loading ad...
بقلم: نوعا ليمونا 5/5/2025
تحقيق دولي نشر في الأسبوع الماضي يضع إسرائيل في المكان الثاني على مقياس الازدهار. الإسرائيليون مقارنة بمواطني معظم دول العالم يعتبرون انفسهم كمن يعيشون أفضل بكثير من كل النواحي الرئيسية للوجود: الصحة، المغزى، القيم، العلاقات، الاستقرار الاقتصادي، الايمان الديني أو الروحي.اضافة اعلان
البيانات جمعت بين تموز 2022 وتشرين الثاني 2023. ربما ان النتائج ستكون مختلفة في الأبحاث التالية، التي ستشمل أيضا اكثر من سنة ونصف (والحبل على الجرار) من اهمال المخطوفين والجنود الموتى وتجمعات المهجرين وخدمة الاحتياط غير النهائية وصافرات الإنذار. يجب إضافة أيضا آلاف الأطفال الذين يموتون في غزة، والعائلات التي محيت عن وجه الأرض، والازمة الإنسانية وفقدان انسانيتنا – لكن هذه لا تؤثر على معظم الإسرائيليين. مع ذلك، في اطار الجدول الزمني الذي قمنا بفحصه كان 7 أكتوبر قد حدث بالفعل، وكنا بعد اكثر من سنة من الانقلاب وسنوات من إدارة "النزاع" بدون رؤية أو أمل في السلام. ما الذي إذا يجعلنا سعداء جدا؟ هل سيكون هناك بالفعل تغيير جذري في النتائج في السنة القادمة؟ إذا نظرنا إلى مراكز التسوق المزدحمة والاحتفالات في عيد الاستقلال التي لم يخمدها إلا حريق كارث، فمن الممكن الافتراض بامان ان التجربة الشخصية لمعظم الإسرائيليين ستبقى جيدة.
في كتاب "عبقرية إسرائيل" كتب تان سينور وشاؤول زينغر بأن إسرائيل هي من بين الدول السعيدة والمتفائلة في العالم، وأنه توجد فيها النسبة الأدنى من "الوفيات بسبب اليأس" (مثل الانتحار أو تعاطي وجبة زائدة من المخدرات). أبحاث تنسب النشوة المدهشة للاسرائيليين الى المناخ المشمس والى العائلية والتجمع التي تميز المجتمع والشعور بالانتماء والمعنى الذي يوجد هنا وينقص في أماكن أخرى. بالتحديد من المجتمعات التي فيها الحياة هادئة أكثر، لكن ربما هذا هو فقط جزء من القصة، ربما بالتحديد الحياة التي الموت والشعور بالخطر الوجودي تحلق فوقها دائما، تخلق بصورة معاكسة الرضا الوهمي لدينا.
في اختبار واقعي أكثر، الذي نشر في الأسبوع الماضي، علاماتنا أقل إثارة للانطباع. مؤشر حرية الصحافة لـ "صحفيين بدون حدود" يصنف إسرائيل في المكان 112، من بين الـ 180 دولة ومنطقة. انخفاض 11 مكانا مقارنة مع السنة السابقة. وفي تفصيل الأسباب عن الوضع القاسي للصحافة في إسرائيل تتم الإشارة الى الحملات القانونية القمعية التي تزيد الضغط على الصحفيين الإسرائيليين، وشعبية بوق السلطة القناة 14، وبرامج شلومو قرعي في هيئة البث العامة، والرقابة الذاتية للصحفيين في وسائل إعلام التيار العام.
كنتيجة لذلك فإن صورة الواقع التي يحصل عليها الجمهور الإسرائيلي من وسائل الإعلام هي صورة مشوهة وناقصة. وحتى لو وضعنا جانبا أجواء السعادة المريضة ذهنيا السائدة في القناة 14 فانه من وسائل إعلام التيار العام يظهر المجتمع بالأساس كمجتمع متضامن وجيد مع قيادة إشكالية، والأعمال الفظيعة في غزة يتم اخفاؤها عن عيون المشاهدين وقلوبهم ووعيهم. وهكذا أيضا يتم التعامل مع ما يحدث في الضفة. الاحتلال غير قائم منذ زمن. التغطية الإعلامية للمخطوفين قريبة جدا في طبيعتها من برامج الواقع. والنقاشات حول "اليوم التالي" خفتت وضمير المشاهدين نام بهدوء. هكذا يمكن أن نستيقظ في الصباح في حالة انتعاش والذهاب للتسوق في المجمعات التجارية الكبيرة.
0 تعليق