“أراجيح تتأمل صورتها في النبع”.. مساهمة بحثية في توثيق النتاج الثقافي الموجّه للطفل بسلطنة عُمان

صحيفة عمان 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

"العُمانية": يستعرض كتاب “أراجيح تتأمل صورتها في النبع” ملامح النتاج الثقافي الموجّه للطفل في سلطنة عُمان، عبر مجموعة من الدراسات النقدية التي تتناول قضايا السرد القصصي، ومسرح الطفل، والمبادرات الثقافية، والإبداع القصصي الموجّه للأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة.

ويأتي الكتاب، الصادر عن مؤسسة بيت الزبير، ضمن الجهود الأكاديمية لتعزيز مسارات الكتابة الأدبية والفنية الموجّهة للطفولة، وتوثيق تجارب الكُتّاب العُمانيين في هذا المجال، بما يعكس اهتمام سلطنة عُمان بالطفل كعنصر فاعل في بناء المجتمع المعرفي.

تفتتح خلود البوسعيدية الكتاب بدراسة عن “الفضاء السردي في القصة المُوجَّهة للطفل” عبر قراءة تحليلية في قصص الكاتبة بسمة الخاطرية، مبيّنة دور الفضاء السردي في توجيه الطفل نحو القيم الأخلاقية والتربوية.

أما نورة الهاشمية فتقدّم دراسة بعنوان “المبادرات الثقافية الموجّهة للطفل”، متناولة نموذج برنامج “هيا نقرأ” لجمعية العطاء الخيرية، مؤكدة أهمية دعم المبادرات المجتمعية المعززة لثقافة الطفل وتوسيع نطاقها المؤسسي والإعلامي.

ويتناول الدكتور محمود كحيلة تجربة مسرح الطفل العُماني، منوّهًا بأهمية تعزيز المحتوى الموجّه للطفل من خلال لجان تربوية متخصصة، وضرورة اعتبار المسرح الطفولي ركيزة ثقافية وإنسانية في منظومة الأمن الاجتماعي.

وفي دراسة تحليلية لقصص الأطفال في سلطنة عُمان، يوثق محمد شمشاد عالم القاسمي المراحل التاريخية التي مر بها هذا النوع الأدبي منذ عام 1992، ويعرض محطات تطوره عبر ثلاث مراحل رئيسة: الأولى مرحلة التأسيس 1992-1996، والثانية مرحلة ما بعد التأسيس 1996-2006م، والثالثة هي المرحلة المعاصرة منذ 2007 حتى الآن.

وفي محور آخر، يعرض يونس بن علي المعمري دراسة بعنوان “التحدي والاستجابة في القصص الموجّهة للأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة”، مقدّمًا توصيات تعزز حضور هذه الفئة في الخطاب القصصي، وتدعو للاهتمام بالجانب الفني والنفسي في معالجة القضايا المطروحة.

وتتوقف ليلى عبدالله عند “صناعة شخصيات قصص الأطفال في زمن الألفية” من خلال نموذج الكاتبة أمامة اللواتية، مبيّنة الطابع الجاد والناضج لشخصياتها، بما يعكس رؤية موجهة ورسالة تربوية واضحة.

ويُسهم الباحث التونسي الراحل الدكتور محمد الغزي بدراسة حول “الواقعية الخرافية” في مسرح عبد الرزاق الربيعي، موضحًا تفاعل نصوصه مع التراث الشعبي برؤية تجديدية تتجاوز النقل إلى إعادة التوليد الفني.

وتختتم شيخة عبدالله الفجرية الكتاب بدراسة عن “بائع الحكايات في عُمان قديمًا”، داعية إلى إجراء مسح شامل للحكايات العُمانية الشفهية وتصنيفها وتوظيفها في الإنتاج الدرامي المعاصر، بما يحفظ الذاكرة الشعبية ويثري المحتوى الثقافي الوطني.

ويمثل الكتاب إضافة نوعية إلى المكتبة العُمانية في مجال أدب الطفل، ويسهم في ترسيخ مكانة هذا الحقل الإبداعي في سياق النهضة الثقافية التي تشهدها سلطنة عُمان.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق