أُقيمت مساء أمس جلسة حوارية حول المجموعة القصصية للكاتبة ليلى عبدالله "فهرس الملوك"، غاصت في تفاصيل هذا المؤلف الدكتورة مريم الغافرية، التي قدمت ورقة نقدية، وقراءة تفصيلية في المجموعة، وأدارت الجلسة الدكتورة فوزية الفهدية، جاءت إقامة الفعالية ضمن الفعاليات الثقافية المصاحبة لمعرض مسقط الدولي للكتاب الـ29، وبتنظيم من صالون فاطمة العلياني الأدبي.
وبدأت الجلسة بالتعريف بالكاتبة وأهم أعمالها القصصية، ثم تطرقت الدكتورة مريم الغافرية للحديث عن صورة الغلاف وثيمة العنوان، إذ يتضمن الغلاف ورقة من أوراق اللعب، مرسوم عليها الملك، والورقة مقلوبة بشكل يوحي بالازدواج والانعكاس، والمجموعة القصصية تتألف من خمسة عشر قصة كلها تمركزت تمركزًا دلاليًا على "الملك".
وقالت الغافرية في ورقتها: الثيمة النقدية التي يوحي بها العنوان، تشير إلى أن القارئ سيدخل إلى عمل لا يُقدّس الملوك، بل يُفهرسهم! وهنا المفارقة الجمالية، الفهرسة عادة تُنسب للعلم أو الوثائق، لا للخيال القصصي؛ لكن الكاتبة تستخدم الفهرسة كأداة نقدية وساخرة، والعنوان يحمل طابعًا تهكميًا غير مباشر؛ إذ يجعل الملوك موضوعًا للتدوين لا للتمجيد، وكأن الكاتبة تقول: "هؤلاء هم ملوككم.. لا كما تعتقدون، بل كما تفضحهم الحكايات!" وتناسبت القصص مع المحتوى، حيث نجد أن معظم القصص تدور حول شخصية مركزية هي "الملك"، لكنه في كل مرة ملك مختلف في الشكل، ومتشابه في الجوهر.
وأضافت: في مجموعة فهرس الملوك، نجد أن الكاتبة استخدمت تقنية الانقطاع الزمني والانتقال إلى أحداث أخرى بشكل واضح، ومفاجئ أحيانًا، ونتج عن ذلك تأثيرات جمالية ونقدية متنوعة.
كما أشارت الغافرية إلى أن المجموعة منحت صبغة رمزية أقرب للأسطورة أو الحكاية الشعبية، حيث قالت: كثّفت الزمن لصالح الفكرة، فالقارئ يركّز على المفارقة لا على الترتيب الزمني، وعززت المفاجأة والدهشة، كما في نهايات مثل "الملك المزيّف" أو "نفايات الشعب"، كما أدى الانقطاع الزمني أحيانًا إلى فقدان الترابط السردي، ما جعل بعض القصص تشبه "خاطرة حكائية" أكثر من "قصة ذات بناء درامي متكامل"، والكاتبة استخدمت الزمن كأداة تأطير رمزي لا كخيط سردي درامي، كما تناصت المجموعة القصصية مع عدد من الحكايات العالمية.
وحول ما إذا كان الكاتب له سلطته في اختيار الخطاب، وما دور الناقد، قالت الغافرية: الكاتب يمتلك سلطة الخطاب الأدبي، فهو الذي يختار الثيمة، والبناء، واللغة، والرمز، والنهاية، وله رؤيته، وعالمه المتخيّل، وصوته الخاص؛ لكن الناقد يمتلك حق مساءلة الخطاب لا مصادرته، فمهمة الناقد أن يقرأ العمل داخل السياق الجمالي والسياق الثقافي.
وحول المجموعة عامة، قالت الدكتورة مريم: تحمل المجموعة القصصية رمزية متماسكة، تجمع القصص جميعها تحت ثيمة موحدة "الملك"، إضافة إلى اقتصاد لغوي دقيق، يُوجّه النص إلى لحظة الانفجار الدلالي، والبناء السردي يقوم على المفارقة والانكشاف، وتناص ذكي مع الموروث الشعبي والأسطوري والقصص العالمية.
0 تعليق