عيسى هلال الحزامي
* لا تأتي الفرحة بهذا القدر الكبير إلا مع الضغوط الكبيرة، فبقدر القلق والتوتر والشحن الذي يسبق مباراة مهمة كهذه تكون انفعالات الفرحة بالفوز، خصوصاً إذا كانت المباراة حاسمة للقب بطولة مهمة كالدوري، وأمام فريق عتيد وعنيد كشباب الأهلي.. الذي شاءت الأقدار في السنوات الأخيرة أن يكون الند اللدود للشارقة والشريك الدائم له في معظم البطولات، وها هي موقعة نهائي كأس صاحب السمو رئيس الدولة لكرة القدم في الطريق، تنذر وتبرق وترعد، قبل أن يجمعنا لقاء جديد.
* لم تكن المباراة النهائية لبطولة دوري السلة كغيرها من المباريات المصيرية التي خاضها الفريق الملكي، فظروفها كانت صعبة وحرجة للغاية، وحظوظ شباب الأهلي قبلها كانت أكثر وعداً بإحراز اللقب، إذ كان مرهونًا بالفوز أو بالخسارة بأي فارق يقل عن 7 نقاط، ودراما أحداث المباراة بلغت ذروتها في الثواني الأخيرة، وتلاعبت بأعصاب الجميع، خصوصًا عندما طاشت التسديدة الثلاثية لحامد عبد اللطيف في هذا الوقت القاتل، فقد كانت كفيلة بإنهاء الحلم الشرجاوي لتحيله إلى كابوس!
* لا أدري كيف تنساب الدموع في لحظات سعيدة كهذه؟ هل هي تنفيس عن الضغوط التي كانت مشحونة ومتراكمة.. أم هي كما يقول المتخصصون تحقق التوازن الانفعالي لكل من يعانون سخونة المشاعر والأحاسيس؟ أياً يكن الأمر.. فالدموع التي غالبتها في تلك اللحظات خبرتها مرارًا، منذ كنت لاعبًا، وكانت وما زالت تعاودني كلما صادفت فرحة من هذا النوع الطاغي الكبير.
* بصراحة.. كان لهذا الإنجاز وقع خاص في نفسي لا أستطيع أن أنكره، فمع كل بطولة من البطولات التي شهدتها الألعاب الأخرى للملك الشرجاوي، كانت نظرات العتب تلاحقني، ومشاعر الأسى تطاردني، ولسان الحال يقول: أين السلة وأنا ابنها وربيبها من هذه المنجزات؟.. فالحمد لله حمدًا كبيرًا على هذا اللقب الذي جاء في وقته، وأدعو الله أن يكون بداية لعهد جديد تتواصل فيه الألقاب والبطولات دون انقطاع.
* سعدت كثيراً بكل التهاني والتبريكات، لكن أسعدتني أكثر تلك التي جاءتني من «منافسين» سعادتهم نابعة من يقينهم بأن هذا الإنجاز سيسعد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ففرحهم كان لفرحه، والتهنئة كانت لسموه قبل أن تكون لنا، وهذه المشاركة الوجدانية ما كانت لتكون لولا تلك المحبة الربانية، وما كنا سنعرفها لولا تلك الملحمة الشرجاوية.
0 تعليق