ربنا يسعدك ويبعدك

السبيل 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

مايو 18, 2025 7:36 م

عبد الله المجالي

اختتمت القمة العربية في بغداد الرشيد ببيان أطلق عليه “بيان بغداد”.

فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية وحرب الإبادة على قطاع غزة، يظهر العجز العربي بشكل لافت، حيث يطالب العرب العالم الآخر بالتدخل لإيقاف حرب الإبادة.

ومع ذلك لفت انتباهي فقرة في ديباجة البيان، التي تشكل المبادئ والقيم التي تحكم العمل العربي المشترك ويلتقي عليها الزعماء العرب. وهي ذات المبادئ التي ترد في كل بيان قمة عربية لكن بصياغات مختلفة.

يقول إعلان بغداد إنه “تأكيدا على أواصر الأخوة والمصير المشترك بين دولنا في ضوء الإمكانات الاقتصادية والبشرية للأمة، والالتزام بمبادئ حسن الجوار، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وحل الخلافات سلميا لتحقيق الاستقرار في منطقتنا، وتعزيزا للتعاون في المجالات كافة لبناء مستقل آمن ومزدهر يحقق أهدافنا وتطلعاتنا”.

يقر بيان القمة أن مصير الدول العربية مصير مشترك، وهذا أمر صحيح، ويقر بأن لدى الأمة إمكانات هائلة وهذا صحيح، لكنه ومع اعترافه بأننا أمة واحدة ومصيرها مشترك، إلا أن الأهم من هذا هو تذكيرنا بأننا دول، وأن لكل دولة نظامها وحدودها وعلمها الذي تقدسه وحاكمها الذي تعظمه ودستورها الذي تبجله وجواز سفرها الذي لا يمكن أن تفرط به، ولهذا فإن المبدأ الأهم هو الالتزام بمبدأ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، برغم أن دولا عربية تعاني خلافات حدودية، وبرغم أن هناك قبائل عربية، وأحيانا عائلات، منقسمة بين حدود تلك الدول.

حال الدول العربية مع بعضها البعض هي “ربنا يسعدك ويبعدك”، هذا أقصى ما تتمناه الدول العربية لبعضها البعض.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق