أكد الدكتور محمد المهدى، أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر، أن هناك نوعين أساسيين من الدوافع: دوافع خارجية ودوافع داخلية، لافتا إلى أن "الدوافع الخارجية" تتعلق بعوامل خارجة عن الشخص، مثل رغبة الأب أو الأم أو المعلم في أن يحقق الطالب النجاح أو يتفوق في دراسته.
وقال أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر، خلال حلقة برنامج "راحة نفسية"، المذاع على قناة الناس، اليوم الأربعاء: "هذه الدوافع، تكون عادة غير أصيلة لأنها مرتبطة برغبات الآخرين، مما قد يؤدي إلى تراجع الأداء الدراسي عندما يمر الشخص بمرحلة المراهقة ويبدأ في التمرد على تلك الدوافع، قد يحقق الطالب النجاح في البداية نتيجة لهذه الدوافع، لكن مع مرور الوقت، قد ينخفض مستوى تحفيزه إذا لم تكن هذه الدوافع مرتبطة بذاته ورغباته الشخصية."
أما "الدوافع الداخلية"، أوضح أنها أكثر استدامة وأصالة، حيث تتعلق بما يطمح إليه الشخص لنفسه، سواء من خلال تحقيق الإنجازات أو التفوق، موضحا أن هذه الدوافع الداخلية "تنبع من الذات نفسها، مثل الرغبة في تحقيق النجاح، التفوق، أو التميز في مجال معين، وأن الشخص الذي يمتلك دافعًا داخليًا قويًا، يكون لديه شغف للاستكشاف والمعرفة، كما يملك رغبة دائمة في التقدم والنجاح.
وأكد أن تحديد الهدف هو عامل حاسم في تقوية الدافع الداخلي، موضحًا: "إذا كنت تعرف إلى أين تذهب وكيف تصل إلى هدفك، فإن هذا يعزز من دافعك ويساعدك على جمع طاقتك لتحقيق النجاح".
وحول تأثير العبارات السلبية على الدوافع، أشار إلى أن بعض العبارات قد تكون "قاتلة للدافع"، مثل أن الشهادات أصبحت بلا قيمة أو أن المهن الأخرى مثل الرياضة والفن أصبحت أكثر ربحًا من التعليم، موضحا أن هذه العبارات قد تؤدي إلى فقدان الطالب لدافع المذاكرة، حيث يتحول انتباهه إلى مجالات أخرى قد يعتقد أنها أسهل وأسرع للنجاح.
وتابع: "الدوافع الإيجابية، مثل الخوف من الفشل والرغبة في النجاح، يمكن أن تكون محركًا قويًا للأفراد لتحقيق أهدافهم، ولكن من المهم أن تكون هذه الدوافع متوازنة وتستند إلى رغبات حقيقية وطموحات شخصية".
0 تعليق