loading ad...
عمان – في تحول لافت في المشهد الإقليمي، كشفت تفاهمات غير معلنة بين الولايات المتحدة وجماعة الحوثي اليمنية، عن ملامح مقاربة أميركية جديدة تجاه الأزمة في اليمن، تبتعد عن الخيار العسكري المباشر وتركّز على تأمين حرية الملاحة في البحر الأحمر. اضافة اعلان
وفاجأ هذا التفاهم الذي تم بوساطة عمانية، بعض حلفاء واشنطن، وعلى رأسهم دولة الاحتلال الصهيوني، التي لم تكن طرفا فيه، ما يعكس بداية تباعد ملحوظ في المواقف بين الجانبين حيال الملف اليمني.
ويرى خبراء أن الاتفاق لا يمثل تحوّلا في نظرة واشنطن للحوثيين كتهديد إستراتيجي، بل يعكس إدراكها لتعقيدات التدخل العسكري في بيئة جغرافية وسكانية شديدة الصعوبة على غرار تجربة أفغانستان.
ويُظهر الاتفاق محاولة لتقليل التكلفة السياسية والمادية للتورط الأميركي في مواجهة مفتوحة مع جماعة تُحركها دوافع عقائدية وإقليمية، ولا تمثل كيانا مؤسسيا تقليديا.
في المقابل، ينظر الحوثيون إلى هذا التفاهم كفرصة لتحسين شروط التفاوض وتخفيف وطأة الضربات الجوية على اليمن، دون أن يعني ذلك تراجعهم عن دعم القضية الفلسطينية أو وقف عملياتهم ضد إسرائيل.
ويضع هذا التوازن بين التهدئة والتصعيد، واشنطن في موقف دقيق خاصة مع استمرار دعمها لتل أبيب، ما قد يُعيد التوتر إلى الواجهة إذا ما شعر الحوثيون بأن الاتفاق يُستخدم فقط كأداة لتقييدهم دون مقابل حقيقي.
تحول في الإستراتيجية الأميركية
ومن هنا، قال رئيس الجمعية الأردنية للعلوم السياسية الدكتور خالد شنيكات إن التفاهم الأخير بين الولايات المتحدة وجماعة الحوثي يعد خطوة منطقية من وجهة النظر الأميركية، موضحا أن واشنطن لم تكن تسعى منذ البداية إلى الدخول في مواجهة مباشرة مع اليمن، بل كان جل اهتمامها يتمثل في تأمين مرور السفن الأميركية عبر البحر الأحمر.
وأشار شنيكات إلى أن الولايات المتحدة لم تكن ترى في الانخراط العسكري في اليمن مكسبا إستراتيجيا، نظرا لطبيعة البلاد الجغرافية الوعرة وتركيبتها السكانية المعقدة، وهي سمات تشبه إلى حد كبير بيئة أفغانستان، ما يجعل من التدخل المباشر خيارا غير مجد لها.
وأوضح أن واشنطن كانت تسعى فقط إلى فتح قنوات تفاوض تؤدي إلى وقف هجمات جماعة "أنصار الله" على سفنها.
وأكد أن اللافت في الاتفاق هو عنصر المفاجأة بالنسبة للكيان الصهيوني، حيث لم تكن على علم به، كما أنه لم يشمل السفن الإسرائيلية، ما يشير إلى تباعد في المواقف بين واشنطن وتل أبيب، وهي نقطة تسجل لأول مرة بهذه الدرجة من الوضوح.
أهداف ومواقف للحوثيين
وفيما يتعلق بجماعة الحوثي، أوضح شنيكات أن هدفها لم يكن الاصطدام مع الولايات المتحدة، بل إن التصعيد جاء كرد فعل على تدخل واشنطن لصالح دولة الاحتلال أو دعمها للهجمات على اليمن.
وشهدت المرحلة الماضية استهدافا مباشرا من الحوثيين للسفن الأميركية والبريطانية، وذلك ضمن تحالف تقوده الولايات المتحدة تحت اسم "تحالف حراسة الازدهار".
وأكد شنيكات أن استمرار الحوثيين في منع السفن الإسرائيلية من المرور رغم التفاهم مع واشنطن، يكشف عن تركيزهم على الضغط باتجاه إنهاء الحرب في غزة، التي تعتبرها الجماعة أولوية قصوى في هذه المرحلة.
وحول مستقبل الاتفاق، رأى أن التزام الطرفين بشروطه قد يفضي إلى استمراره، طالما لم تسع الولايات المتحدة إلى استفزاز الحوثيين، وفي المقابل لم تظهر "أنصار الله" نية لاستهداف المصالح الأميركية بشكل مباشر، محذرا من احتمال انهيار التفاهم إذا ثبت أن واشنطن تواصل تزويد دولة الاحتلال بالسلاح والدعم اللوجستي في هجماتها على اليمن، وهو ما قد يعيد التصعيد إلى الواجهة.
وختم بالقول إن جماعة الحوثي لا تبدي عداء تجاه دول مثل الصين أو روسيا أو بقية دول العالم، باستثناء تلك التي شاركت في التحالف العسكري ضد اليمن، وفي مقدمتها الولايات المتحدة وبريطانيا.
دوافع واشنطن البراغماتية
وفي تعليقه على الاتفاق، اعتبر أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الألمانية الأردنية الدكتور بدر الماضي، أنه يمثل هدنة مؤقتة قد تريح واشنطن ولندن من التوتر المستمر المرتبط بعمليات الحوثيين في البحر الأحمر، دون أن يعني ذلك بالضرورة نهاية تهديد الجماعة.
وأوضح الماضي أن الولايات المتحدة تدرك تماما أن الحوثيين لا يشكلون خطرا إستراتيجيا وجوديا، لكنهم يفرضون واقعا أخلاقيا وأمنيا يتطلب التعامل العسكري المستمر، خاصة فيما يتعلق بسلامة الملاحة في البحر الأحمر، الأمر الذي يستهلك موارد وجهودا كبيرة من أميركا وبريطانيا.
وأشار إلى أن المفاجأة تكمن في أن الكيان الصهيوني لم يكن على علم مسبق بهذا الاتفاق، لكنه يستمر في استهداف الحوثيين بشكل مباشر، مدفوعا بشعوره بالتهديد عقب هجمات استهدفت مطار بن غوريون.
وأضاف إن دولة الاحتلال ستواصل ضرباتها بطريقة منهجية لتقويض قدرات الحوثيين، في سياق مشابه لإستراتيجيتها تجاه حركة حماس، عبر محاولة اقتلاع الخطر من جذوره.
تراجع الدور الإيراني
ونوه الماضي، بأن أحد الفوارق الرئيسية بين طريقة تعامل الولايات المتحدة وإسرائيل مع الحوثيين، هو أن كليهما يدرك أن الجماعة لا تمثل دولة ذات مؤسسات سياسية موحدة، بل هي مجموعة عقائدية تتحرك ضمن حسابات داخلية وإقليمية مرتبطة بإيران.
وأضاف إن هذا الاتفاق - في سياق أوسع- قد يعكس تراجعا إضافيا لنفوذ إيران في المنطقة، إلى جانب ما وصفه بخسائرها المتلاحقة في سورية ولبنان.
وبهذا، يرى أن الاتفاق قد يُحسب كجزء من سلسلة انتكاسات إيرانية، خصوصا إذا ترافق مع انحسار دور الحوثيين عسكريا وسياسيا.
أما من زاوية الوضع الإنساني، فرأى الماضي أن الحوثيين ربما وجدوا في الاتفاق فرصة لتخفيف معاناة اليمنيين، في ظل موجة الضربات المكثفة التي يتعرضون لها.
لكنه حذر من ربط نجاح الاتفاق بوقف الهجمات الإسرائيلية، مؤكدا أن دولة الاحتلال لا تنوي التوقف عن الرد على أي تهديد حوثي يستهدفها.
وساطة عُمانية ومفاجأة إسرائيلية
بدوره، قال المحلل السياسي والخبير الإستراتيجي نضال أبوزيد إن التفاهمات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وجماعة الحوثي جاءت بوساطة عمانية، ويُعتقد أنها كانت أحد الأسباب الرئيسية وراء تأجيل الجولة الرابعة من المفاوضات النووية بين طهران وواشنطن، التي كانت مقررة السبت الماضي.
وأشار أبوزيد إلى أن تأجيل تلك الجولة يعود لانشغال الوسيط العُماني والمبعوث الأميركي الخاص تيم ليندركينغ الذي يقود المحادثات غير المباشرة مع الحوثيين، وفق ما أعلنته واشنطن.
وأكد أن مسار المفاوضات مع الحوثيين بات مرتبطا بتقدم الملف النووي الإيراني، مرجحا أن تكون هناك مقايضة غير معلنة: تهدئة من جانب الحوثيين في البحر الأحمر مقابل مرونة أميركية في ملفات إقليمية أخرى.
وقال إن هذا الربط بات واضحا مع اقتراب موعد المفاوضات النووية الجديدة.
عقلية رجل الأعمال
لكن في المقابل، أشار أبوزيد إلى أن الحوثيين لم يتعهدوا بوقف الهجمات ضد الكيان الصهيوني بدليل تنفيذهم لهجوم بطائرة مسيرة على الأراضي الإسرائيلية مؤخرا ما يدل على أن الاتفاق مع واشنطن لا يشمل وقف العمليات تجاه دولة الاحتلال، وهو ما أثار استياء الحكومة الإسرائيلية.
واعتبر أن الولايات المتحدة من خلال هذا التفاهم المنفرد مع الحوثيين، تسعى للنأي بنفسها عن سياسات التصعيد الإسرائيلي، مضيفا إن إدارة الرئيس جو بايدن تدرك أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يحاول جر واشنطن إلى أزمات إضافية لا تصب في مصلحتها، خاصة بعد أن بلغت تكلفة العمليات الأميركية ضد الحوثيين نحو 3 مليارات دولار خلال 54 يوما، دون تحقيق نتائج ملموسة على صعيد الحد من قدرات الجماعة.
وأضاف أبوزيد إن هذه المقاربة تعكس "عقلية رجل الأعمال" التي تدير السياسة الأميركية في المرحلة الراهنة، في إشارة إلى نهج إدارة بايدن الذي بات أقرب إلى حسابات الجدوى والتكلفة، على غرار ما كان يروج له الرئيس ترامب.
واختتم حديثه بالإشارة إلى أن الاتفاق بين واشنطن والحوثيين مرشح للصمود، خاصة إذا قدمت إيران تنازلات تتعلق بتقليص دعمها للجماعة مقابل وقف الاستهداف الأميركي لها، لكنه نبه في الوقت ذاته إلى أن دولة الاحتلال باتت وحيدة في مواجهة التصعيد الحوثي، ما قد يُنتج معادلة جديدة في مسار الصراع الإقليمي.
وفاجأ هذا التفاهم الذي تم بوساطة عمانية، بعض حلفاء واشنطن، وعلى رأسهم دولة الاحتلال الصهيوني، التي لم تكن طرفا فيه، ما يعكس بداية تباعد ملحوظ في المواقف بين الجانبين حيال الملف اليمني.
ويرى خبراء أن الاتفاق لا يمثل تحوّلا في نظرة واشنطن للحوثيين كتهديد إستراتيجي، بل يعكس إدراكها لتعقيدات التدخل العسكري في بيئة جغرافية وسكانية شديدة الصعوبة على غرار تجربة أفغانستان.
ويُظهر الاتفاق محاولة لتقليل التكلفة السياسية والمادية للتورط الأميركي في مواجهة مفتوحة مع جماعة تُحركها دوافع عقائدية وإقليمية، ولا تمثل كيانا مؤسسيا تقليديا.
في المقابل، ينظر الحوثيون إلى هذا التفاهم كفرصة لتحسين شروط التفاوض وتخفيف وطأة الضربات الجوية على اليمن، دون أن يعني ذلك تراجعهم عن دعم القضية الفلسطينية أو وقف عملياتهم ضد إسرائيل.
ويضع هذا التوازن بين التهدئة والتصعيد، واشنطن في موقف دقيق خاصة مع استمرار دعمها لتل أبيب، ما قد يُعيد التوتر إلى الواجهة إذا ما شعر الحوثيون بأن الاتفاق يُستخدم فقط كأداة لتقييدهم دون مقابل حقيقي.
تحول في الإستراتيجية الأميركية
ومن هنا، قال رئيس الجمعية الأردنية للعلوم السياسية الدكتور خالد شنيكات إن التفاهم الأخير بين الولايات المتحدة وجماعة الحوثي يعد خطوة منطقية من وجهة النظر الأميركية، موضحا أن واشنطن لم تكن تسعى منذ البداية إلى الدخول في مواجهة مباشرة مع اليمن، بل كان جل اهتمامها يتمثل في تأمين مرور السفن الأميركية عبر البحر الأحمر.
وأشار شنيكات إلى أن الولايات المتحدة لم تكن ترى في الانخراط العسكري في اليمن مكسبا إستراتيجيا، نظرا لطبيعة البلاد الجغرافية الوعرة وتركيبتها السكانية المعقدة، وهي سمات تشبه إلى حد كبير بيئة أفغانستان، ما يجعل من التدخل المباشر خيارا غير مجد لها.
وأوضح أن واشنطن كانت تسعى فقط إلى فتح قنوات تفاوض تؤدي إلى وقف هجمات جماعة "أنصار الله" على سفنها.
وأكد أن اللافت في الاتفاق هو عنصر المفاجأة بالنسبة للكيان الصهيوني، حيث لم تكن على علم به، كما أنه لم يشمل السفن الإسرائيلية، ما يشير إلى تباعد في المواقف بين واشنطن وتل أبيب، وهي نقطة تسجل لأول مرة بهذه الدرجة من الوضوح.
أهداف ومواقف للحوثيين
وفيما يتعلق بجماعة الحوثي، أوضح شنيكات أن هدفها لم يكن الاصطدام مع الولايات المتحدة، بل إن التصعيد جاء كرد فعل على تدخل واشنطن لصالح دولة الاحتلال أو دعمها للهجمات على اليمن.
وشهدت المرحلة الماضية استهدافا مباشرا من الحوثيين للسفن الأميركية والبريطانية، وذلك ضمن تحالف تقوده الولايات المتحدة تحت اسم "تحالف حراسة الازدهار".
وأكد شنيكات أن استمرار الحوثيين في منع السفن الإسرائيلية من المرور رغم التفاهم مع واشنطن، يكشف عن تركيزهم على الضغط باتجاه إنهاء الحرب في غزة، التي تعتبرها الجماعة أولوية قصوى في هذه المرحلة.
وحول مستقبل الاتفاق، رأى أن التزام الطرفين بشروطه قد يفضي إلى استمراره، طالما لم تسع الولايات المتحدة إلى استفزاز الحوثيين، وفي المقابل لم تظهر "أنصار الله" نية لاستهداف المصالح الأميركية بشكل مباشر، محذرا من احتمال انهيار التفاهم إذا ثبت أن واشنطن تواصل تزويد دولة الاحتلال بالسلاح والدعم اللوجستي في هجماتها على اليمن، وهو ما قد يعيد التصعيد إلى الواجهة.
وختم بالقول إن جماعة الحوثي لا تبدي عداء تجاه دول مثل الصين أو روسيا أو بقية دول العالم، باستثناء تلك التي شاركت في التحالف العسكري ضد اليمن، وفي مقدمتها الولايات المتحدة وبريطانيا.
دوافع واشنطن البراغماتية
وفي تعليقه على الاتفاق، اعتبر أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الألمانية الأردنية الدكتور بدر الماضي، أنه يمثل هدنة مؤقتة قد تريح واشنطن ولندن من التوتر المستمر المرتبط بعمليات الحوثيين في البحر الأحمر، دون أن يعني ذلك بالضرورة نهاية تهديد الجماعة.
وأوضح الماضي أن الولايات المتحدة تدرك تماما أن الحوثيين لا يشكلون خطرا إستراتيجيا وجوديا، لكنهم يفرضون واقعا أخلاقيا وأمنيا يتطلب التعامل العسكري المستمر، خاصة فيما يتعلق بسلامة الملاحة في البحر الأحمر، الأمر الذي يستهلك موارد وجهودا كبيرة من أميركا وبريطانيا.
وأشار إلى أن المفاجأة تكمن في أن الكيان الصهيوني لم يكن على علم مسبق بهذا الاتفاق، لكنه يستمر في استهداف الحوثيين بشكل مباشر، مدفوعا بشعوره بالتهديد عقب هجمات استهدفت مطار بن غوريون.
وأضاف إن دولة الاحتلال ستواصل ضرباتها بطريقة منهجية لتقويض قدرات الحوثيين، في سياق مشابه لإستراتيجيتها تجاه حركة حماس، عبر محاولة اقتلاع الخطر من جذوره.
تراجع الدور الإيراني
ونوه الماضي، بأن أحد الفوارق الرئيسية بين طريقة تعامل الولايات المتحدة وإسرائيل مع الحوثيين، هو أن كليهما يدرك أن الجماعة لا تمثل دولة ذات مؤسسات سياسية موحدة، بل هي مجموعة عقائدية تتحرك ضمن حسابات داخلية وإقليمية مرتبطة بإيران.
وأضاف إن هذا الاتفاق - في سياق أوسع- قد يعكس تراجعا إضافيا لنفوذ إيران في المنطقة، إلى جانب ما وصفه بخسائرها المتلاحقة في سورية ولبنان.
وبهذا، يرى أن الاتفاق قد يُحسب كجزء من سلسلة انتكاسات إيرانية، خصوصا إذا ترافق مع انحسار دور الحوثيين عسكريا وسياسيا.
أما من زاوية الوضع الإنساني، فرأى الماضي أن الحوثيين ربما وجدوا في الاتفاق فرصة لتخفيف معاناة اليمنيين، في ظل موجة الضربات المكثفة التي يتعرضون لها.
لكنه حذر من ربط نجاح الاتفاق بوقف الهجمات الإسرائيلية، مؤكدا أن دولة الاحتلال لا تنوي التوقف عن الرد على أي تهديد حوثي يستهدفها.
وساطة عُمانية ومفاجأة إسرائيلية
بدوره، قال المحلل السياسي والخبير الإستراتيجي نضال أبوزيد إن التفاهمات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وجماعة الحوثي جاءت بوساطة عمانية، ويُعتقد أنها كانت أحد الأسباب الرئيسية وراء تأجيل الجولة الرابعة من المفاوضات النووية بين طهران وواشنطن، التي كانت مقررة السبت الماضي.
وأشار أبوزيد إلى أن تأجيل تلك الجولة يعود لانشغال الوسيط العُماني والمبعوث الأميركي الخاص تيم ليندركينغ الذي يقود المحادثات غير المباشرة مع الحوثيين، وفق ما أعلنته واشنطن.
وأكد أن مسار المفاوضات مع الحوثيين بات مرتبطا بتقدم الملف النووي الإيراني، مرجحا أن تكون هناك مقايضة غير معلنة: تهدئة من جانب الحوثيين في البحر الأحمر مقابل مرونة أميركية في ملفات إقليمية أخرى.
وقال إن هذا الربط بات واضحا مع اقتراب موعد المفاوضات النووية الجديدة.
عقلية رجل الأعمال
لكن في المقابل، أشار أبوزيد إلى أن الحوثيين لم يتعهدوا بوقف الهجمات ضد الكيان الصهيوني بدليل تنفيذهم لهجوم بطائرة مسيرة على الأراضي الإسرائيلية مؤخرا ما يدل على أن الاتفاق مع واشنطن لا يشمل وقف العمليات تجاه دولة الاحتلال، وهو ما أثار استياء الحكومة الإسرائيلية.
واعتبر أن الولايات المتحدة من خلال هذا التفاهم المنفرد مع الحوثيين، تسعى للنأي بنفسها عن سياسات التصعيد الإسرائيلي، مضيفا إن إدارة الرئيس جو بايدن تدرك أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يحاول جر واشنطن إلى أزمات إضافية لا تصب في مصلحتها، خاصة بعد أن بلغت تكلفة العمليات الأميركية ضد الحوثيين نحو 3 مليارات دولار خلال 54 يوما، دون تحقيق نتائج ملموسة على صعيد الحد من قدرات الجماعة.
وأضاف أبوزيد إن هذه المقاربة تعكس "عقلية رجل الأعمال" التي تدير السياسة الأميركية في المرحلة الراهنة، في إشارة إلى نهج إدارة بايدن الذي بات أقرب إلى حسابات الجدوى والتكلفة، على غرار ما كان يروج له الرئيس ترامب.
واختتم حديثه بالإشارة إلى أن الاتفاق بين واشنطن والحوثيين مرشح للصمود، خاصة إذا قدمت إيران تنازلات تتعلق بتقليص دعمها للجماعة مقابل وقف الاستهداف الأميركي لها، لكنه نبه في الوقت ذاته إلى أن دولة الاحتلال باتت وحيدة في مواجهة التصعيد الحوثي، ما قد يُنتج معادلة جديدة في مسار الصراع الإقليمي.
0 تعليق