في ذكرى نكبة فلسطين.. الأردن ثابت على العهد لحين انتهاء الغمة

الغد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

loading ad...

عمان- ما تزال نكبة فلسطين على صفيح ساخن منذ نحو ثمانية عقود في حين تحولت كل فلسطين في آخر 500 يوم إلى سجن مليء بالمعتقلين، واستشهاد نحو 60 ألف فلسطيني في غزَّة التي أبيدت بالكامل، ليتحول يوم النكبة الذي يُصادف اليوم شاهدا جديدا على القهر الذي يتعرض له أبناء فلسطين.اضافة اعلان
ففي العام 1948 أُجبر ثلاثة أرباع مليون فلسطيني على الرحيل عن وطنهم بعد طرد غالبيتهم الساحقة من المدن والبلدات والقرى التي احتلها المستعمرون الجدد إما بالترهيب أو بقوة السلاح في حين استشهد ما يزيد على 154 ألفا دفاعاً عن الحق الفلسطيني منذ نكبة 1948 وما تزال الحصيلة تزداد يوما بعد يوم.
وبحسب أرقام إحصائية فإن نحو 280 ألفاً من الفلسطينيين نزحوا للضفة الغربية لـنهر الأردن، و 70 ألفاً إلى ضفة النهر الشرقية، و190 ألفاً إلى قطاع غزة، و 100 ألف إلى لبنان، و 75 ألفاً إلى سورية، و 7 آلاف إلى مصر، و 4 آلاف إلى العراق، وتوزع الباقون على بلدان عربية أخرى، وكانت وجهة نزوح الفلسطينيين هي الأقرب لهم جغرافياً.
ومع عظم المصاب شارك الأردن كعادته، وما يزال، أشقاءه الفلسطينيين لقمة العيش وقطرة الماء، وما تزال تلك الصورة حيّة وشاهدة على الدور الأردني الكبير في مساعدة الأهل والأشقاء في فلسطين عامة وقطاع غزة خاصة إلى حين انتهاء الغُمة بالدولة الفلسطينية المستقلة، كما يقول متحدثون لـ "بترا".
القضية الفلسطينية في وجدان الملك
وتتزامن ذكرى النكبة هذا العام مع الحرب الإسرائيلية على غزة، التي راح ضحيتها آلاف الشهداء من نساء وأطفال ورجال لتضيف إلى وجعنا وجعا جديدا، حيث تمادت إسرائيل في عدوانها الغاشم على غزة متحدية القوانين الدولية بارتكابها أبشع جرائم الحروب بحق المدنيين العزل، وفق مدير عام دائرة الشؤون الفلسطينية رفيق خرفان.
وقال خرفان، إن القضية الفلسطينية والقدس ومقدساتها ستبقى في قلب ووجدان جلالة الملك وفي أول اهتماماته كما هي عند جميع الأردنيين، لأنها قضية الشرفاء والأحرار، مؤكدا موقف الأردن الثابت والراسخ ملكا وحكومة وشعبا حيال القضية الفلسطينية.
وأشار خرفان لجهود جلالة الملك عبدالله الثاني من أجل وقف الحرب على غزة ومساعيه الدؤوبة عبر جولاته حول العالم، والتي تعكس التزام الهاشميين بالقضية الفلسطينية ووضعها على سلم أولوياتهم واهتماماتهم عبر مشاركتهم الشخصية بالجهود المبذولة بإيصال المساعدات والإمدادات إلى المناطق المتضررة، والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني الشقيق في هذه الظروف الصعبة، إضافة إلى توجيهات جلالته بإمداد غزة بالمساعدات الإنسانية اللازمة، والتي ساهمت في التخفيف من آثار المعاناة الإنسانية الناجمة عن الظروف الصعبة التي يمر بها القطاع، وإرسال مستشفى ميداني إلى خان يونس وآخر إلى نابلس، والإنزالات الجوية على غزة والتي بلغ عددها 125 إنزالا جويا، فضلا عن الإنزالات المشتركة التي تمت بالتعاون مع دول أخرى.
نكبة للعرب جميعا
من جهته أكد أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأردنية، د. أمين المشاقبة، أن نكبة فلسطين هي نكبة العرب جميعا، مشيرا إلى أنه على الرغم من مرور 77 عاما، إلا أن الشعب الفلسطيني مؤمن بقضيته وحقوقه المشروعة وما يزال يبذل الغالي من أجلها، وستظل فلسطين عربية وإنْ طال الزمن.
وأضاف المشاقبة، إن لغة القوة والغطرسة التي تستخدم بحق الشعب الفلسطيني هذه الأيام من قبل الاحتلال الاسرائيلي ومحاولاته إلغاء كل حقوقه والتمرد على الشرعة الدولية وتنفيذ إبادة جماعية وتجويع وحصار لم يحدث لأي شعب في العالم.
الوجه الحقيقي للمحتل
بدوره قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة الزرقاء د. الحارث الحلالمة، "في ذكرى النكبة نستعيد ذكريات ما قام به المحتل الغاصب من تهجير للشعب الفلسطيني الشقيق وارتكاب المجازر بحقه دون تفريق بين طفل أو امرأة أو شيخ طاعن بالسن وما يزال الاحتلال يمارس نفس الطريقة في أيامنا هذه، مشيرا الى ما يحدث الآن ضد الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية من محاولات للتهجير واستخدام أسلحة محرمة دولية منها سلاح التجويع.
وأوضح أن ذكرى النكبة هذا العام تختلف عن سابقاتها حيث يظهر الوجه الحقيقي للمحتل، فيما يقف الأردن بجانب أشقائه الفلسطينيين بكل ما يملك الى أن يستعيد حقه بالدولة والاستقلال.
وأضاف الحلالمة، إن الأردن يدعم صمود الفلسطينيين عبر تقديم الدعم اللازم حاليا في الضفة وقطاع غزة وتضميد جراحهم ومساعدتهم بكل ما يستطيع وهو المنبر الحر الذي يخاطب ضمير العالم مدافعا عن الحق الفلسطيني وإبراز معاناة اللاجئين الفلسطينيين وحقهم بالعودة الى وطنهم.
تطهير عرقي
واستعرضت رئيسة الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني د. علا عوض، عبر الموقع الإلكتروني للجهاز أرقاما وإحصائيات مفجعة منذ أحداث النكبة، واصفة إياها بالتطهير العرقي في أبشع صورة، نظراً لما صاحبها من طرد لشعب بأكمله، وإحلال جماعات وأفراد من شتى بقاع العالم مكانه، فقد تم تشريد 957 ألف فلسطيني من أصل 1.4 مليون فلسطيني كانوا يقيمون في نحو 1300 مدينة وقرية فلسطينية عام 1948 إلى الضفة الغربية وقطاع غزة والدول العربية المجاورة، فضلاً عن التهجير الداخلي للآلاف منهم داخل الأراضي التي أخضعت لسيطرة الاحتلال الإسرائيلي منذ العام 1948.
وبحسب وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى، (الأونروا) يوجد في الأردن 2.5 مليون لاجئ فلسطيني مسجلون لدى الوكالة، وهو أكبر عدد من لاجئي فلسطين في جميع أقاليم عمل الوكالة يعيش نحو 18% منهم في المخيمات العشرة المعترف بها في جميع أنحاء المملكة.-(بترا)
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق