«النطق السامي».. كتاب يوثق رؤية القيادة ويرسم ملامح السياسة في عهد النهضة المتجددة

صحيفة عمان 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

بهدف توثيق الكلمة الرسمية العمانية بما تحمله من دلالات تسهم فـي رسم ملامح السياسة الداخلية والخارجية لسلطنة عمان، وتعكس رؤية القائد لمستقبل أكثر استدامة وازدهارا، جاء كتاب «النطق السامي» الصادر عن وزارة الإعلام ممثلة بالمديرية العامة للمطبوعات والمصنفات الفنية، ليشكل مرجعا وطنيا يوثق لحظة مفصلية فـي تاريخ عمان المعاصر، جامعا بين دفتيه خطب وكلمات حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- منذ توليه مقاليد الحكم حتى أبريل من عام 2025م، فـي فترة شهدت تحولات هيكلية وسياسية واقتصادية فارقة.

ويتوقف الكتاب فـي مقدمته، عند أهمية الكلمة كخريطة طريق فـي اللحظات التاريخية، مؤكدا أن هذه الخطب ليست فقط توثيقا لحالة سياسية أو اقتصادية معينة، بل هي أيضا تأملات فـي مفهوم القيادة واستشراف للمستقبل، وصياغة لمعنى الدولة المعاصرة، ويقدم الإصدار قراءة معمقة لمضامين هذه الخطب، التي جاءت فـي وقت كانت فـيه سلطنة عمان تعيد تشكيل رؤاها التنموية والإدارية فـي ضوء «رؤية عمان 2040»، وتواجه فـي الوقت ذاته تداعيات جائحة كورونا والتغيرات المناخية والتحولات الاقتصادية الإقليمية والدولية.

ويتضمن الإصدار الخطابات التاريخية التي ألقاها حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- فـي مناسبات مختلفة وهي خطاب جلالته بمناسبة توليه مقاليد الحكم 11 يناير 2020، الذي وضع فـيه جلالته الأسس الأولى لمسار النهضة المتجددة، وخطاب جلالته حول إعادة هيكلة الجهاز الإداري للدولة بتاريخ 23 فبراير 2020م، وخطاب جلالته بمناسبة العيد الوطني الخمسين المجيد، التي أقيمت بتاريخ 18 نوفمبر 2020، وخطاب جلالته بعد إعصار شاهين بتاريخ 11 أكتوبر 2021م، وخطاب جلالة السلطان بمناسبة ذكرى توليه مقاليد الحكم بتاريخ 11 يناير 2022م، وخطاب جلالته فـي افتتاح دور الانعقاد السنوي الأول للدورة الثامنة لمجلس عمان بتاريخ 14 نوفمبر 2023م، وكلمة جلالته خلال الزيارة الرسمية إلى سنغافورة فـي 14 ديسمبر 2023م، وﻛﻠﻤﺔ ﺟﻼﻟﺔ اﻟﺴﻠﻄﺎن ﺧﻼل ﻣﺒﺎﺣﺜﺎﺗﻪ ﻣﻊ رﺋﻴﺲ وزراء ﺟﻤﻬﻮرﻳﺔ اﻟﻬﻨﺪ بتاريخ ١٦ دﻳﺴﻤﺒﺮ ٢٠٢٣م، وﻛﻠﻤﺔ ﺟﻼﻟته ﺧﻼل ﻣﺄدﺑﺔ اﻟﻌﺸﺎء اﻟﺘﻲ أﻗﺎﻣﺘﻬﺎ رﺋﻴﺴﺔ اﻟﻬﻨﺪ ﺗﻜﺮﻳﻤًﺎ ﻟﻠﻤﻘﺎم اﻟﺴﺎﻣﻲ بتاريخ ١٦ دﻳﺴﻤﺒﺮ ٢٠٢٣م، وﻛﻠﻤﺔ ﺟﻼﻟﺔ اﻟﺴﻠﻄﺎن ﻫﻴﺜﻢ ﺑﻦ ﻃﺎرق اﻟﻤﻌﻈﻢ ﻓﻲ ﺟﻠﺴﺔ اﻟﻤﺒﺎﺣﺜﺎت ﻣﻊ اﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ زاﻳﺪ ﻓﻲ أﺑﻮﻇﺒﻲ «ﻗﺼﺮ اﻟﻮﻃﻦ» بتاريخ ٢٢ أﺑﺮﻳﻞ ٢٠٢٤م، وﻛﻠﻤﺔ ﺟﻼﻟﺔ اﻟﺴﻠﻄﺎن ﻫﻴﺜﻢ ﺑﻦ ﻃﺎرق اﻟﻤﻌﻈﻢ ﺧﻼل اﻓﺘﺘﺎح اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ اﻟﻄﺒﻴﺔ ﻟﻸﺟﻬﺰة اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ واﻷﻣﻨﻴﺔ بتاريخ ١١ ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ ٢٠٢٤م، وﻛﻠﻤﺔ ﺟﻼﻟﺔ اﻟﺴﻠﻄﺎن ﻫﻴﺜﻢ ﺑﻦ ﻃﺎرق اﻟﻤﻌﻈﻢ ﺧﻼل زﻳﺎرﺗﻪ ﻣﺪرﺳﺔ اﻟﺴﻠﻄﺎن ﻓﻴﺼﻞ ﺑﻦ ﺗﺮﻛﻲ بتاريخ ٢٥ ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ ٢٠٢٤م، وﻛﻠﻤﺔ ﺟﻼﻟﺔ اﻟﺴﻠﻄﺎن ﻫﻴﺜﻢ ﺑﻦ ﻃﺎرق اﻟﻤﻌﻈﻢ ﻓﻲ اﻟﻤﺆﺗﻤﺮ اﻟﺼﺤﻔﻲ اﻟﻤﺸﺘﺮك ﻣﻊ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﺘﺮﻛﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ اﻟﺘﺮﻛﻴﺔ أﻧﻘﺮة بتاريخ ٢٨ ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ ٢٠٢٤، وﻛﻠﻤﺔ ﺟﻼﻟﺔ اﻟﺴﻠﻄﺎن ﻫﻴﺜﻢ ﺑﻦ ﻃﺎرق اﻟﻤﻌﻈﻢ ﺧﻼل ﻣﺄدﺑﺔ اﻟﻌﺸﺎء اﻟﺘﻲ أﻗﺎﻣﻬﺎ ﻣﻠﻚ اﻟﺒﻠﺠﻴﻜﻴﻴﻦ ﻓﻴﻠﻴﺐ ﻟﻴﻮﺑﻮﻟﺪ ﻟﻮﻳﺲ ﻣﺎري ﺗﻜﺮﻳﻤﺎ ﻟﺠﻼﻟﺘﻪ ﻓﻲ ﻗﻠﻌﺔ ﻻﻛﻦ اﻟﻤﻠﻜﻴﺔ ﻓﻲ ﺑﺮوﻛﺴﻞ بتاريخ ٣ دﻳﺴﻤﺒﺮ ٢٠٢٤م، وﻛﻠﻤﺔ ﺟﻼﻟﺔ اﻟﺴﻠﻄﺎن ﻫﻴﺜﻢ ﺑﻦ ﻃﺎرق اﻟﻤﻌﻈﻢ ﺑﻤﻨﺎﺳﺒﺔ اﻓﺘﺘﺎح ﻣﺘﺤﻒ اﻟﺴﻴﺎرات اﻟﺴﻠﻄﺎﻧﻴﺔ بتاريخ ١٠ دﻳﺴﻤﺒﺮ ٢٠٢٤م، وﺧِﻄﺎب ﺟﻼﻟته -حفظه الله- ﺑﻤﻨﺎﺳﺒﺔ اﻟـ١١ ﻣﻦ ﻳﻨﺎﻳﺮ ذﻛﺮى ﺗﻮﻟﻲ ﺟﻼﻟﺘﻪ ﻣﻘﺎﻟﻴﺪ اﻟﺤﻜﻢ بتاريخ ١١ ﻳﻨﺎﻳﺮ ٢٠٢٥م، وﻛﻠﻤﺔ ﺟﻼﻟته ﺧﻼل ﻣﺄدﺑﺔ اﻟﻌﺸﺎء اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ اﻟﺘﻲ أﻗﻴﻤﺖ ﻋﻠﻰ ﺷﺮف ﺟﻼﻟﺘِﻪ ﻓﻲ ﻫﻮﻟﻨﺪا بتاريخ ١٥ أﺑﺮﻳﻞ ٢٠٢٥، وﻛﻠﻤﺔ ﺟﻼﻟته ﺑﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﻏﺪاء اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺬي أﻗﺎمه دوﻟﺔ دﻳﻚ ﺷﻮوف رﺋﻴﺲ وزراء ﻣﻤﻠﻜﺔ ﻫﻮﻟﻨﺪا بتاريخ ١٦ أﺑﺮﻳﻞ ٢٠٢٥، وأخيرا كلمة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- ﺧﻼل ﻟﻘﺎﺋﻪ ﺑﻔﺨﺎﻣﺔ اﻟﺮﺋﻴﺲ ﻓﻼدﻳﻤﻴﺮ ﺑﻮﺗﻴﻦ رﺋﻴﺲ روﺳﻴﺎ اﻻﺗﺤﺎدﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ اﻟﺮوﺳﻴﺔ ﻣﻮﺳﻜﻮ بتاريخ ٢٢ أﺑﺮﻳﻞ ٢٠٢٥م.

ويُعد هذا الإصدار توثيقا بالغ الأهمية لفهم مسار الدولة خلال السنوات الخمس الأولى من عهد جلالته، ويُبرز كيف استخدمت القيادة الكلمة كوسيلة لترسيخ مفاهيم التنمية المستدامة، وتعزيز الهوية الوطنية، والانفتاح المتزن على العالم، ويستند الكتاب فـي طرحه إلى ترتيب زمني يُمكّن القارئ من تتبع تطور الخطاب الرسمي.

كما يمنح الباحثين والمهتمين فرصة لتحليل الرؤية المتدرجة التي قدمها حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- منذ توليه مقاليد الحكم، كما يمثل الكتاب إضافة نوعية فـي سياق توثيق التحول الوطني، ومصدرا غنيا يعكس تفاعل القيادة مع المستجدات المحلية والدولية، مؤكدا أن الكلمة العمانية كانت -ولا تزال- حاملة لمعاني التوازن، والحكمة، والنهج الثابت.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق