برج الصفر بولاية ضنك.. شاهدٌ على التاريخ ومعلَمٌ يروي قصة حضارة عُمان

صحيفة عمان 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

يقف برج الصفر شامخًا على تلة مرتفعة ببلدة الوسطى في ولاية ضنك بمحافظة الظاهرة، محاطًا بسحر الطبيعة ومعالمها التاريخية، ليروي قصة خالدة من عبق الماضي العُماني التليد.

يُطل البرج من الجهة الشرقية على البساتين ومجرى وادي ضنك، بينما تمتد حارة المقشاب على المرتفعات الجبلية المجاورة، ومن الغرب، يتاخمه فلج السيما، أما من الشمال فتُحيط به خُضرة البساتين التي تُعزّز من جمال موقعه الاستراتيجي.

وهذا البرج العريق، الذي شُيِّد قبل مئات السنين على يد أجود بن طالب المربوعي -وفقًا لمصادر محلية- يُعد واحدًا من أقدم أبراج الحراسة والمراقبة في المنطقة، ويعكس بوضوح براعة العمارة العُمانية التقليدية.

رغم قِدمه، لا يزال برج الصفر يحتفظ بصلابته المعمارية، بما في ذلك جدرانه المتينة، وغرفه الخمس التي تتوزع داخله، إضافة إلى فتحات تهوية ورماية، كانت تُستخدم لأغراض دفاعية في تلك الحقبة، كما تحتضن قلبه شجرة السَّمر، التي لا تزال تنبض بالحياة بلونها الأخضر.

وقد أدى البرج دورًا محوريًا في حماية المنطقة في العصور الماضية، وكان بمثابة الدرع الواقي ضد الأخطار، مما منحه مكانة تاريخية كبيرة في وجدان المجتمع المحلي.

ورغم ما يحمله من قيمة أثرية وتاريخية، إلا أن البرج يعاني اليوم من تآكلٍ ملحوظ، ولم يتبقَّ منه سوى جزء صغير، ما يستدعي تدخلًا عاجلًا لإجراء أعمال ترميم شاملة تحفظ هذا الإرث الحضاري للأجيال القادمة.

إن الحفاظ على برج الصفر لا يُمثّل فقط إنقاذًا لمَعلم أثري، بل هو إحياء لرمز حضاري أصيل يعكس هوية عُمان وتراثها المتجذّر في الزمان والمكان، فكل زاوية فيه، وكل زخرفة على جدرانه، تحكي قصة من قصص أهل ضنك، وتُعيد إلى الأذهان تضحيات الأجداد ومجدهم الذي ما زال ماثلًا حتى اليوم.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق