دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- هل "شياو لونغ باو" تعتبر زلابية؟ ومِمَّا يتكون طبق يُدعى "شرائح رئة الزوج والزوجة" حقًا؟
مع زيادة السفر الدولي إلى الصين، سيواجه السياح حتمًا بعض الترجمات الطريفة لعناصر قوائم الطعام أثناء تذوقهم لمأكولات البلاد الشهية.
لكن بالنسبة لمن يحاولون ابتكار أسماء إنجليزية لهذه الأطباق، فلا يُلامون على النتائج غير العادية والمُقلقة أحيانًا، ويصعب لوم تطبيقات الترجمة أيضًا.
وبحسب أيساك يوي، وهو أستاذ مشارك في الترجمة بجامعة هونغ كونغ وباحث في أدب فن الطهو الصيني، فإن ترجمة أسماء الوجبات الصينية إلى الإنجليزية "مهمة مستحيلة".
ويقدّم مثالًا قائلاً: "يمكنك ترجمة شيزيتو (طبق شعبي من شرق الصين وشانغهاي) مجازيًا إلى "كرات اللحم الصينية" أو حرفيًا إلى "رأس الأسد المطهو ببطء"، لكن لا تجسد أي منهما جوهر الطبق أو سياقه الثقافي تمامًا".
"ثقافة طهي معقدة للغاية"
لشرح السبب وراء صعوبة ترجمة أسماء هذه الأطعمة، علينا النظر إلى تاريخ المطبخ الصيني العريق الزاخر بالعديد من الأطباق المربوطة بالقصص والصور الرمزية
أوضحت فوشيا دنلوب، وهي كاتبة طعام بريطانية متخصصة بالمطبخ الصيني لأكثر من عقدين، أنّ جزءًا كبيرًا من المشكلة ينبع من عدم توفّر كلمات معينة في اللغة الإنجليزية.
وقالت: "تتمتع الصين بثقافة طهي معقدة للغاية، مع مفردات محددة للغاية، وفي الكثير من الحالات، لا نملك أطعمة أو طرق طهي أو مفاهيم أو أشكال طعام مكافئة باللغة الإنجليزية".
ورُغم التحسينات التي شهدتها أدوات الترجمة الإلكترونية خلال السنوات الأخيرة، لا تزال دنلوب تصادف أخطاءً طريفة في ترجمة المصطلحات خلال رحلاتها في الصين.
طبق "شياو لونغ باو"

بفضل عجينته الرقيقة وغير المخمّرة، يُشبه "شياو لونغ باو" زلابية "جياوزي" (هلالية الشكل)، لكنه من الناحية التقنية يُصنّف كنوع من زلابية الـ"باوزي".
محيّر، أليس كذلك؟ تعود أصوله إلى عهد أسرة سونغ، حيث صُمم في شكله الأولي ليشبه الـ"باو"، مع عجينة أكثر سُمكًا ومخمّرة، وكان يُحشى بمرق جيلاتيني يتحول إلى سائل عند الطهي على البخار.
يُشار إلى هذا الطبق أحيانًا بـ"تانغباو" (أي حساء الباو) باللغة الصينية.
باختصار، إنّه هجين بين الـ"باو" والـ"جياو".
كعكة اللفت أو كعكة الفجل؟

طبق "لو باك غو"، المعروف أيضًا باسم "كعكة اللفت"، لا يحتوي على اللفت، فهو فطيرة لذيذة من الفجل الأبيض المبشور والروبيان المجفف والفطر.
أشار الأستاذ المشارك في البستنة بجامعة ولاية ميشيغان بأمريكا، غو تشينغ سونغ، إلى أنّ النبات المستخدم فيه هو الفجل البري.
وقال سونغ: "الفجل من الخضراوات الرئيسية (إلى جانب الملفوف الصيني) في الجزء الشمالي من نهر اليانغتسي خلال الشتاء".
ويُرجّح أن يكون الخطأ في الترجمة ناتجًا عن أوجه التشابه في الشكل واللهجات المحلية.
شرائح رئة الزوج والزوجة

هذا النوع من المقبلات الحارّة من سيتشوان تحمل تسمية مربكة، فهي لا تحتوي على رئات، وهي عبارة عن تشكيلة من أحشاء البقر المقطّعة إلى شرائح رفيعة مطهية في زيت الفلفل الحار.
وتشير الأساطير إلى أن هذا الطبق كان في الأصل يُباع من قِبل زوجين محبين في شوارع تشنغدو.
يمكن للمرء بسهولة ترجمته إلى "أحشاء بقرية مقطعة إلى شرائح في صلصة حارة".
وتنصح دنلوب المطاعم بالالتزام بأسماء غير حرفيّة في مثل هذه الحالات.
"بوذا يقفز فوق الجدار"

يعد "فوتياوتشيانغ" حساءً فاخرًا من مقاطعة فوجيان المعروفة بمكوناتها الفاخرة، بما في ذلك أذن البحر وخيار البحر.
يُقال إنّ هذا الطبق يتميز برائحة آسرة، لدرجة أنه أغرى راهبًا نباتيًا بالقفز فوق جدار معبد لمعرفة مصدر الرائحة.
في هذه الحالة، يُعدّ كلٌّ من "فوتياوتشيانغ" و"بوذا يقفز فوق الجدار" خيارين مثاليين في قائمة طعام مكتوبة باللغة الإنجليزية، فهما يُضفيان لمسةً من النكهة التاريخية المرحة.
0 تعليق