاء وتقدير، وهو الوسام الأسمى الذي يتوشحه أمير نجران في قلوب الجميع.