السيب يعانق المجد الـ 7.. ومجيس يتعثّر في حلمه الأول

صحيفة عمان 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

كتب - وليد أمبوسعيدي / تصوير: عبدالواحد الحمداني

أكد نادي السيب مجددًا هيمنته المطلقة على ساحة الكرة الطائرة العمانية، بعد تتويجه بلقب مسابقة درع وزارة الثقافة والرياضة والشباب للمرة السابعة تواليًا، عقب فوزه المستحق على نادي مجيس بثلاثة أشواط دون رد في النهائي الكبير الذي أُقيم على الصالة الرئيسية بمجمع السلطان قابوس الرياضي ببوشر، التتويج الذي حمل توقيع الروح والانضباط والخبرة، لم يكن مجرد بطولة عابرة، بل كان بمثابة رسالة واضحة أن السيب لا يزال الرقم الأصعب في اللعبة، محليًا وخليجيًا.

حيث شهد النهائي أداءً تكتيكيًا مميزًا من كتيبة جمال المعمري، التي حسمت المواجهة بأقل مجهود، رغم محاولات مجيس العودة خاصة في الشوط الثالث، وتميزت المسابقة هذا الموسم بتقارب المستويات وظهور فرق جديدة بمستوى تنافسي عالٍ، مما أضفى طابع الإثارة على مشوار السيب نحو الذهب. وفي أعقاب التتويج، عبّر اللاعبون والمدربون وأعضاء مجلس الإدارة عن فرحتهم بالإنجاز، مؤكدين أن ما تحقق هو ثمرة جهد جماعي طويل، بينما اعتبر مسؤولو ولاعبو مجيس أن الإرهاق وتغييرات اللحظات الأخيرة كانت من أبرز أسباب الخسارة. من جهة أخرى، أشاد اتحاد الكرة الطائرة بالمستوى التنظيمي والفني، مع التطلع لمواصلة التطوير في المواسم المقبلة.

الاستقرار سرُّ البطولات

بعد الختام قال صاحب السمو السيد ملك بن شهاب آل سعيد، عضو مجلس إدارة نادي السيب، في تصريح له بعد التتويج بلقب مسابقة درع وزارة الثقافة والرياضة والشباب للكرة الطائرة: نبارك لأنفسنا هذا الإنجاز المستحق، والذي يُعدّ ثمرة طبيعية لسنوات من العمل المتواصل والاستقرار الفني والإداري داخل الفريق، وحافظنا على نفس الجهاز الفني وعلى الهيكل الأساسي للاعبين، وهو ما ساهم بشكل مباشر في الحفاظ على الأداء العالي وتحقيق النتائج الإيجابية.

وأضاف: الموسم الحالي كان من أقوى المواسم على الإطلاق، وشهد منافسة شديدة بين الفرق الأربعة التي وصلت إلى المربع الذهبي، وهي مجيس، والسلام، والبشائر، وكل فريق أظهر إمكانيات فنية مميزة، مما جعل مباريات نصف النهائي والنهائي مثيرة وقوية، تعكس التطور الكبير في مستوى اللعبة محليًا. وقال سموه: طموحنا لا يتوقف هنا، ونتطلع الآن إلى تكرار هذا الإنجاز في نهائي دوري الدرجة الأولى للكرة الطائرة أمام نادي السلام، ونعلم أن المواجهة ستكون صعبة، لكننا على ثقة بقدرة الفريق على مواصلة الأداء القوي وتحقيق اللقب.

نسخة استثنائية

بينما أكد الدكتور سلام بن سالم التوبي، نائب رئيس مجلس إدارة الاتحاد العماني للكرة الطائرة، ورئيس لجنة المسابقات بالاتحاد، أن مسابقة درع وزارة الثقافة والرياضة والشباب للكرة الطائرة لهذا الموسم كانت ناجحة بكل المقاييس، سواء من حيث التنظيم أو المستوى الفني والمشاركة الواسعة من الأندية.

وأوضح أن البطولة شهدت تنافسًا كبيرًا بمشاركة 19 ناديًا من مختلف المحافظات، وقال: "الحمد لله، المسابقة كانت ناجحة وشهدت تنافسًا قويًا للغاية، والأداء كان عالي المستوى، خاصة من الأندية الأربعة التي وصلت إلى الدور نصف النهائي، والتي أظهرت مستويات فنية متقاربة ومتقدمة، مما عكس تطور اللعبة محليًا، وهنأ الدكتور سلام نادي السيب على تتويجه بلقب المسابقة: "نبارك لنادي السيب حصولهم على المركز الأول وتتويجهم بدرع الوزارة، كما نبارك لنادي مجيس حصوله على المركز الثاني، ولنادي السلام الذي حقق المركز الثالث بعد منافسة قوية، والمسابقة تميزت بالتقارب في النتائج، وشهدت مواجهات مثيرة انتهت بنتائج مثل 3-2 و3-1، ما يعكس شدة التنافس وتكافؤ المستويات.

وتحدث رئيس لجنة المسابقات عن تطور الفرق هذا الموسم قائلاً: شهدنا تطورًا ملحوظًا على مستوى الأندية، حيث عمدت الفرق إلى تعزيز صفوفها بمحترفين أجانب على مستوى عالٍ، مما ساهم في رفع وتيرة المنافسة، كما أن المستوى الذي ظهرت به الفرق نال إشادة من المتابعين سواء محليًا أو خليجيًا.

كما أشاد الدكتور بالجهود التنظيمية، قائلاً: الحمد لله، وُفقنا في تنظيم بطولة استثنائية بفضل العمل الجماعي من مجلس إدارة الاتحاد وكافة اللجان التنظيمية، إلى جانب دعم الشركات الراعية والمساهمة الفاعلة من وسائل الإعلام، ونتطلع إلى المزيد من النجاحات في قادم البطولات، بما يسهم في تطوير الكرة الطائرة العمانية ودفعها نحو آفاق أرحب.

آلية تنظيم المحترفين

من جانبها أشادت عائشة الجابرية، عضو مجلس إدارة الاتحاد العماني للكرة الطائرة، بمنافسات مسابقة درع وزارة الثقافة والرياضة والشباب لهذا الموسم، مؤكدة أنها جاءت قوية ومتميزة من حيث التنافس الفني والإثارة، خصوصًا في ظل وجود عدد من المحترفين الأجانب الذين ساهموا في رفع المستوى العام للمسابقة، وقالت الجابرية: مسابقة درع الوزارة هذا الموسم كانت رائعة بكل المقاييس، والسبب الرئيس يعود إلى شدة المنافسة، بالإضافة إلى الاستعانة بمحترفين أجانب في بعض الأندية، وهو ما أعطى البطولة طابعًا مختلفًا عن النسخ السابقة، والتنافس كان واضحًا من الأدوار الأولى وحتى النهائي.

وأثنت الجابرية على ما قدمه نادي مجيس من مستويات، خاصة بوصوله إلى المباراة النهائية، وقالت: وصول مجيس للنهائي يُعد أمرًا إيجابيًا للغاية، ويعكس حجم الجهد المبذول من قبل اللاعبين والجهازين الإداري والفني. كما أن تواصل إدارة النادي المستمر مع الاتحاد في كل ما يتعلق بالجوانب الفنية والإدارية يدل على الاحترافية والعمل الجاد داخل هذا الفريق.

وعن أداء الفريق في النهائي، أشارت الجابرية إلى أن مجيس لم يظهر بالصورة المنتظرة، قائلة: لم يقدم مجيس المستوى الذي كنا نتوقعه بناءً على أدائه في بداية الموسم، لكن نأمل أن يعوض ذلك في منافسات دوري الدرجة الأولى المقبلة، ونرجو التوفيق لجميع الأندية في بقية مباريات الدوري

وفيما يتعلق بتنظيم عملية التعاقد مع المحترفين الأجانب، كشفت الجابرية أن الاتحاد يعمل حاليًا على دراسة الآلية المناسبة، وقالت: حتى الآن لا توجد خطة محددة بشأن عدد المحترفين لكل نادٍ، لكن المسألة قيد الدراسة، وإذا وجدنا أن وجود المحترفين يخدم اللعبة على المدى البعيد، فسنضع الآلية المناسبة بالتعاون مع الأندية، مؤكدة أن الاتحاد يسعى دائماً لتطوير اللعبة والارتقاء بمستواها الفني والتنظيمي.

عمل جماعي

أكد جمال المعمري، مدرب نادي السيب للكرة الطائرة، أن تتويج الفريق بلقب مسابقة درع وزارة الثقافة والرياضة والشباب جاء نتيجة عمل جماعي وجهد متواصل من الجميع داخل منظومة النادي، مشيرًا إلى أن اللاعبين قدموا أداءً عاليًا وتحلوا بتركيز ذهني مميز ساعدهم على حسم المباراة النهائية بثلاثة أشواط دون رد أمام مجيس. وأضاف: الحمد لله، خضنا المباراة النهائية بتركيز عالٍ جداً، ونجحنا في تقليل الأخطاء قدر الإمكان، وهو ما منحنا أفضلية واضحة منذ الشوط الأول وحتى النهاية، والفريق أصبح رقماً صعباً ليس فقط على المستوى المحلي، بل أيضاً على مستوى الخليج والوطن العربي، وعدنا مؤخرًا من البطولة العربية للأندية، حيث حصلنا على الميدالية البرونزية من بين 16 إلى 17 نادياً عربياً.

وأشار المعمري إلى أن هذه الإنجازات عززت ثقة اللاعبين بأنفسهم، وقال: بعد عودتنا من البطولة العربية، واصلنا الأداء القوي وحققنا لقب كأس السوبر، ثم حصد لقب مسابقة درع الوزارة وضمها إلى سجل الإنجازات، وهو اللقب التاسع لي شخصياً من أصل 13 بطولة محلية.

وأشاد المعمري بدور الإدارة والأجهزة الفنية والإدارية والطبية، قائلاً: ما يتحقق اليوم هو ثمرة عمل جماعي بدأه صاحب السمو السيد شهاب بن طارق آل سعيد وباقي أعضاء مجلس إدارة الناي، إلى جانب الطاقم الفني والإداري والطبي. جميعهم كانوا على قلب رجل واحد.

وحول الجاهزية لنهائي دوري الدرجة الأولى، أكد المعمري على جاهزية الفريق للاستحقاقات المقبلة، وقال: الفريق سيكون على الموعد في بطولة الدوري الأسبوع المقبل، والمباريات الكبيرة تحتاج إلى حضور ذهني قبل أي شيء آخر.

تطور المنافسات

عبّر إسماعيل الحيدي، لاعب نادي السيب، عن سعادته الغامرة بتحقيق لقب مسابقة درع وزارة الثقافة والرياضة والشباب للمرة السابعة على التوالي، مؤكدًا أن التتويج جاء نتيجة عمل جماعي وجهود كبيرة بُذلت منذ بداية الموسم. وقال الحيدي: الحمد لله على الفوز، تعبنا كثير هذا الموسم من أجل هذه اللحظة، دخلنا المباراة النهائية بتركيز كبير وعزيمة قوية، وكنّا واثقين في إمكانياتنا كفريق، ومجيس قدم مباراة قوية ولم يكن خصمًا سهلا أبدًا، لكن خبرتنا وحماسنا رجّحا كفّتنا في الأوقات الحاسمة، وأشكر الجهاز الفني والإداري وزملائي اللاعبين على الروح القتالية، وكل من وقف خلف الفريق هذا الموسم، ونهدي اللقب لجماهير السيب، الذين كانوا دائمًا الداعم الأول لنا، وإن شاء الله نواصل المشوار بنفس العطاء ونحقق الدوري لنختتم الموسم بثلاثية تسعد الجماهير.

بينما أكّد أحمد التوبي، لاعب نادي السيب، أن التتويج بلقب مسابقة درع وزارة الثقافة والرياضة والشباب للمرة السابعة على التوالي لم يأتِ من فراغ، بل هو ثمرة تعب طويل وموسم شاق عاش فيه الفريق لحظات من التحدي والضغوط، لكنها لم تُثنِ عزيمتهم عن تحقيق الهدف.

وقال التوبي بعد التتويج: كتبنا فصلًا جديدًا في تاريخ السيب، سبع بطولات متتالية تؤكد أننا نملك منظومة متكاملة تعرف كيف تصنع الفارق، من بداية الموسم كان هدفنا واضحًا: الدرع لن يخرج من النادي، والحمد لله أوفينا بالوعد، والمباراة كانت قوية أمام فريق محترم مثل مجيس، والنتيجة لم تعكس صعوبة الأشواط، كنا في لحظات صعبة داخل الملعب، لكن كنا نشتغل بروح واحدة، وكل لاعب كان يعرف دوره.

أما محترف نادي السيب الروسي بوجدان فأبدى سعادته الكبيرة بتتويج فريقه بلقب مسابقة درع الوزارة مشيرًا إلى أن الفوز جاء نتيجة عمل وجهد متواصلين طوال الفترة الماضية. وقال: أشكر الجميع على الدعم وكانت مباراة رائعة بالنسبة لنا، وكان استعدادنا لها مكثفًا، وقد وصلنا الآن إلى قمة مستوانا وأصبحنا نشعر ببعضنا البعض داخل الملعب بشكل مثالي، ونفهم جيدًا طريقة لعبنا مع المُعدّين، ولهذا استحققنا الفوز منذ البداية.

وأشار إلى أن الفريق لم ينتهِ بعد من طموحاته هذا الموسم، حيث تنتظره مباراة نهائية أخرى، قائلاً: علينا الآن التفكير في المستقبل، لا يزال ينتظرنا قريبًا نهائي آخر، وسنبذل قصارى جهدنا للفوز بلقب جديد، سيكون ذلك إنجازًا رائعًا نختم به الموسم.

وقال المحترف الروسي أرتيم، لاعب نادي السيب، الدوري العماني تطوّر كثيرًا هذا الموسم، وهو ممتع للغاية من وجهة نظري، اللاعبون يقدمون مستويات قوية، والمباريات مليئة بالحماس وتبادل الكرات والدفاعات الصلبة، حتى المباراة النهائية أمام مجيس لم تكن سهلة رغم النتيجة، بل كانت مليئة بالتحديات. وأضاف: أنا متفائل بمستقبل الكرة الطائرة في سلطنة عمان، وأرجو أن يستمر هذا التطور، ومع الوقت سنرى المزيد من اللاعبين المحترفين المميزين يشاركون في الدوري، مما سيُسهم في رفع رتم مستواه الفني بشكل أكبر.

وحول مستقبله مع نادي السيب، قال أرتيم حتى الآن لم نُنهِ الموسم بعد، والمشاعر لا تزال حاضرة بعد الفوز، ولا يمكنني اتخاذ قراري الآن، لكن إذا رغب نادي السيب في استمراري، يمكننا مناقشة الأمر لاحقًا، فكل شيء وارد.

الإرهاق حرَمنا من المنافسة

أرجع هيثم الوسلاتي، مدرب نادي مجيس، خسارة فريقه في نهائي مسابقة درع وزارة الثقافة والرياضة والشباب للكرة الطائرة أمام نادي السيب، إلى الإرهاق البدني والإرهاق الذهني اللذين رافقا اللاعبين بعد خوضهم مباراة نصف النهائي قبل 24 ساعة فقط من النهائي. وقال الوسلاتي: خضنا مباراة نهائية لم نكن فيها على المستوى المطلوب، وارتكبنا العديد من الأخطاء منذ بداية الشوط الأول، وهو ما أثّر على توازن الفريق وأدى إلى تراجع الأداء تدريجيًا، وأضاف: من الواضح أن العامل البدني كان حاسمًا، فقد خضنا مباراة مرهقة في نصف النهائي، ثم لعبنا النهائي في أقل من يوم واحد، وهذا انعكس على جاهزية اللاعبين الذين بدا عليهم التعب.

ورغم الخسارة، أبدى الوسلاتي تفاؤله بالمستقبل، مؤكداً أن فريقه سيطوي صفحة النهائي سريعًا من أجل التركيز على باقي مشوار الموسم، قائلاً: نبارك لنادي السيب على الفوز بالدرع، وسنعمل على تصحيح الأخطاء والتجهيز الجيد للمواجهة المقبلة في الدوري أمام نادي البشائر، والتي تمثل محطة مهمة بالنسبة لنا، وأشار إلى أن مجيس أثبت قدراته هذا الموسم بوصوله إلى النهائي وتقديمه مباريات قوية، مؤكدًا ثقته في قدرة الفريق على استعادة التوازن والمنافسة بقوة في الاستحقاقات القادمة.

من جانبه، أرجع هلال المقبالي، لاعب نادي مجيس تراجع أداء الفريق في النهائي إلى عدة عوامل تراكمت قبل وأثناء اللقاء، أبرزها ضغط المباريات، وقصر فترة الإعداد، وعدم التجانس الناتج عن تغييرات فنية متأخرة. وقال المقبالي: لا يمكن حصر سبب الخسارة في عامل واحد، لكن هناك مجموعة من الظروف أثرت على الفريق، ولعبنا قبل يومين مباراة قوية أمام نادي السلام في صحار، وحققنا الفوز بثلاثة أشواط دون رد، ثم انتقلنا مباشرة إلى مسقط للدخول في معسكر قصير قبل النهائي، وهو ما لم يمنحنا الوقت الكافي للاستشفاء والإعداد الذهني والبدني.

وأشار المقبالي إلى أن الفريق لم يعتد على هذا النسق المرتفع في المباريات، مضيفاً: منذ بداية الموسم، لم نلعب بهذه الوتيرة المتسارعة، وهذا أثر على جاهزيتنا، مؤكداً أن ضم محترف جديد قبل البطولة بيوم واحد، وتولي المدرب التونسي مهمة الإشراف الفني قبل يومين فقط من النهائي، عاملان سببا نوعًا من عدم الانسجام داخل المجموعة. ورغم ذلك، عبّر المقبالي عن فخره بوصول الفريق إلى النهائي، مؤكداً تطلع مجيس لتعويض الإخفاق بالمنافسة على المركز الثالث في مواجهة البشائر، قائلاً: سنأخذ قسطاً من الراحة ونبدأ التحضيرات فوراً، ونأمل أن نكون في يومنا ونحقق نتيجة إيجابية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق