البحرينية.. والأسماء المستعارة في الصحافة

الوطن البحرينية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

كان الحوار التلفزيوني مع قناة الفاتح الفضائية الذي تمّت استضافتي فيه مؤخراً لتحليل بدايات الكتابة النسائية الصحافية والأدبية والثقافية في مملكة البحرين شيقاً للغاية، شعرت أنني أبحرت في مرحلة زمنية جميلة افتقدناها كثيراً بعد أن سحبت مواقع التواصل الاجتماعي البساط من عصر المنتديات والمدونات والمواقع الثقافية والأدبية والشعرية التي كانت منبراً للنقاشات الفكرية الثرية.

وأنا أنبه إلى أن البحرين كونها أول دولة خليجية اهتمت بالتعليم النظامي عام 1928، فإن ذلك كان له تأثير كبير بالتأكيد على الحراك الصحفي والأدبي لنساء البحرين، وجدتني أتأمل المرحلة الانتقالية الكبيرة ما بين فترة الثلاثينات التي كانت المرأة البحرينية فيها تشارك بأسماء مستعارة متخفية من مجتمع لا يتقبل أن تذكر اسمها علناً إلى مرحلة أصبحت تكتب باسمها الصريح وتستعرض بجانب كتاباتها صورها، وبما أن اليوم السبت يصادف يوم الصحافة العالمي لابد هنا أن نستحضر ذاكرة تاريخنا الصحافي في مملكة البحرين من جانب الأقلام النسائية البحرينية وكيف تغيّر المشهد الصحفي للمرأة البحرينية مما يمكن وصفه بنقاب الأسماء في منتصف الثلاثينات إلى حين دخل التلفزيون والسينما المجتمع البحريني في فترة الأربعينات وأصبحت بعض النساء من العوائل التي بها انفتاح تحضر عروضاً سينمائية في وقت كانت السينما فيه تخصّص يوماً أو يومين للنساء فقط من كل أسبوع إلى حين تخصيص شرفة خاصة للنساء في دار السينما وصولاً إلى إمكانية اختيارها أي يوم وأي وقت وأي مكان تود الجلوس فيه في السينما.

بالطبع عندما أقدمت المرأة البحرينية في فترة الستينات على الظهور باسمها الصريح واجهت تحديات كبيرة وحروباً نفسية وتنمراً ونبذاً مجتمعياً وأقاويل وإشاعات، وكان أكثر ما يحاولون ليّ ذراع المرأة فيه ضرب سمعتها واحترامها كامرأة لها حق التعبير عن رأيها والتكلم باسمها الحقيقي، لكن يُحسب للأقلام النسائية في تلك الفترة صمودهن الكبير ومجابتهن مجتمعاً تحكمه العادات والتقاليد والتيارات الذكورية حيث غير مألوف لديه أن تخرج امرأة لتكتب في الصحافة وتناقش قضايا مجتمعية وسياسية وأدبية، ولعل أكثر تحدٍّ جابهته المرأة كيف تكتب كتابات شعرية وعاطفية باسمها في مجتمع لايزال غير واعٍ ولا يستوعب الإبداع الفكري والإلهام الشعري، وبالطبع هذه الأقلام النسائية لم تيأس بل جابهت حتى عوائلهن والمحيطين بهن، حتى ولد فجر جديد للصحفيات والأديبات البحرينيات، ولا يمكن لنا أن نغفل هنا أن ظاهرة الكتابة بالأسماء المستعارة أو الكتابة بالاسم في المقال دون إدراج الصورة والقصائد الشعرية بأسماء مستعارة، ظاهرة استمرت حتى بداية الألفية، ولربما انتهت تماماً مع عصر مواقع التواصل الاجتماعي حيث بات مألوفاً وعادياً جداً أن تكتب باسمها الصريح وترفق صورها مع كتاباتها.

ونحن نستحضر تاريخ المرأة البحرينية الصحفي والثقافي، لابد هنا أن نستحضر تاريخ ونضالات الكاتبة الصحفية فوزية رشيد، وطفلة الخليفة، فهما أول من كسر تابو ظهور المرأة الصحفي والأدبي، فالأستاذة فوزية رشيد تُعتبر أول امرأة بحرينية كتبت الرواية والقصة القصيرة، ولها روايات منشورة كانت تعتبر «ترند» على مستوى الوطن العربي منذ الثمانينات إلى فترة التسعينات وبداية الألفية، منها رواية الحصار لعام 1983 التي اختيرت من بين أهم الرواية العربية في القرن العشرين، وكانت خير من يمثّل البحرينية في ساحة الروايات والقصص القصيرة، في حين تعتبر طفلة الخليفة من أوائل صحفيات جيل السبعينات عندما عملت في مجلة البحرين اليوم عام 1972، كما لا نغفل أن الأستاذة سميرة بنت رجب التي تعتبر من أبرز المحللات السياسيات والأدبيات على مستوى الوطن العربي ولها كتابات فكرية عميقة جداً متداولة في الصحافة العربية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق