
السبيل
قال المحلل السياسي الدكتور منذر الحوارات إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يستهدف من خلال زيارته إلى السعودية والإمارات وقطر، الحصول على استثمارات ضخمة، ومناقشة عدة ملفات هامة ومعقدة في المنطقة.
وأوضح الحوارات في حديث لـ”السبيل”، أن زيارة ترامب الممتدة حتى نهاية الأسبوع، وهي الأولى للرئيس الأمريكي خارج الولايات المتحدة في حقبته الثانية، تأتي في سياق إقليمي ودولي متوتر، مع تصاعد النزاعات في المنطقة، لا سيما في قطاع غزة، بالإضافة إلى التحديات الاقتصادية المتزايدة والنفوذ الصيني المتنامي في الخليج.
وأشار الحوارات إلى أن الملفات الاقتصادية ستكون في صلب المباحثات، وعلى رأسها الصفقات والاستثمارات الخليجية في الاقتصاد الأمريكي، والتي قد تصل إلى تريليون دولار، مع التركيز على قطاعات الدفاع، والذكاء الاصطناعي، والبنية التحتية، والطاقة.
وأكد أن ملف غزة سيكون حاضرًا في محادثات ترامب، موضحًا أن الرئيس الأمريكي ألمح إلى احتمال الإعلان عن “صفقة ما” بشأن غزة خلال زيارته أو قبيلها.
وفي الجانب السياسي، قال الحوارات إن ترامب يسعى لتقليص النفوذ الإيراني في المنطقة، بالتعاون مع دول الخليج، خاصة في ظل التوترات في اليمن. لكنه شدد على أن التحدي الاستراتيجي الأكبر يتمثل في التنافس مع الصين، التي باتت حاضرة بقوة في ملفات الاقتصاد والتكنولوجيا والطاقة في المنطقة.
وأوضح أن الولايات المتحدة تحاول كبح التمدد الصيني في الخليج، خاصة في ظل اعتماد بكين على نفط المنطقة واهتمامها المتزايد بالتكنولوجيا، وهو ما يدفع واشنطن إلى السعي لوضع معايير لعلاقات الخليج مع الصين.
وحول فرص نجاح الزيارة، رأى الحوارات أن تحقيق مكاسب اقتصادية يبدو ممكنًا، خاصة مع الإعلان عن صفقات تجارية واستثمارية ضخمة تعزز العلاقة مع دول الخليج وتنعش الاقتصاد الأمريكي. لكنه استبعد أن تحقق الزيارة اختراقات سياسية كبيرة، مشيرًا إلى أن ملفات مثل التطبيع بين السعودية وإسرائيل ستبقى خارج جدول النقاشات الرسمية، وفقًا لمصادر مقربة من ترامب.
وبيّن أن المباحثات ستركز على البرنامج النووي السعودي السلمي، وسبل احتواء النفوذ الإيراني، وهو ما يعتبره تحديًا معقدًا نظرًا لتغلغل إيران في عدة ملفات إقليمية، بحسب الحوارات
وفيما يتعلق بالنفوذ الأمريكي، أشار الحوارات إلى أن زيارة ترامب تمثل محاولة لإعادة ترسيخ مكانة الولايات المتحدة في المنطقة، بعد أن تراجع هذا الدور خلال ولايته الأولى، وفي ظل تصاعد التهديدات الصينية والروسية. واعتبر أن استثمار واشنطن في علاقاتها التقليدية في الشرق الأوسط بات ضرورة جيوسياسية.
واختتم حديثه بالتأكيد على أن الزيارة، رغم تركيزها الاقتصادي الظاهر، تحمل أبعادًا سياسية وأمنية بالغة الأهمية، وأن قضايا مثل الصراع في غزة والعلاقات مع إيران ستظل من أبرز التحديات أمام تحقيق نتائج ملموسة.
0 تعليق