انطلاق فعاليات مؤتمر "إجادة" لتعزيز تطوير الموارد البشرية والإبداع المؤسسي في سلطنة عُمان

صحيفة عمان 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
Image

انطلقت اليوم فعاليات مؤتمر "إجادة" تحت رعاية سعادة السيد سالم بن مسلم البوسعيدي، وكيل وزارة العمل لتنمية الموارد البشرية، في فندق ماندارين أورينتال بالقرم. ويشارك في المؤتمر عدد من المسؤولين والمختصين في مجالات تنمية الموارد البشرية وتطوير الأداء المؤسسي، حيث يتناول المؤتمر عددًا من المحاور والجلسات التخصصية، من أبرزها: استعراض "مصفوفة إجادة لإدارة الموارد البشرية"، وتسليط الضوء على مفاهيم "ثقافة العمل المؤسسي"، و"تطوير رأس المال البشري ودوره في تحقيق الإجادة المؤسسية". كما تضمن المؤتمر جلسة حوارية بعنوان "تعزيز ثقافة الإجادة المؤسسية: تحديات وحلول"، إلى جانب عرض بعنوان "الارتحال نحو مستقبل مستدام: لمحة حول رحلة التحول في ثقافة العمل بشركة تنمية نفط عُمان"، بالإضافة إلى محور "الابتكار كركيزة لتحقيق الإجادة".

- مصفوفة "إجادة" لإدارة الموارد البشرية

بدأ المؤتمر بجلسة استعرض خلالها الدكتور محمد بن مصطفى النجار، مدير عام التدريب بوزارة العمل، تفاصيل "مصفوفة إجادة لإدارة الموارد البشرية"، التي تهدف إلى إحداث تحول نوعي في إدارة الموارد البشرية بالوحدات الحكومية، وأوضح أن المصفوفة تقوم بتصنيف الموظفين وفق أدائهم وإمكانياتهم، وتوجيه الكفاءات الواعدة نحو المناصب القيادية.

وأكد النجار أن "مصفوفة إجادة" تهدف إلى تحسين كفاءة الموارد البشرية في الجهاز الإداري للدولة، حيث تقوم بتحليل السمات والقدرات البشرية ومواءمتها مع متطلبات الوظائف. وأضاف قائلاً: "المصفوفة تسهم في دعم اتخاذ القرارات داخل المؤسسات الحكومية من خلال تصنيف الموظفين بناءً على أدائهم، وتحديد الكفاءات الواعدة، فضلاً عن توفير قاعدة بيانات تحليلية تُساعد على التخطيط والتطوير المؤسسي".

وتابع النجار قائلاً: "الخطوة الأولى في تنفيذ مصفوفة إجادة تتضمن تصنيف الموظفين إلى ثلاث فئات بناءً على أدائهم خلال العامين الماضيين: فئة "يفوق التوقعات" التي تضم أفضل 10% من الموظفين، وفئة "يلبي التوقعات" التي تشمل 80% من الموظفين، وفئة "يحتاج للتحسين" التي تضم أدنى 10% من الموظفين في كل وحدة".

وأشار النجار إلى أن المرحلة التالية من التطبيق تشمل قياس إمكانيات الموظفين الذين فاقوا التوقعات باستخدام اختبار "السايكو متري" المعتمد، وبناءً على نتائج الاختبار، يتم تصنيف هؤلاء الموظفين إلى فئات حسب مستوى إمكانياتهم: "مرتفع الإمكانيات" (أعلى من 67%)، "متوسط الإمكانيات" (من 34% إلى 66%)، و"منخفض الإمكانيات" (من 0% إلى 33%).

وأوضح النجار أن اختبار "السايكو متري" يقيس السمات والسلوكيات الأساسية مثل الحث الذاتي، والتكيف، والفضول، والمجازفة، ويتم تطبيقه عبر منصة إلكترونية مرتبطة بشريك خارجي (توماس)، مضيفا أنه سيتم إجراء هذه القياسات بشكل دوري كل ثلاث سنوات لضمان استدامة التطوير وتحقيق الكفاءة المؤسسية.

وفيما يخص الخطوات القادمة، ذكر النجار أن الوزارة ستبدأ في تطبيق اختبارات "توماس" خلال النصف الثاني من عام 2025، حيث سيتم خلال الأشهر القادمة إطلاق حملات توعية وورش عمل لشرح الأهداف المرجوة من تطبيق المصفوفة. وأكد أن هذه الخطوة تهدف إلى تعزيز الكفاءة المؤسسية من خلال توفير أدوات تحليل علمية تسهم في تطوير أداء المؤسسات الحكومية.

- الثقافة المؤسسية ودورها في النجاح المؤسسي

وتحدث محمد الريامي، مدير عام إدارة المواهب بعمانتل، عن أهمية "الثقافة المؤسسية"، التي تشكل مجموعة من القيم والمعتقدات والسلوكيات التي تحدد طريقة عمل الموظفين في المؤسسة. وأكد على دور الثقافة المؤسسية الكبير في نجاح المنظمة، لافتًا إلى تأثيرها المباشر على الإنتاجية والالتزام وسعادة الموظفين.

وأكد الريامي أن عمانتل تولي اهتمامًا كبيرًا ببناء ثقافة التعلم المستمر، مشيرًا إلى إطلاق الشركة لبرنامج "القائد" الذي يهدف إلى إعداد الكوادر الموهوبة من الشباب وتأهيلهم ليكونوا قادة المستقبل في الشركة. كما ذكر الريامي أن الشركة دشنت التعلم الرقمي عبر الإنترنت في 2019، مشيرًا إلى أن 74% من موظفي عمانتل يشاركون في مبادرات التعلم والتطوير الرقمية، فيما يستخدم 57% منهم منصات التعلم الرقمي للتدريبات التقنية، وتم اعتماد 120 موظفًا في مهارات المستقبل ومجالات وظائف المستقبل.

- رأس المال البشري كأداة لتحقيق التميز المؤسسي

من جانبه، تحدث المعتصم السيابي، مدير عام المكافآت ونظم الموارد البشرية بمجموعة أوكيو، عن أهمية "رأس المال البشري" باعتباره من العوامل الرئيسية لتحقيق التفوق المؤسسي. وأوضح السيابي أن "أوكيو" تولي اهتمامًا بالغًا بتطوير رأس المال البشري من خلال الاستثمار في التدريب وتوفير بيئة عمل محفزة.

وأشار السيابي إلى الإنجازات والمبادرات التي حققتها "أوكيو" خلال الفترة الماضية، بالإضافة إلى التحديات التي تواجهها في مجال تطوير رأس المال البشري، وفيما يتعلق بالإنجازات، أشار السيابي إلى أن المجموعة منحت 36 شهادة احترافية في مختلف المجالات خلال عام 2024، فيما يحمل 3500 موظف من موظفيها شهادات احترافية في مجالات متنوعة.

أما في ما يتعلق بالمبادرات، فأشار السيابي إلى برنامج "مسار" الذي يهدف إلى تدريب 734 قائدًا في مجال تطوير المهارات القيادية والإدارية، بالإضافة إلى برنامج "معتمد" الذي تم من خلاله تطوير 13 خريجًا في مجال المالية، كما تم إطلاق برنامج "شباب أوكيو" الذي يضم 224 خريجًا يتم تدريبهم في مجالات مختلفة، إلى جانب "برنامج موظفينا" الذي يهدف إلى تأهيل وإعادة تعيين 171 موظفًا في مجالات جديدة.

وفيما يخص التحديات، ذكر السيابي بعض الصعوبات التي تواجهها المجموعة، ومنها التكلفة والوقت المطلوب للحصول على الشهادات الاحترافية لبعض البرامج، وكذلك إدارة التغيير ومقاومة بعض الموظفين لهذه التغيرات. كما أشار إلى أهمية تحفيز الموظفين على الالتزام ببرامج التدريب طويلة المدى والتأكد من أن هذه البرامج تضيف قيمة حقيقية لتطوير المهارات المطلوبة.

الجدير بالذكر أن مؤتمر "إجادة" يمثل منصة مهمة لمناقشة قضايا تطوير رأس المال البشري وتعزيز ثقافة العمل المؤسسي في السلطنة. ومن خلال العروض والجلسات المتخصصة، تم تسليط الضوء على أهمية تطوير المهارات وتنمية الكفاءات، ما يعكس التزام المؤسسات العمانية بتحقيق التميز والإبداع في الأداء المؤسسي.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق