Local

-OneArabia

لأكثر من 90 عامًا، تعاونت المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية في مجال علم الآثار، مُشكلَين نموذجًا كشف النقاب عن جزء كبير من تاريخ شبه الجزيرة العربية. بدأت هذه الشراكة عندما أبدى جيولوجيو أرامكو، خلال استكشاف النفط عام 1935، اهتمامًا بتوثيق المواقع الأثرية السعودية. وقد ساهمت جهودهم بشكل كبير في رفع مستوى الوعي بالتراث الوطني للمملكة العربية السعودية.

في عام ١٩٣٤، التقط الطيار جو مارتن صورًا جوية لمواقع أثرية في المنطقة الشرقية. وقد وفّر عمله مراجع أرشيفية نادرة. وبحلول عام ١٩٤٠، وثّق قرية الفاو، المعروفة بأهميتها الثقافية. مهدت هذه الجهود المبكرة الطريق لتوثيق آثار مستقبلي في المملكة.

قدّم ريك فيدال، عالم الآثار والأنثروبولوجيا، مساهماتٍ قيّمة عام ١٩٥٢ بتوثيقه مواقع الدفن القديمة في الظهران. شكّل عمله خطوةً أساسيةً في الممارسات الأثرية الحديثة في المملكة العربية السعودية. وأغنى الباحث الأمريكي ألبرت جام الدراسات بكتابه "النقوش القديمة في المملكة"، الذي نُشر بين عامي ١٩٦٣ و١٩٦٨.

شهدت أواخر سبعينيات القرن الماضي انطلاق أول بعثة أثرية سعودية أمريكية مشتركة بقيادة جوريس زارينز. وابتداءً من عام ١٩٧٧، قامت هذه البعثة بمسح مواقع ما قبل التاريخ في المنطقة الشرقية، بما في ذلك جزيرتي دارين وتاروت. واستمر المشروع في تحقيق نتائج ملموسة حتى عام ١٩٨٤، مما عزز فهمنا لهذه المواقع الأثرية.

في السنوات الأخيرة، تعزز التعاون من خلال بعثات ميدانية متقدمة، مثل مشروع جامعة ميامي في جرش بعسير منذ عام ٢٠٠٩. وثّق هذا المشروع مواقع مهمة، كالوحدات المعمارية والطرق المعبدة. تُبرز هذه الجهود البعد الحضاري العميق للمملكة العربية السعودية.

تُركز هيئة التراث على شراكاتها الدولية مع الجامعات والمؤسسات الأمريكية، في إطار استراتيجية شاملة لتوثيق التراث الوطني. تهدف هذه الاستراتيجية إلى تعزيز التراث وتطويره من خلال مشاريع بحثية ومعارض وبرامج ثقافية.

تتماشى مبادرات الهيئة مع الاستراتيجية الوطنية للثقافة ضمن رؤية 2030. وتهدف إلى جعل التراث مصدر فخر وطني وتعزيز الهوية. تدعم هذه التعاونات الأهداف التي تُبرز التاريخ الثقافي الغني للمملكة العربية السعودية.

With inputs from SPA

Story first published: Wednesday, May 14, 2025, 19:00 [GST]