ذكاء العرب

الوطن البحرينية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تابعنا عقد الجولة الثانية من المحادثات الأمريكية الإيرانية في روما الإيطالية يوم السبت 19 أبريل والتي قال عنها وزير الخارجية الإيراني بأنها عقدت في «بيئة بناءة وتسير إلى الأمام» وهو الأمر الذي أكده أيضاً المتحدث باسم وزارة الخارجية العمانية وهي بلد الوساطة الذي قال إن المحادثات «أسفرت عن توافق الأطراف للانتقال إلى المرحلة التالية من المباحثات الهادفة إلى التوصل إلى اتفاق منصف دائم وملزم يضمن خلو إيران الكامل من الأسلحة النووية ورفع العقوبات بالكامل عنها، مع الحفاظ على حقها في تطوير الطاقة النووية للأغراض السلمية». وهذان تصريحان إيجابيان ومهمان للطرفين وللمنطقة بشكل عام.

الرئيس الأمريكي أكد من ضمن تصريحاته الإعلامية - التي لا تتوقف - أن إيران في مأزق اقتصادي كبير بسبب العقوبات التي تفرضها بلاده وهو محق في ذلك، فإيران بعد أن تنفست الصعداء في 2015 عندما اتفقت مع إدارة أوباما على الرفع التدريجي للعقوبات المتعلقة بالبرنامج النووي المفروضة منذ عام 2006، مقابل قيامها بتقييد برنامجها النووي عادت إلى المربع الأول في ٢٠١٨ عندما ألغى ترامب في ولايته الأولى اتفاق سلفه مع إيران، وعاد وفرض العقوبات عليها، وعلى شركات النفط المرتبطة بها وعلى الأصول المالية للمرشد الأعلى، وعلى قطاعها المالي مستهدفة 18 بنكاً إيرانياً، وهدد بفرض عقوبات على كل دولة تتعامل مع إيران مما ضيق الخناق عليها، وجعلها اليوم في وضع اقتصادي صعب للغاية.

كما تدخل إيران المحادثات مع أمريكا هذه المرة ولأول مرة منذ أكثر من ثلاثين عاماً، وقد خلعت أغلب مخالبها في المنطقة، فميليشياتها في لبنان واليمن مهزومة ومبعثرة ونظام سوريا الموالي لها انهار وتلاشى وما يسمى بحرسها الثوري الذي وظفته في تنفيذ مخططات توسعية في أضعف وأسوأ حالاته على الإطلاق خاصة بعد اغتيال العقل المدبر، قاسم سليماني، وهذه حتماً نقاط ضعف كثيرة تجعلها تسارع للسلم وتقديم تنازلات أكثر.

ومن ذكاء العرب والذين كانو أشد المتضررين من التدخلات الإيرانية في بلدانهم منذ قيام الثورة في 1979، أنهم سارعوا للتواصل مع إيران التي طالما هددتهم وتعرضت لسفنهم، وفجرت موانئهم و منشاءتهم، وخططت للفتنة في بلدانهم، فمدوا لها يد العون والتعاون والسلام، فلا يعني ضعف وهوان الإيرانيين اليوم فرصة للطعن أكثر، بل بالعكس هو الفرصة الأمثل لطي صفحة الماضي والبدء من جديد مع دولة قدر الله أن تكون جارة للعرب إلى الأبد. والتاريخ لن ينسى للعرب مساعي التقارب الحالية مع إيران وهي ضعيفة ومهزومة؛ لعل وعسى أن لا ينسى الإيرانيون ذلك وأن يبعدوا عنهم الشوفينية البغيضة التي دمرت علاقتهم بجيرانهم لسنوات وعقود.

وقد توقف العرب عن مطالبة أمريكا بالدخول كطرف في المفاوضات الثنائية بينها وإيران على مايبدو وقد يكون ذلك لوجود توافق بين الإدارة الأمريكية الحالية مع العرب حول أهم الملفات التي يجب أن يتم حلها مع إيران، ومن ضمنها تمويل الميليشيات وكل ما يتعلق بتصدير الثورة لدول الجوار وثانياً لرغبة العرب في التواصل مع الإيرانيين مباشرة وإيجاد حلول للقضايا العالقة بين الطرفين خاصة مع وجود تقبل لذلك حالياً من الإيرانيين أنفسهم.

وواضح سعي العرب في لعب دور في ايجاد تقارب بين الإيرانيين والأمريكان أيضاً سواء من قبل سلطنة عمان - الوسيط الموثوق به تاريخياً من قبل الإيرانيين - أو حتى الدول الخليجية الأخرى التي يهمها كسب ثقة الإيرانيين وتحسين علاقتهم معها. وهذا السعي يصب في مصلحة عودة الاستقرار للمنطقة بعد عقود من التوترات كما يساعد إلى الالتفات إلى مشاريع النمو الاقتصادي بدلاً من تضييع الجهد والموارد في صراعات أشعلتها وأججتها الثورة الإيرانية.

تحليق منفرد

خبر إغلاق جميع فروع محل الحلويات الشهير (بلبن) نظراً لاكتشاف بكتيريا تسبب المرض يذكرني بقصة الطبيب الذي زاره مريض يشكو ألماً شديداً في بطنه، فقام الطبيب وكحل عينيه. ولما صرخ المريض منزعجاً من تكحيل عينيه بدلاً من حصوله على دواء لألم البطن، قال له الطبيب «أكحل عينيك لترى الطعام الفاسد فلا تقربه».

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق