دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- كشف استطلاع جديد أن عددًا كبيرًا من الأمريكيين لا يلتزمون بأساسيات النظافة الشخصية، وذلك بعدما أفاد قرابة نصف عدد المشاركين بأنهم ينسون أو يختارون عدم غسل أيديهم في أوقات حرجة، بعد زيارة المتاجر، والمطاعم، والمقاهي، أو حتى بعد التواجد في مرافق الرعاية الصحية كعيادات الأطباء والمستشفيات.
يبدو أن دروس النظافة التي فرضتها جائحة "كوفيد-19" لم تترسّخ لدى البعض، رغم أن الاستطلاع المموّل من قبل المؤسسة الوطنية للأمراض المعدية (NFID)، أظهر أنّ 33% من المشاركين قالوا إنهم يغسلون أيديهم الآن أكثر مما كانوا يفعلون أثناء الجائحة.
وقال الدكتور روبرت هوبكنز، المدير الطبي للمؤسسة: "لقد تحدثنا عن أهمية غسل اليدين منذ كنا في رياض الأطفال أو حتى قبل ذلك. وكنت آمل أن يُنظر إلى غسل اليدين باعتباره أحد الركائز الأساسية للحفاظ على صحتنا، بصرف النظر عن سلوكياتنا الصحية الأخرى".
وأضاف أنّ "غسل اليدين يُعتبر وسيلة غير محددة لكن فعالة لتقليل خطر التعرض للأمراض المعدية، إلى جانب إزالة الأوساخ، والدهون، وكل ما لا نرغب برؤيته على أيدينا".
صدر الاستطلاع الذي أجرته منظمة NORC (المعروفة سابقًا باسم المركز الوطني لأبحاث الرأي العام) التابعة لجامعة شيكاغو الإثنين، بالتزامن مع اليوم العالمي لنظافة اليدين، وهو جزء من حملة "الأيادي النظيفة" التي أطلقتها المؤسسة الوطنية للأمراض المعدية بغية زيادة الوعي بأهمية غسل اليدين في الحد من انتشار الأمراض المعدية.

ويُسلّط التقرير الضوء على أنماط غسل اليدين لدى نحو 3,600 شخص بالغ تم استطلاع آرائهم بين ديسمبر/كانون الأول ومارس/آذار.
عادات متباينة في غسل اليدين
أجاب 62% من المشاركين أنّ غسل اليدين بالماء والصابون لمدة 20 ثانية يُعد الطريقة الأكثر فعالية للحد من انتشار الجراثيم. في المقابل، اعتقد 13% أن وقتًا أقل سيكون كافيًا، بينما رأى 24% أن الأمر يتطلب وقتًا أطول.
تمثلت أكثر ثلاث حالات دفعت المشاركين لغسل أيديهم بالتالي:
بعد استخدام الحمام أثناء أو بعد التعامل مع الطعام بعد التعامل مع فضلات بشرية أو حيوانيةأشار التقرير إلى أن "هذا أمر مشجّع، خصوصًا إذا علمنا أن غرامًا واحدًا فقط من البراز البشري قد يحتوي على تريليون جرثومة، من بينها السالمونيلا، والإشريكية القولونية، وفيروس نورو، وهي جراثيم قادرة على التسبب بأمراض خطيرة".
لكن قال 30% فقط من المشاركين إنهم يغسلون أيديهم غالبًا بعد العطس أو السعال، وهو ما وصفه التقرير بـ"المقلق"، بالنظر إلى سهولة انتقال الأمراض التنفسية مثل الإنفلونزا.
اعتُبر النسيان السبب الأكثر شيوعًا بين نصف عدد البالغين تقريبًا الذين لم يغسلوا أيديهم. لكن اختار 20% منهم عمدًا عدم غسل أيديهم، لأسباب متنوعة مثل اعتقادهم بأن الأمر غير ضروري، أو عدم توفر الوقت، أو خشيتهم من جفاف اليدين.
التمايز بين الجنسين والأعمار
أظهرت النتائج أن الرجال أكثر عرضة من النساء لعدم غسل أيديهم في الأوقات الأساسية، كما كانوا أكثر اعتقادًا بأن غسل اليدين لا يتطلب وقتًا طويلًا.
كان البالغون الذين تجاوزوا سن الـ60 عامًا، الأكثر التزامًا بعادات غسل اليدين، حيث قال 74% منهم إنهم يغسلون أيديهم بعد استخدام الحمام أو التعامل مع الطعام. ويرجّح التقرير السبب في ذلك إلى وعيهم بأنهم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض.
وأشار الدكتور جورج بنجامين، المدير التنفيذي للجمعية الأمريكية للصحة العامة، غير المشارك في الدراسة، إلى أنّ هذا السلوك قد يكون مرتبطًا بتجارب الأجيال السابقة، إذ قال: "عندما كنّا صغارًا، لم يكن هناك معقّمات لليدين. كنّا نخرج للّعب، وعندما نعود، كان يفترض أن نغسل أيدينا. أعتقد أنّ ما نراه هنا هو سلوكيات اختلفت بين جيل وآخر".
وأفاد 26% من المشاركين بأنّهم يغسلون أيديهم بشكل متكرّر أكثر خلال فصلي الخريف والشتاء، وهو ما يعتبره التقرير أمرًا منطقيًا، نظرًا لأن بعض الأمراض التنفسية تبلغ ذروتها في الأجواء الباردة.
ذكر الاستطلاع أن "ثمة جراثيم أخرى، مثل تلك المسببة لنزلات البرد، وفيروس نورو، وغيرها من الأمراض المعدية، يمكن أن تنتقل طوال العام، لذا من المهم الحفاظ على نظافة اليدين على مدار السنة للحفاظ على صحة جيدة".
كيف تتذكر غسل يديك؟
قال غالبية الأشخاص الذين شملهم الاستطلاع إنهم يغسلون أيديهم لأسباب منها:
حماية صحتهم الشخصية الشعور بالنظافة منع نقل الجراثيم للآخرين تجنب الإصابة بالأمراض والتغيّب عن العمل أو الدراسة
0 تعليق