يعد اضطراب الوسواس القهري من الاضطرابات النفسية الشائعة التي تؤثر بشكل كبير على جودة الحياة، حيث يتسبب هذا الاضطراب بوجود أفكار أو صور غير مرغوب فيها تثير القلق، مما يسبب سلوكيات قهرية تهدف إلى تقليل هذا القلق.

كما يمكن أن يكون لاضطراب الوسواس القهري تأثيرات سلبية على الأداء اليومي، مما يؤدي إلى انعزال الشخص عن محيطه الاجتماعي أو المهني.

أعراض اضطراب الوسواس القهري

الوسواس القهري يتضمن نوعين رئيسيين من الأعراض تشمل الوساوس والسلوكيات القهرية، فالوساوس هي الأفكار أو الصور الذهنية التي تتكرر بشكل غير مرغوب فيه وتثير مشاعر القلق؛ فعلى سبيل المثال، قد يشعر الشخص أنه لا بد من التأكد مرارًا وتكرارًا من إغلاق الأبواب أو إيقاف الأجهزة الكهربائية، رغم أنه قد فعل ذلك بالفعل.

أما السلوكيات القهرية، فهي الأفعال التي يقوم بها الشخص لتخفيف القلق الناتج عن الوساوس، وهذه الأفعال تكون مفرطة وغير منطقية، مثل غسل اليدين بشكل مستمر أو ترتيب الأشياء بطريقة معينة، وقد يأخذ الشخص وقتًا طويلًا في تنفيذ هذه السلوكيات، مما يؤثر على حياته اليومية.

أسباب اضطراب الوسواس القهري

الأسباب الكامنة وراء اضطراب الوسواس القهري لم تفهم بالكامل بعد، لكن هناك عدة عوامل تساهم في ظهوره، من ضمنها العوامل الوراثية؛ وقد تأتي العوامل البيولوجية ضمن الأسباب.

وهناك أيضًا أدلة على أن اضطراب الوسواس القهري قد يكون مرتبطًا بتغيرات في الدماغ، خاصة في مستوى المواد الكيميائية مثل السيروتونين، وقد تؤدي هذه التغيرات إلى زيادة القلق وتكرار الأفكار السلبية، هذا بالإضافة إلى العوامل النفسية والبيئية؛ لأن تجارب الحياة السلبية مثل التعرض للصدمات أو التوتر المستمر قد تساهم في تطور الوسواس القهري، بجانب بعض الأنماط النفسية مثل التفكير المفرط في المخاطر قد تزيد من فرصة الإصابة بالاضطراب.

تأثير الوسواس القهري على الحياة اليومية

ويؤثر الوسواس القهري بشكل كبير على الأداء اليومي، فقد يستغرق الشخص وقتًا طويلًا في أداء المهام بسبب الأفكار المزعجة والسلوكيات القهرية، مما يؤثر على العمل أو الدراسة.

علاوة على ذلك، قد يشعر الشخص بالعزلة الاجتماعية بسبب شعوره بالحرج من تصرفاته أو عدم قدرته على التوقف عن ممارسة السلوكيات القهرية، أما في الحالات المتقدمة، قد يكون هذا الاضطراب مصدرًا كبيرًا للمعاناة النفسية، مما يستدعي التدخل العلاجي.