في مشهد مروع هزّ أرجاء القاهرة، شهدت منطقة المنيل فجر اليوم الخميس ليلة عصيبة تحوّل فيها كورنيش النيل إلى ما يشبه ساحة حرب فقد اندلع حريق هائل، لم يرحم أشجار النخيل الباسقة ولا المسطحات الخضراء الممتدة على طول الطريق المؤدي إلى المعادي، ليُخلف وراءه دمارًا واسعًا وحالة من الهلع لم يشهدها السكان من قبل.

 لهيب متصاعد ودخان أسود كثيف

شهدت سماء المنطقة تحولًا مفاجئًا من سكون الليل إلى لهيب متصاعد ودخان أسود كثيف غطى الأجواء، بينما شهدت الأرض صرخات استغاثة الأهالي التي سرعان ما انتشرت عبر مقاطع الفيديو التي وثقت اللحظات الأولى للكارثة. تلك اللحظات التي شهدت انفجار النيران بشكل مرعب وسرعة انتشارها المخيفة في جنح الظلام.

 قوات الحماية المدنية

شهدت سرعة استجابة قوات الحماية المدنية بالقاهرة تدخلًا حاسمًا، حيث هرعت سيارات الإطفاء إلى موقع الحريق في محاولة للسيطرة على الوضع.

ووسط جهود مضنية وتنسيق دقيق، شهدت المنطقة معركة شرسة بين رجال الإطفاء وألسنة اللهب، نجحوا في نهايتها في محاصرة النيران ومنع امتدادها إلى المناطق السكنية المجاورة، بينما شهدت المنطقة فرض كردون أمني واسع لحماية المدنيين وتأمين الموقع.

 الشرارة الأولى انطلقت من نبات "الهيش"

المعاينة الأولية لموقع الحريق شهدت الكشف عن أن الشرارة الأولى انطلقت من كميات كبيرة من نبات "الهيش" سريع الاشتعال، لتلتهم النيران بعدها عشرات الأشجار والنخيل التي كانت تزيّن الكورنيش، وتحوّل المساحات الخضراء إلى أطلال سوداء متفحمة.

تحديد الأسباب الحقيقية وراء هذا الحادث

التحقيقات التي باشرتها الجهات المعنية على الفور شهدت محاولات جادة لتحديد الأسباب الحقيقية وراء هذا الحادث المروع وملابساته، بينما شهدت الأوساط الشعبية دعوات ملحة بضرورة اتخاذ إجراءات وقائية فورية لمنع تكرار مثل هذه الكوارث في مناطق حيوية تعج بالحياة.

 لم يكن مجرد حريق عابر

إن ما شهدته المنيل فجر اليوم لم يكن مجرد حريق عابر، بل كان بمثابة إنذار قوي وصارخ يؤكد على ضرورة مراجعة إجراءات تأمين المناطق الخضراء الحيوية، قبل أن يتحول شريان الحياة في القاهرة وما يحيط به إلى نقاط اشتعال تهدد سلامة الجميع.