تراجع مساحتها بنسبة 60 %.. الزراعات الصيفية في جرش بأسوأ حالاتها

الغد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

loading ad...

جرش - شهدت مساحة الزراعات الصيفية العام الحالي في محافظة جرش، تراجعا بنسبة تتجاوز 60 %، وفق ما يؤكد مزارعون، بسبب تراجع كميات المياه في العيون والينابيع، وقيام بعض المواطنين المجاورين للعيون والينابيع بسحب المياه إلى منازلهم لتعويض النقص في مياه الشرب، واستثمارها في تحسين ظروفهم الاقتصادية من خلال بيع المياه بواسطة الصهاريج، فضلا عن تأثير تداعيات التغيرات المناخية وانخفاض الهطول المطري وتأخره، ما تسبب كذلك في تراجع كميات المياه الجوفية وضعف التزويد في مشاريع الحصاد المائي.اضافة اعلان
وتعتمد مئات العائلات ومشاريع تمكين المرأة، على الزراعات الصيفية في تغطية جزء من مستلزماتها وتغطية احتياجاتها، لا سيما أن مناخ محافظة جرش مناسب للعديد من الزراعات، منها "المكدوس والخضار والورقيات"، فضلا عن توفر حيازات من الأراضي وبمساحات مناسبة لهذه الزراعات، وهي تعتمد على المياه الجوفية في سقايتها ومياه العيون والينابيع الموزعة في مناطق مختلفة في جرش، إلا أن ضعف الهطول المطري والتغيرات المناخية تسببا في تراجع هذه الكميات من المياه وتراجع الزراعات الصيفية المروية.
وأكد مواطنون مجاورون للعيون والينابيع البالغ عددها نحو 64، أنهم يقومون بتوزيع دور المياه عليهم بالتساوي، ويعوضون منازلهم عن نقص مياه الشرب من خلال تجميع مياه الشرب بخزانات أرضية وبيعها للصهاريج الخاصة، رغم أن تجميعهم للمياه على مدار الأسبوع وبشكل متواصل حرم المزارعين من ري الزراعات الصيفية، معتبرين بهذا الخصوص، أن حاجة المواطنين للمياه أولى من سحب المياه إلى الزراعات الصيفية.
تراجع كميات المياه
ووفق المزارع غسان العياصرة، فإن محافظة جرش تتميز بالزراعات الورقية الصيفية، التي تعتمد على مياه الينابيع في ريها، غير أن كمية المياه تراجعت العام الحالي وتنخفض تدريجيا، نظرا لارتفاع درجات الحرارة باكرا هذا العام، وحاجة المواطنين للمياه في الاستخدامات المنزلية، وأغلبهم يلجأون إلى العيون والينابيع لتعويض حاجتهم من المياه.
وأضاف، أن أسعار الخضار التي تنتج انخفضت بشكل كبير جدا، وأرباحها لا تغطي تكاليف الإنتاج من الأساس، فضلا عن ارتفاع أثمان البذور والأسمدة والمبيدات التي تستخدم في هذه الزراعات، وهذه الظروف أسهمت في تراجع مساحات الزراعات الصيفية في ملكياتهم الخاصة أو في حدائق المنازل.
وبين العياصرة، أن آلاف الأسر كانت تعتمد على الزراعات الصيفية كمصدر دخل إضافي وأساسي في فصل الصيف، لما تتميز به محافظة جرش من وجود وفير للمياه الزراعية وسهولة تسويق منتجاتهم لزوار المدينة، الذين كانوا بالآلاف يوميا قبل جائحة كورونا والظروف السياسية التي تمر بها المنطقة.
من جهته، أكد المزارع ماجد الزيادنة، أن الحركة السياحية ووفرة عيون المياه والينابيع، وتوفر أنواع عدة من الأعشاب والحشائش، وأنواع من الأعشاب الطبية والبرية المصنعة يدويا من خلال المطابخ الإنتاجية، كلها أمور تسهم في تسويق هذه المنتجات وتشجيع الأسر على زراعتها وإنتاجها سنويا.
وأضاف الزيادنة، أن عيون المياه والينابيع تستخدم للزراعات الصيفية، ولا يوجد أي بديل مائي عنها، فضلا عن أنها مقصد سياحي للزوار يتنزهون بجوارها، أو يتبقلون من منتجاتها وأعشابها الطبية بأنواع عدة معروفة منذ مئات السنين، منها الجرجير والكزبرة والرجف واللوف والزعتر البري والفطر البري والخبيزة.
عجز عن شراء المياه
أما المزارع فاروق قوقزة، فقال إنه يعتمد على الزراعات العشبية بمختلف أنواعها في مثل هذا الوقت من كل عام، ويبيعها في أسواق جرش أو على الطرقات التي تشهد حركة سير على مدار الساعة.
وأضاف أن مزرعته تقع بالقرب من عين مياه دائمة في بلدة سوف، مما يساعده على استثمار قطعة الأرض التي يمتلكها، ويوفر دخلا شهريا مناسبا لأسرته التي يبلغ تعدادها 9 أفراد.
وأكد قوقزة، أن وجود عيون وينابيع مياه في مختلف قرى وبلدات محافظة جرش، يسهم في التشجيع على الزراعات الصيفية والشتوية، واستثمار أي مساحة أرض قريبة من العيون والينابيع، والاستفادة منها في توفير مصدر دخل للأسر التي تتعرض لظروف اقتصادية صعبة، إلا أنه اضطر، العام الحالي، لتخفيض مساحة الزراعة الصيفية لانخفاض إنتاجية عيون المياه القريبة من أرضه، وعجزه عن شراء مياه وري المزروعات بسبب ارتفاع أسعارها وعدم توفرها.
وبحسب المزارع عيسى العياصرة، فإنه ينتج أطنانا من الفاكهة الموسمية سنويا، ومنها العنب والتفاح والخوخ بأنواع عديدة، فضلا عن إنتاج الميرمية والزعتر.
وأضاف أنه ولعدم وجود مصانع تستقبل كميات الإنتاج الكبيرة، فإنه يقوم على تصنيع هذه المنتجات يدويا بنفسه، وهذا يحتاج إلى وقت وجهد كبيرين، فضلا عن عدم تمكنه من تسويق المنتوجات كافة المصنعة لديه.
وقال العياصرة، إن تصنيع المنتوجات الغذائية وصنع المربيات والمخللات والخل الطبيعي وتجهيز الفواكه المجففة بمختلف أنواعها أكثر جدوى من بيعها مباشرة في الأسواق المركزية، ولكن تكمن المشكلة في تسويق هذه المنتوجات وطريقة التصنيع الحديثة التي تحتاج إلى معدات وأدوات خاصة لا تتوفر في البيوت، فضلا عن حاجتهم لعبوات مناسبة وصحية تضمن سلامة المنتج لفترات أطول.
ويرى أن وجود مصنع أو معمل في محافظة جرش يسهم في استيعاب كل الكميات التي تنتج سنويا من فواكه متعددة الأنواع والأشكال والأصناف، ويوفر مدخولا جيدا للمزارعين يمكنهم من تغطية نفقات العمل وتسويق منتجهم وتقديم مختلف الخدمات الزراعية لأراضيهم، فضلا عن ضرورة تطوير إنتاجهم وتقديم مختلف أنواع العناية بالأشجار لضمان الحصول على منتوجات زراعية مناسبة.
مياه الينابيع لتحقيق دخل
إلى ذلك، قال المواطن محمد الدبيسية، إنه والعديد من السكان في قضاء برما، يعتمدون على مياه العيون والينابيع في تحسين مدخولاتهم الشهرية، من خلال تجميع المياه في خزانات أرضية أعدت لتجميع المياه، ومن ثم بيعها للصهاريج الخاصة في فصل الصيف، الذي يزيد فيه الطلب على المياه وتحتاجه الزراعات الصيفية.
وفي المقابل، أكد محافظ جرش فراس الفاعوري "أن مصادر المياه كافة في محافظة جرش غير صالحة للشرب، ويجب أن تستخدم في الزراعات الصيفية أو الاستخدامات المنزلية المحدودة باستخدام ينابيع المياه التي تتزود منها سلطة المياه في الشرب، وقد تراجعت كمية المياه هذا العام بسبب تأخر الموسم المطري والتغيرات المناخية، مما سينعكس على التزويد المائي في الأشهر القليلة، ومن الأولى أن يتم تقنين استخدام المياه وتخفيض الفاقد وصيانة شبكات المياه".
بدوره، أكد مصدر في زراعة جرش "أن المحافظة تشتهر بالزراعات الصيفية المميزة، كونها ذات مناخ مناسب وفيها عيون وينابيع مياه منتشرة بين القرى والبلدات، إلا أن التغيرات المناخية تسببت في تقليل مساحة الزراعات الصيفية، كونها تعتمد على مياه العيون والينابيع في سقايتها ومشاريع الحصاد المائي كذلك".  
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق