الفلسطينية حضرة أبو سرية: هجرت في 1948 لكن نزوح 2025 "الأصعب"

الغد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

loading ad...

في شرفة منزل لا يبعد إلا عشرات الأمتار عن مخيم جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة، تقف النازحة الفلسطينية حضرة أبو سرية (90 عاما)، تحدق النظر بالمكان الذي عاشت فيه 77 عاما منذ هجرتها الأولى من قرية "زرعين" التي احتلتها إسرائيل إبان النكبة عام 1948.اضافة اعلان


وتعيش النازحة حضرة، "بدون مأوى خاص" متنقلة بين منازل أقاربها في مدينة جنين، بعد أن أجبرتها القوات الإسرائيلية على النزوح قسرا منذ 20 يناير/ كانون الثاني الماضي، في رحلة نزوح هي "الأصعب والأقسى" ضمن موجات نزوح متكررة من المخيم بسبب العمليات الإسرائيلية.


وبصوت حزين، تقول حضرة، التي عاشت مرارة الهجرة الأولى، إنها تتمنى العودة إلى منزلها في مخيم جنين و"الموت" هناك.


حضرة، واحدة من 40 ألف فلسطيني أجبرهم الجيش الإسرائيلي على النزوح من مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس شمالي الضفة، جراء عمليته المتواصلة هناك، وفق ما أكده تقرير لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في فبراير/ شباط الماضي.


ومع مرور الذكرى السنوية الـ77 لنكبة عام 1948، يقول فلسطينيو الضفة الغربية إنهم يعيشون نكبة جديدة جراء إجبارهم على النزوح من منازلهم وترك مناطق سكنهم وسط ظروف معيشية صعبة جراء فقدانهم ممتلكاتهم ومقتنياتهم.
و"النكبة" مصطلح يطلقه الفلسطينيون على اليوم الذي أُعلن فيه قيام إسرائيل على معظم أراضيهم بتاريخ 15 مايو/ أيار 1948، وقتل فيها نحو 15 ألف فلسطيني وهجر أكثر من 950 ألفا آخرين، ودمرت 531 قرية.


** هجرة 1948


وتروي النازحة المسنة حضرة، حكاية تهجيرها من قريتها "زرعين" إلى الشمال من جنين عام 1948، حينما كانت طفلة بعمر الـ13 عاما.


وتقول للأناضول، إن نزوحهم جاءت "بعد اشتداد المعارك وارتكاب العصابات الصهيونية مجازر بحق المدنيين الفلسطينيين".


وأوضحت آنذاك أنها وصلت برفقة عائلتها إلى بلدات مجاورة فيما استقر بهم الحال في مخيم جنين.


وتشير المسنة حضرة، إلى أن "العصابات الصهيونية المسلحة" دمرت قرية زرعين وحولتها إلى كومة من الحجارة، بعدما كانت منطقة جميلة تزخر بالحياة وتضم ينبوعا جاريا اسمه "عين زرعين أو الميتة".


وهذا ما يفعله الجيش الإسرائيلي بالمناطق التي يتوغل فيها أو ينفذ فيها عمليات عسكرية في غزة أو الضفة، حيث مارس، بحسب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، سياسة "إبادة المدن" في قطاع غزة بهدف منع عودة السكان للمناطق المدمرة.


وفي هذا الصدد، أضافت المسنة حضرة: "بعد النكبة زرنا البلدة، كانت عبارة عن كومة حجارة، تم هدم كل شيء فيها، ولم يبق لنا إلا الذكريات".


ومنذ ذلك الوقت، ذكرت اللاجئة الفلسطينية أنها تعيش في مخيم جنين حيث كرست حياتها لمنزلها، وتابعت: "المخيم يعني كل شيء بالنسبة لي، فيه الأحباب والجيران، فحياتنا باتت معلقة به".


**"النزوح الأصعب"


قالت حضرة، إنها عاشت موجات نزوح متكررة من مخيم جنين خلال الاجتياحات الإسرائيلية منذ عام 2002 حينما شن الجيش هجوما واسعا على المخيم خلال الانتفاضة الثانية (2000-2005)، لكنها تصف النزوح الأخير بـ"الأصعب".


وتضيف عن ذلك: "طُردنا من المخيم قسرا حينما طلب منا الجيش الإسرائيلي عبر مُسيرات النزوح، حيث خرجنا دون شيء، ولم نحمل معنا أي مقتنيات".


وتشير إلى نفسها قائلة: "خرجت بملابسي وكيس (بلاستيكي) فيه أدويتي وبطاقتي وبطاقة الأونروا".


وعن مشهد النزوح، قالت إنهم خرجوا من منازلهم وسط تحليق للطائرات الإسرائيلية حيث قتل الجيش شبانا واعتقل آخرين ودمر شوارع المخيم ما اضطرهم آنذاك للمشي على الأقدام وهي كذلك رغم كبر سنها ومرضها.


وفي وصفها لمنزلها، تقول المسنة الفلسطينية إنه "صغير لكنه يتسع لكل شيء"، فيما تجهل مصيره اليوم فيما وصلتها أنباء تفيد باحتراقه.


وأوضحت أن منازل كثيرة في المخيم تعرضت للهدم الإسرائيلي، ما غير من معالم وحال المخيم الذي لم يعد كالسابق.


وتشير المسنة إلى المخيم من شرفة المنزل الذي تقف به، قائلة: "ها هو أمامي، لكن لا يمكنني الوصول إليه".


وتابعت: "أنظر للمخيم من بعيد، وكل من يحاول الوصول إليه يطلق الجيش النيران صوبه... كل يوم يتم هدم منازل وإحراق أخرى".


وتبكي المسنة الفلسطينية خلال حديثها حال المخيم الذي قضت فيه جل سنواتها.


وختمت مؤكدة على تمسكها بالعودة إلى المخيم قائلة "لن نتخلى عنه، أموت فيه ولن نرحل عنه، فالمخيم يمثل كل شيء في حياتي".


وبالتوازي مع حرب الإبادة الجماعية بقطاع غزة، صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى لقتل أكثر من 962 فلسطينيا، وإصابة نحو 7 آلاف، واعتقال أكثر من 17 ألفا، وفق معطيات فلسطينية.


وترتكب تل أبيب دعم أمريكي ترتكب، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، جرائم إبادة جماعية في غزة، خلّفت أكثر من 172 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.-(الأناضول)

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق