"وكان".. تصميم مسارات الطرق و التلفريك ومشروعات التطوير السياحي

صحيفة عمان 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

قرى وادي مستل "2 ـ 3" وجهة فريدة لعشاق الطبيعة والمغامرة

كتب ـ يوسف الحبسي "تصوير: عبدالواحد الحمداني ـ محمد العوفي"

تتربع قرية "وكان" على قمة أفضل الوجهات السياحية في وادي مستل، الذي يُعد أحد أجمل الأودية بولاية نخل، حيث تتعدد به المواقع السياحية بقراها المتناثرة بين الجبال التي تعانق السماء، وفوق التلال والمنحدرات، والتي يرتادها الزوّار والسياح والعوائل بدون توقف طوال العام.

ومطلع العام الماضي، صدرت توجيهات سامية بضرورة وضع خطة زمنية لتطوير "الجبل الأبيض" وقرية "وكان"، يتم بموجبها استكمال البُنى الأساسية اللازمة، وتهيئة الظروف المناسبة لتطويرهما لما تتميزان به من الممكنات، وما يحيط بهما من المقاصد السياحية؛ الأمر الذي يجعل منهما وجهتين مهمتين للرحلات والتخييم وسياحة المغامرات، تعزيزًا لدور قطاع السياحة في الإسهام في الناتج المحلي الإجمالي، وإيجاد قيمة محلية مضافة مع توفير فرص عمل للمواطنين.

وتشهد قرية "وكان" إقبالًا واسعًا من الزوّار من داخل سلطنة عُمان وخارجها، للاستمتاع بموسم تزهير المشمش والخوخ والبُوت، الذي يبدأ بالتزهير في شهر يناير ويستمر حتى بداية شهر مارس، وتنتعش في هذا الموسم الحركة السياحية والتجارية، حيث إن هذه القرية تُعد من القرى القليلة التي تنمو فيها هذه الأشجار في سلطنة عُمان، لكونها مرتفعة وباردة نسبيًا. كما تُمثل القرية وجهة سياحية فريدة لمحبي المغامرات، إذ ترتبط بمسارات جبلية عديدة تربط بين محافظتي جنوب الباطنة والداخلية.

ويعكف مكتب محافظ جنوب الباطنة، بالتعاون مع الجهات المختصة، على العديد من المشاريع، بينها رصف الطريق المؤدي إلى القرية، ومشروع لربطها بالتلفريك، بالإضافة إلى استحداث مخطط سكني متكامل لقاطني القرية، على أن تتم إدارة المباني القائمة من قبل إحدى الشركات وتطويرها سياحيًا، ومن المرتقب مد قرية "وكان" بشبكة المياه الحكومية لتعزيز الموارد المائية ضمن مشروع مد شبكة المياه لقرى وادي مستل بولاية نخل.

وقال سعادة المهندس مسعود بن سعيد الهاشمي، محافظ جنوب الباطنة: ترجمةً للتوجيهات السامية بتطوير قرية "وكان" الواقعة في ولاية نخل، شرعت محافظة جنوب الباطنة، بدءًا من العام المنصرم 2024، بإسناد عمل التصاميم لمشروع الطريق المؤدي للقرية، وكذلك تقديم مقترحات لمسارات التلفريك، حيث تم الانتهاء من تصميم مقترحين لمسار الطريق المؤدي للقرية، وكذلك مسارين مقترحين لمشروع التلفريك، وحاليًا في طور التحليل والاعتمادات المالية، ومن المؤمّل أن تبدأ هذه المشاريع قريبًا.

وبيّن سعادته أن مشروع التلفريك من المشاريع التي يُعوّل عليها في الجذب السياحي لقرية "وكان"، وهناك مقترحات لطرح المشروع للاستثمار أو بتمويل من المحافظة.

شبكة إمداد المياه

وأوضح سعادته أن شركة نماء لخدمات المياه تعمل على تنفيذ تصاميم مشروع شبكة إمدادات المياه لوادي مستل، وتشمل قرية "وكان"، ومن المتوقع الانتهاء منها في أغسطس المقبل، مشيرًا إلى أن هناك جهودًا تُبذل من قبل الجهات الحكومية الأخرى المناط بها عملية التطوير لقرية "وكان"، كوزارة الإسكان والتخطيط العمراني التي تعمل على تطوير منطقة سكنية موازية وعلى نفس ارتفاع قرية "وكان"، يتم تخصيصها لأهالي القرية، على أن يتضمن هذا المخطط مرافق سياحية. وحرصنا على أن يخدم مسار الطريق هذا المخطط السكني، وذلك للتوسعة العمرانية المستقبلية.

وقدمت وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه العديد من المقترحات، إضافة إلى الجهود التي تقوم بها وزارة التراث والسياحة فيما يخص توفير النزل السياحية في قرية "وكان" وكذلك التراخيص السياحية.

وذكر سعادته اعتزام اللجنة طرح مناقصة لعمل تصميم متكامل لقرية "وكان" يُبيّن كيفية تطويرها من الناحية السياحية.

محدودية المواقف

وقال عبدالله بن أحمد العرفاتي، من سكان قرية "وكان": تعاني قرية "وكان" من محدودية المواقف العامة في القرية، وتقوم وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات بالتخطيط لمشروع طريق مرصوف يربط القرية بالطرق الرئيسية، بالإضافة إلى مشروع التلفريك، ليكون هذان المشروعان حلًا مستدامًا لمحدودية المواقف العامة في القرية. وسيقوم التلفريك بنقل زوّار القرية من الأسفل إلى أعلى قرية "وكان"، كما تشمل مشاريع تطوير قرية "وكان" توفير مواقف عامة لأهالي القرية.

وأكد أن أهالي القرية، وفي ظل ازدياد الحركة السياحية، قاموا باستحداث مشاريع النزل الفندقية والمقاهي السياحية لاستيعاب الأعداد المتزايدة من السياح، وإثراء السياحة في القرية.. مؤكدًا أن من ضمن رزنامة المشاريع المزمعة إنشاؤها في قرية "وكان" مشروع الصرف الصحي لمعالجة مياه الصرف الصحي، إذ سيوفر هذا المشروع مياهًا يمكن استخدامها في ري المزروعات في القرية وزيادة المساحات الخضراء.

وأوضح أن إحدى الشركات ستقوم باستثمار المباني القائمة في القرية سياحيًا، مع تعويض أهالي القرية بمخطط سكني متكامل جديد من قبل وزارة الإسكان والتخطيط العمراني، ويكون هذا المخطط قريبًا من مكان سكنهم الحالي، ليتسنى لهم متابعة محاصيلهم الزراعية في القرية.

وأشار إلى أن قرية "وكان" ترتبط بمسارات جبلية تربطها بقرى ولاية الجبل الأخضر، وينقسم المسار الجبلي إلى عدة مسارات، بينها مسار يؤدي إلى "سيح قطنه" في الجبل الأخضر، وآخر يؤدي إلى قرية "المناخر" في الجبل الأخضر، كما أن هناك مسارًا يؤدي إلى قرية "حدش" بولاية نخل، ومسارًا رابعًا يؤدي إلى قرية "العافية" بولاية سمائل. وهذه المسارات من السهل سلوكها، وقد قامت وزارة التراث والسياحة بوضع إشارات تدل على كل مسار على حدة. وتبعد أقرب قرية في الجبل الأخضر عن "وكان"، وهي قرية "المناخر"، بواقع 7 كيلومترات، ويستغرق المسير قرابة 3 ساعات مشيًا على الأقدام.

وهذه المسارات كانت تُستخدم قديمًا للتواصل بين قرى الجبل الأخضر وقرى وادي مستل بولاية نخل، وكذلك لاستخدام الحمير في نقل البضائع بين هذه المناطق، وتمر المسارات الجبلية بين أشجار البُوت والعَتم والعُـلعلان.. مشيرًا إلى أن ثلاث عيون مائية تُمثل مصادر المياه لقرية "وكان"، منها عين "وكان" الرئيسية، والأخرى الفرعية، وكذلك عين "سنورة"، إذ تغذي هذه العيون القرية وتُستخدم مياهها لري المزروعات وكذلك للشرب، ويتم تجميع المياه في أحواض مخصصة لها.

سلة غذائية واعدة

وقال سعيد بن سالمين بن خصيف العرفاتي، من سكان قرية "وكان": القرية سلة غذائية واعدة، إذ تشتهر بزراعة المشمش والخوخ والعنب والزيتون والرمان والجوز.. كما تتواجد في القرية العديد من أصناف النخيل، كالفرض والخِصاب والخنيزي، بالإضافة إلى زراعة القمح والثوم والباقل (الفول) والبصل، وتنتشر على أطراف القرية الأشجار البرية، كالعُـلعلان والتوت والعَتم.

وأوضح أن المسارات الجبلية في وادي مستل تُعد قديمًا همزة وصل إلى الجبل الأخضر، إذ كنا نستخدم الحمير في تنقلاتنا، وتمتد رحلة الوصول إلى الجبل الأخضر قرابة 4 ساعات إلى قرية "المناخر"، ثم نقصد طريق "المشهد"، وهي تؤدي إلى "سيح قطنه"، لنصل إلى "العين" و"العيجة" و"وادي بني حبيب".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق