Local

-OneArabia

حدد الاتحاد الأوروبي أولوياته للقمة الافتتاحية بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي، المقرر عقدها في لندن. يهدف هذا الاجتماع إلى إصلاح العلاقات المتوترة بسبب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. تُعتبر القمة محورية في ظل التحولات العالمية، وخاصةً بعد عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى منصبه. يتطلع الطرفان إلى تعزيز التعاون، لا سيما في مجال الدفاع، نظرًا للشكوك المحيطة بالتزام الولايات المتحدة تجاه حلف شمال الأطلسي (الناتو) والأمن الأوروبي.

الدفاع والأمن موضوعان محوريان في القمة، حيث يسعى الجانبان إلى وضع اللمسات الأخيرة على اتفاقية أمنية. ويعتزمان التأكيد على التزامهما بالتعاون الاستراتيجي والجيوسياسي من خلال إعلان مشترك. وستغطي المناقشات أيضًا الأمن الداخلي والجنائي، وإجراءات الحجر الصحي للنباتات والحيوانات، وقضايا الهجرة، ونظام تداول الانبعاثات.

أعلن المجلس الأوروبي أن الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، ستحضر إلى جانب رئيس المجلس الأوروبي، أنطونيو كوستا، ورئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين. وسيمثل رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، بريطانيا. وتهدف القمة إلى تعزيز اتفاقية التجارة والتعاون القائمة بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي.

تكثفت المفاوضات بشأن برنامج تنقل الشباب الذي يسمح للمواطنين دون سن الثلاثين من كلا المنطقتين بالعيش والعمل في أراضي كل منهما لمدة تصل إلى ثلاث سنوات. تُعد هذه المبادرة جزءًا من جهود أوسع لإعادة بناء العلاقات بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. يريد الاتحاد الأوروبي من مواطنيه الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و30 عامًا الدراسة والعمل في المملكة المتحدة، بينما تُبدي المملكة المتحدة انفتاحًا على برامج "مُراقبة" دون المساس بموقفها بشأن إنهاء حرية تنقل عمال الاتحاد الأوروبي.

أشارت وزيرة الداخلية البريطانية، إيفيت كوبر، إلى إمكانية تطبيق سياسة "دخول واحد، خروج واحد" بهدف ضبط صافي الهجرة، وهي قضية محورية بالنسبة للمملكة المتحدة. ويأمل المسؤولون البريطانيون أن يتفق رئيس الوزراء ستارمر وقادة الاتحاد الأوروبي على بدء محادثات حول مختلف مجالات التعاون، بما في ذلك تأشيرات الشباب.

الآفاق المستقبلية في مجال مصايد الأسماك والطاقة

كما يُناقش جدول الأعمال قطاعي مصايد الأسماك والطاقة، حيث تنتهي صلاحية الاتفاقيات الحالية في يونيو 2026. وتتيح القمة فرصةً للجانبين لاستكشاف آفاق التعاون المستقبلي في هذين القطاعين. ويتوقع المسؤولون أن يُفضي هذا الاجتماع إلى إبرام معاهدة ثنائية في مجال الدفاع والأمن.

أشارت فون دير لاين إلى أن المملكة المتحدة قد تنضم إلى مبادرة الدفاع المشترك للاتحاد الأوروبي (SAFE)، وهي صندوق بقيمة 150 مليار يورو لشراء معدات عسكرية مثل الصواريخ والطائرات المسيرة والمدفعية والذخيرة. ورغم أن عودة المملكة المتحدة إلى السوق الموحدة أو الاتحاد الجمركي للاتحاد الأوروبي تبدو مستبعدة، إلا أن هذه القمة تُمثل تقدمًا ملحوظًا نحو إعادة بناء علاقات أوثق بين الطرفين.

تُمثل القمة المقبلة فرصةً لتجديد التعاون بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي في ظل التغيرات العالمية. ومن خلال التركيز على الدفاع والأمن وتنقل الشباب ومصائد الأسماك والطاقة وغيرها من المجالات الاستراتيجية، يهدف الجانبان إلى تعزيز علاقتهما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، مع مواجهة التحديات المشتركة بفعالية.

With inputs from WAM

Story first published: Sunday, May 18, 2025, 19:58 [GST]