loading ad...
أطلق نقيب المهندسين الأردنيين المهندس عبد الله عاصم غوشة مبادرة استراتيجية تهدف إلى تأطير التعاون الهندسي الأردني السوري في إطار الجهود المرتقبة لإعادة إعمار سوريا، بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الرياض استعداده لرفع العقوبات الاقتصادية عن دمشق، في خطوة تعكس إدراكًا مهنيًا عميقًا لتحولات المشهد السياسي والاقتصادي في المنطقة.اضافة اعلان
وفي منشور على صفحته الرسمية على فيس بوك، تابعتها وسائل إعلام أردنية وعربية، وجّه غوشة رسالة مباشرة إلى صناع القرار والمؤسسات الوطنية، مؤكدًا أن "إعادة الإعمار لا تكون بالتمني أو المجاملات السياسية"، بل من خلال تحرّك مهني منظم يقوم على "تحضير ملف متكامل عن منظومة الشركات الأردنية العاملة في قطاع الإنشاءات والاتصالات والطاقة وتكنولوجيا المعلومات، من حيث التصميم والتنفيذ والإمكانات الفنية والمالية".
وأشار إلى أن المرحلة المقبلة تتطلب واقعية اقتصادية ومنافسة احترافية، لا تكتفي بالرهان على العلاقات الأخوية أو الجغرافيا، بل تقوم على القدرة الفعلية على التقديم والتصدير وتنفيذ المشاريع على الأرض.
وأوضح غوشة أن الشركات الأردنية العاملة في قطاع الإنشاءات ليست وافدة جديدة على الساحة الإقليمية، بل تملك سجلًا حافلًا بالتصدير إلى نحو 38 دولة في آسيا وأفريقيا، وهو ما يجعلها مرشحة بقوة للعب دور محوري في إعمار سوريا.
وأضاف أن العديد من الشركات الأردنية تتمتع بميزة تنافسية في تخصصات هندسية دقيقة، وخبرات تراكمت عبر مشاريع دولية كبرى في مجالات الطاقة، والمياه، والبنية التحتية، والطرق، والإسكان. قائلاً "نحن بحاجة لإطار متكامل يدعم تصدير خدمات قطاع الإنشاءات بكل مراحله: التمويل، التصميم، التشييد، التشغيل، والصيانة."
ودعا غوشة إلى تنسيق رسمي على أعلى المستويات، وإشراك البنوك والمؤسسات التمويلية، والنقابات، ووزارات الصناعة والأشغال والتخطيط، في صياغة هذا الإطار، لما يشكّله من فرصة اقتصادية وطنية كبرى.
وفي السياق ذاته، أعلن غوشة عن تواصله رسميًا صباح الأربعاء مع نقيب المهندسين السوريين المهندس مالك الحاج علي، حيث وجه له دعوة رسمية لزيارة المملكة الأردنية الهاشمية. وقد رحّب النقيب السوري بالمبادرة، وأبدى رغبته الكاملة في التعاون مع الأردن، مشيرًا إلى أن "الأردن صاحب أولوية في مشاريع الإعمار، لما يتمتع به من قرب جغرافي، وعمق تاريخي من الدعم للشعب والدولة السورية، فضلاً عن امتلاكه منظومة فنية وهندسية متقدمة".
وبحسب تصريح خاص لغوشة، سيتم خلال أيام ترتيب زيارة وفد هندسي سوري رفيع إلى الأردن، للاطلاع على التجربة الأردنية في إدارة النقابات وتنفيذ المشاريع الكبرى في قطاعات الطاقة والاتصالات والطرق والكهرباء وتكنولوجيا المعلومات والإنشاءات.
كما وجّه الحاج علي دعوة مقابلة إلى المهندس غوشة لزيارة دمشق في مرحلة لاحقة، من أجل تأطير الخطوات المقبلة ضمن رؤية عمل مشترك ومنهجية مهنية مستدامة بين الجانبين.
التحرك الذي أطلقه غوشة واستقبله الحاج علي بالترحيب، يُعيد الاعتبار لـ"الدبلوماسية المهنية" كأداة فاعلة في العلاقات العربية – العربية، خاصة في ظل حالة التردد السياسي والإقليمي الرسمي في عدد من الملفات. إذ يُمثّل هذا النوع من المبادرات جسرًا حقيقيًا للتقارب والتنمية والتكامل، بعيدًا عن الحساسيات السياسية التقليدية.
وتأتي ضرورة هذا التحرك كذلك لما يجب أن ينعكس من "إدراك استراتيجي"، حسب غوشة، بأن مخرجات هذه اللقاءات المتعلقة بإعادة الإعمار لن تكون مجرّد توزيع لمشاريع، بل خريطة مستقبلية لتصور العلاقات بين البلدين وترسيخها مشدداً على أهمية أن يحضر الأردن مبكرًا بملف قوي، مدعوم بنقابة مهنية وقطاع خاص قادرين على التقديم والإنجاز.
وأشار كلا الطرفين خلال الاتصال أنه إذا ما كُتبت لهذه المبادرة النجاح، سيشكّل الأردن منصة مهنية للربط بين سوريا والعالم في مرحلة ما بعد التعافي، خاصة مع ما يملكه من كفاءات هندسية معترف بها دوليًا، وبنية تحتية تنظيمية في القطاع الهندسي تُعتبر من الأكثر انضباطًا واحترافًا في المنطقة.
الرهان الآن، كما يقول غوشة، هو على "الاهتمام الرسمي وتكاتف الجهود"، لتشكيل حاضنة أردنية لتصدير الخدمات الهندسية، ولعب دور تنموي وإنساني في آن، يساهم في استقرار الجوار، ويخدم الاقتصاد الوطني.
0 تعليق