نتنياهو على بعد خطوة من هزيمة سياسية

الغد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

loading ad...

بقلم: بن - درور يميني

في الأسبوع الماضي، غضبنا على الرئيس الفرنسي عمانويل ماكرون الذي تحدث عن الجوع في غزة. مرت ثلاثة أيام، والآن ها هو الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الصديق الأهم لإسرائيل، قلق من الجوع في غزة. فهل سنتهجم عليه أيضا؟ هل هو أيضا لاسامي يكره إسرائيل؟ هل يوجد زعيم واحد في العالم، ربما باستثناء فيكتور اوربان، لا يقول الأمور ذاتها؟اضافة اعلان
نحن في وهم دائم بأن الحديث يدور عن "إعلام موجه". فليسمح لي أن أقول، بالذات كمن كرس جزءا مهما من عمله في العقود الأخيرة لدحض الأكاذيب والافتراءات ضد إسرائيل، بأن الحديث لا يدور عن "إعلام موجه"، لأن أساس الأسس هو السياسة. في الأسابيع الأولى للحرب، كل من دافع عن إسرائيل في قنوات تلفزيونية أجنبية يعرف أنه في النصف الثاني من الشاشة عرضت مبان مدمرة، وأحيانا أيضا جثث أطفال من بين الأنقاض. إذن صحيح حماس تستخدم الأطفال والنساء كدرع بشري، حيث إن هذا كان في كل حرب، والصور الأفظع كانت في الفالوجة والموصل. لكن هذا لا يجدي نفعا. إسرائيل ليست الولايات المتحدة. نحن نبحث، وبخفة لا تطاق نجد أيضا.
في الأسبوع الماضي، في أعقاب العملية لتصفية محمد السنوار في أنفاق تحت المستشفى الأوروبي، ظهر عنوان في الـ"بي.بي.سي": "42 فلسطينيا قتلوا في قصف إسرائيلي على مستشفى". يوم الجمعة بعد الظهر، عنوان رئيس في أعلى زاوية اليسار في الصفحة الأساس لتلك القناة: "50 على الأقل قتلوا في هجوم إسرائيلي في شمال غزة"، سرعان ما استبدل بعد وقت قصير الى قرابة "100". العنوان الثاني في الصفحة: ""فوضى تامة": طبيب بريطاني يشرك الناس بصور من مستشفى في غزة بعد الهجوم الإسرائيلي الفتاك". والتقرير الأقسى منها جميعا: "أهال في غزة يائسون لأن أطفالهم جوعى نتيجة للإغلاق الذي فرضته إسرائيل". التقرير الصحفي المرفق صعب على المشاهدة. أطفال يبدون كالهياكل يستجدون الطعام. لا يوجد بني بشر لامبال "لا أحد يكترث"، قال النائب تسفي سوكوت. لا أحد؟ لندع ترامب. هو في بعض النشوة بعد هدية الطائرة من قطر واستثمارات 1.2 تريليون من الدولة إياها، ومن 152 مليارا أخرى من السعودية، وغيرها. ما يزال، ماركو روبيو، وزير الخارجية، هزم المرة تلو الأخرى كل ادعاء من منطقة الاتصال التقدمية. وبالفعل في العنوان الرئيس في أخبار الـ"بي.بي.سي" عن النزاع في غزة، يقول روبيو في نهاية الأسبوع، إنه "قلق من الوضع الإنساني في غزة". ترامب يكترث. روبيو يكترث. معظم اليهود يكترثون. أنا أيضا أكترث. وفقط اليمين المناهض للصهيونية الذي سيطر على الحكومة هو الذي يعيش في فقاعة ولا يفهم ما الذي يفعله بنا - لا يكترث.
هذا ليس فقط الأخلاق، هذا ضمير. لأن أناس التيار الانعزالي في الحزب الجمهوري يضغطون لوقف المساعدات. بسبب سوكوت وأمثاله يمكن أن ينجحوا. ادعاءات ضد إسرائيل في المعركة الأولى هي قيود على بيع السلاح في المعركة الثالثة. أصدقاء إسرائيل أكثر فأكثر، لا ينجحون في أن يفهموا ما الذي يفعله نتنياهو بالضبط، ومع كل الرغبة في التمييز، نتنياهو هو إسرائيل. يمكن الافتراض بأن لاسامية خفية كانت في الغرب دوما، أما الآن فهي تتفجر. حماس تتكبد المزيد فالمزيد من الخسائر، سنوار وسنوار آخر، لكنها تحظى بمزيد من الإنجازات في الساحة الدولية. نحن على مسافة خطوة عن الهزيمة. وليس بسبب مشكلة في الإعلام الموجه.
كان يمكن خلاف ذلك أيضا. لا إعلام موجها، بل سياسة. عروض سخية وعلنية لحماس في أن كل ما تريده إسرائيل يتلخص في تحرير مخطوفين وتجريد القطاع، بالضبط وفقا لاقتراحات الأسرة الدولية. أحيانا يكون من الأفضل المبادرة الى توقفات للنار، وقف النار، لأجل الكشف عن رفض ومسؤولية وحماس، ولأجل عدم فقدان أصدقاء إسرائيل. هم على الأقل. لكن عندما يكون في إسرائيل نفسها توجد أغلبية تعتقد، وعن حق، بأن اعتبارات نتنياهو هي اعتبارات الكرسي وليس اعتبارات قومية، فكيف بنا نشكو من أنه هكذا أيضا يفكر أصدقاء إسرائيل. نحن على مسافة خطوة من الفشل. ليس بسبب العالم. ليس بسبب اللاسامية. بل بسبب استراتيجية خرقاء تسجل فصلا جديدا لمسيرة السخافة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق