يحتفل الوسط الإعلامي في البحرين بيوم الصحافة البحرينية، مناسبة سنوية تسلط الضوء على مسيرة غنية امتدت لعقود، بدأت من الصحافة الورقية التقليدية، ومرت بتحولات جوهرية مع دخول الإنترنت، وصولاً إلى تبني الذكاء الاصطناعي في غرف الأخبار.
منذ تأسيس أولى الصحف البحرينية، لعبت الصحافة دوراً محورياً في التعبير عن القضايا الوطنية والاجتماعية، وكانت منبراً لصوت المواطن وصدى لطموحات الدولة.
ومع تطور المجتمع، تطورت الصحافة شكلاً ومضموناً، لتواكب العصر وتحدياته.
وجاءت ثورة الإنترنت لتشكل نقطة تحول رئيسية، حيث انتقلت الصحف إلى المنصات الرقمية، وظهر جيل جديد من الصحفيين القادرين على التحرير والنشر الفوري عبر المواقع والتطبيقات.
هذا التحول الرقمي أتاح سرعة الوصول إلى المعلومة وتوسيع نطاق الجمهور، لكنه فتح الباب أيضاً لتحديات معقدة أبرزها الأمن السيبراني، إذ باتت المؤسسات الإعلامية معرضة للاختراق ونشر المعلومات المضللة، مما استوجب تطوير أنظمة الحماية الرقمية ورفع جاهزية الكوادر الفنية.
إلى جانب ذلك، أصبحت عملية التحقق من المعلومات ضرورة يومية في ظل تدفق الأخبار الزائفة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
فالصحفي اليوم لا يكتفي بجمع المعلومة، بل يتحقق من مصدرها ويقارنها، مدفوعاً بالمسؤولية المهنية وميثاق الشرف الصحفي.
أما في السنوات الأخيرة، فقد دخل الذكاء الاصطناعي بقوة إلى المهنة، من خلال أدوات تُستخدم في تحرير الأخبار بشكل آلي، وتحليل البيانات، وإنشاء محتوى بصيغ متعددة حسب تفضيلات القارئ.
ومع أن هذه التقنيات تعزز الإنتاجية، إلا أنها تثير تساؤلات حول مستقبل الدور البشري في الصحافة، وأهمية الحفاظ على الحس الإنساني والإبداعي في التغطية الصحفية.
ورغم التحديات، لا تزال الصحافة الورقية البحرينية تحتفظ بقيمتها الثقافية والتوثيقية، وتؤدي دوراً مهماً في الحياة العامة، خصوصاً في التحليلات العميقة والتغطيات المؤسسية.
وفي يومها الوطني، تجدد الصحافة البحرينية التزامها بثوابتها المهنية، وتسعى لتحقيق التوازن بين الأصالة والتجديد، مؤكدةً على دورها الحيوي في نقل الحقيقة وخدمة المجتمع.
0 تعليق